تاريخ التسجيل: Aug 2005
الدولة: الخبر+ سراة عبيده
المشاركات: 4,240

ثقافة التقديس --!!
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم
---
الحوار --هو الطريق السليم والقصير لبلوغ الهدف --فلن تتقدم أمه لا يتحاور ابنائها
فقد تجد الفكره او الرأي الذي تحتاجه لأتخاذ قرار ما -- عند زيد او عبيد --وهو ليس من اصحاب
المناصب او النفوذ
وديننا الحنيف --يحثنا على الشورى --والعلم والمعرفه ليست حكرا لبشر دون الآخرين
انما هي حق مشاع للجميع --وحسب الأجتهاد
وتاريخنا العربي --فيه الكثير من المواقف التي تصب في هذا الأتجاه
ففي غزوة بدر --تغير موقع المعركه بناء على رأي احد الصحابه --ولم يقل رسولنا الكريم
انا النبي --صلى الله عليه وسلم
وهذا الخليفه الفاروق --عندما ردت عليه أمرأه
يعلنها امام الناس بأنه اخطأ --وأصابت أمرأه
هؤلاء لا يحملون شهادات دكتوراه --وليست لهم مناصب --هؤلاء من العامه
وعلى مبدأ --ان ليس هناك --انسان معصوم ما عدى ما خصه الله للرسل والأنبياء
لذلك الخطأ وارد من كل انسان حتى لو يحمل اطنان من الشهادات --ومن متى صارت الشهاده
او المنصب او الوضع الأجتماعي --( صك ) بأنه لا يخطيء ؟؟
كل أمه --فيها قاده --وعلماء--وادباء --وصحفيين --وكتاب --وفيه مواطنون عاديون منحهم الله
الذكاء والفطنه والحكمه
الجميع معرض للخطأ --والذي يعمل معرض اكثر للأخطاء
كل ما ذكر بأعلاه --لا يختلف عليه اثنان --إذا أين المشكله ؟؟
المشكله انه --لا يوجد لدينا ثقافة الحوار --ولم نتعود عليها---ولم نمارسها
في الأسره --او في المجتمع --متمثلا في المدرسه والجامعه --ثم مواقع العمل
وبهذه الطريقه الغير قويمه --صار لدينا ( ثقافة التقديس ) التي ليس لها سند دينيا او عرفيا
--
فالقول ما قاله فلان
فلا تتناقش مع قائد --ولا مع عالم --ولا مع أديب --ولا حتى شاعر --الخ
فأن فعلت ذلك -فأنت خارج عن الدين --او غير وطني --او علماني --او ليبرالي
لماذا -- لأن مهنتك خباز او نجار او حداد او مزارع -او موظف عادي-- او راعي غنم-او فقير-هل هذا منطق ؟؟
أمرأه ربة بيت لا تفك الحرف --تحاورت مع الفاروق --وما أدراك ما الفاروق --وصححت معلوماته
وأقر بها --واعلنها ---تجي في هذا الزمن --تقول انت نجار او فلاح -او راعي غنم-- او فقير-فلا يقبل منك !!!!!!!!!!
هناك أربعة انواع من الحوار وربما هناك اكثر
---
حوار على شكل مشوره حول أمرا ما --وهذا من حق الجميع ابداء رأيه
حوار -- بسبب قول او فعل صدر من عالم او قائد او أديب --ومناقشته لأيضاحه
حوار --من اجل تجريح هذا القائد والأنتقاص منه --او ذلك العالم والأنتقاص من علمه
وهذا النوع من الحوار مرفوض ---وغير مقبول
وهناك حوار --اطلق عليه مصطلح ( بيزنطي ) وهذا النوع يستغرق ساعات طوال --ثم ينتهي عند نقطة البدايه --يعني بدون نتيجه ---وهذا النوع نحبه كثير --ونستخدمه
---
ثقافة التقديس --لها سلبيات كثيره على الفرد والمجتمع والمصلحه العامه ايضا
فهذه الثقافه -- تولد شريحه من المنافقين والوصوليين --والمنتفعين ---والفساد الأداري --وغيرها الكثير
فعندما يكون مسؤل --او عالم دين --او أديب --الخ
وجد نفرا من حوله --يظهرون له الأعجاب وهم كاذبون --فيصدقهم فيتوهم ان ليس في البلد سواه
فيضيف الى معرفته في علم ما او عمل ما -- كل العلوم وكل الأعمال --فإذا كان له معرفه في الأقتصاد مثلا --فمع التقديس ممن حوله --يظن او يتوهم --بأنه يعرف ايضا في الفلك والفيزياء والكيمياء --- الخ
فينكشف أمره امام الناس فيطب في اخطاء كثيره
فيقبل عليه -- الجهله والمنتفعين والمنافقين --وبدل ان يصححوا خطأه --تراهم يبررون ما فعله ويرقعون
هذه الثقافه --اصبحت مكشوفه --فالمجتمع لم يعد جاهلا --حتىتمرر عليه مثل هذه السخافات
لدينا مئات الألوف من الجامعيين --وهناك كتب وصحف ونت --وغيرها من وسائل الثقافه --لذلك لم يعد
هناك مجال لمثل هؤلاء الرعاع
المجتمع بحاجه الى عالم --إذا اخطأ تكون عنده الجرأه العلميه والأدبيه --ويعترف بالخطأ --ويعمل على تصحيحه
والتنميه بحاجه الى المدير -- العملي --الذي يشهد له عمله وانتاجيته --وليس المنافقين والمنتفعين
----
الدوله --انشأت مجلس للحوار الوطني --وهي لديها مستشارين ومجلس شورى -- لماذا؟؟
لأنها تريد ان تؤسس لثقافة الحوار --بعيدا عن العصبيه القبليه او العنصريه او المذهبيه
وان يكون الجميع -- لهم حق المواطنه --والجميع سواء --متى ما التزموابالثوابت الوطنيه
--
ونختم بالقول (( لا للتقديس --ونعم للحوار ))
ورحم الله أمرأ اهدى الي عيوبي
وكل غام وانتم بخير
تحياتي
__________________
أبشرب من دلتك لو كلها سم .. ما أهز فنجانك و لا أقول كافي
دامها من يمناك و تقول لي سم.0. بسم الله أشرب كل سمك عوافي