
السباك السوري ابو احمد والهئية
كنت منذ ثلاثة أيام أرغب في الإتصال على صاحبي السباك ابو أحمد لكي يحضر لإصلاح المكيف الصحراوي
وتنظيفه وتغيير بعض الأجزاء التي تلفت بفعل عوامل الأتربة
وذلك إستعداداً لموسم الصيف وحرارته التي بدأت بوادرها تلوح في الأفق في فترة الظهيرة
اليوم وجدت متسع من الوقت وأجريت أتصال على ابو أحمد وحضر بعد صلاة العصر وقمنا سوياً بمعاينة المكيف وإجراء اللازم
المهم في الأمر أنني لاحظت ظلمة في وجه ابو أحمد كما لا حظت أنه يتمتع بأظافر طويلة جداً وقد إمتلئت بالسواد
فقلت لعل هذا من الشغل مع المواصير ذات البوصة والبوصة إلا ربع والأكواع والجلب والتيب وغيرها من عدة السباكين
إلا أنني لم أصبر كثيراً على سؤال أخذ يقرقع في صدري ويجول في فكري
وبدون مقدمات وبلا أحم ولا دستور كما يقولون قلت يابو أحمد هل أنت تصلي أم من ربع لسه بدري والعمر قدام
فابتسم أولاً ثم قهقه ضاحكاً ثانياً
وقال بكل صراحة ،صراحة وبدون لف ولا دوران أو خجل من الحقيقة
أمضيت من عمري في سوريا ما يزيد على الخمسة والثلاثين عام لم أكن أصلي فيها أبداً ولا يخطر على بالي حتى مجرد تفكير
حيث نشأنا في بيئة لا تعرف الصلاة ولم نكن نتعلمها حتى في المدارس ولا البيوت
ولم يكن لدينا حس ديني وضمير يجعل الإنسان يخجل من ترك الصلاة
بل ربما من يصلي هناك هو من يخجل حيث أن الأغلبية لا تعرف الصلاة فالكل يركض خلف لقمة عيشة وسعة صدره وكلاً بطريقته
وعندما حضرت للسعودية قبل مايقرب من الست سنوات كنت على حالي لا أعرف الصلاة ولا أفكر فيها
حتى لا حظت إغلاق المحلات وقت الصلاة ورأيت ( المطاوعة ) يدورون بسيارات الهيئة يأمرون بها
مما إضطرني كل وقت صلاة أن أذهب للغرفة التي أسكن بها مع مجموعة من العمال حتى إنتهاء فترة الصلاة ثم أعود بعدها لممارسة عملي
وبقيت على هذا الوضع لكن أمر الصلاة بدأ يأخذ حيز من تفكيري فكل مافي الرياض يضيق عليك حتى تؤدي الصلاة ( كما عبر عنه )
يقول أبو أحمد
لم أعد أستطيع الوقوف في سوق العمال وقت الصلاة
لم أعد أستطيع الشراء من المحلات وقت الصلاة
لم أعد أستطيع أن أشتغل في منزل زبون وقت الصلاة حيث يأمرني بإن أتوقف لكي نعود بعد أداء الصلاة
وأحياناً أذهب للصلاة مجاملة و بدون وضوء قبل أن يقول لي صاحب العمل ذلك
ثم بعد فترة من هذه البهدلة ( على حد تعبيره )
حدث لي موقف وهو أننا كنا نجلس في سيارتنا وقت صلاة المغرب ننتظر إنتهاء الصلاة أنا ومعي زميل لي أخر
وفجأة أتتنا سيارة الهيئة وإقتادونا للمركز وتم توقيفنا وبعد فترة تم مناصحتنا وزودنونا ببعض الكتب الصغيرة عن الصلاة وكم كاسيت
وللأمانة رميناها بمجرد خروجنا من المركز
لكن بعد فترة عندما ضاقت بي الأرض في أوقات الصلوات وبعد مشاهدتي لبعض العمال من غير العرب في السعودية يصلون
بدأت أصلي وكانت البداية صعبة جداً وكنت أصلي يوم وأتركها يومين أو اصلي فرض وأترك البقية
وهكذا حتى هداني الله ولله الحمد ومنذ ست سنوات لم أترك الصلاة غير بعض التأخير بظروف العمل
ثم أردف السباك أبو أحمد قائلاً :
أحمدوا ربكم على هذه النعمة والله تسكير المحلات وقت الصلاة ووجود الهيئة هي السبب في محافظتي على الصلاة
ووالله أنني أحافظ على الصلاة في السعودية أكثر منها في بلدي سوريا
حيث في السعودية تجد من يعينك على الصلاة ويأمرك بها فأنا بداية أمري كنت أصلي خوف من الهيئة وخجل من أربابا العمل
ومع الوقت وجدت نعمة الصلاة وأصبحت أحافظ عليها خصوصاً أن الحياة تشل وقت الصلاة فلا تستطيع عمل أو بيع أو شراء مما ساعدني كثيراً على المحافظة عليها
فهذا الرجل الغريب عن بلدنا يثني على رجال الحسبة ويقول هم سبب محافظتي على الصلاة
تذكرت زلايب الليبراليين من قد شربت قلوبهم حب المنكرات الذين جعلوا الهيئة عدوهم الأول قبل إبليس وزمرة شياطينه
تذكرت بعض ذباب الشهوات من هم بيننا لا يقعون إلا على كل نجاسة ويلتقطون القمامة من كل مكان فيأتون بها
تذكرت حروبهم الشيطانية التي لا زالت نتانتها تملىء المكان ضد رجال النور
عندها فار دمي حنقاً فاستدرت عن شمالي
ثم بصقت وأتبعتها بلعنة على الليبراليين أذناب الرذيلة أقزام الفاحشة وحميرهم ذباب الشهوات ناقلي القاذورات
منقول