بسم الله الرحمن الرحيم

وعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ما تَعُدُّوُّن الرَّقُوبَ فيكم؟ قال قلنا : الذي لا يولد له قال ليس ذاك بالرَّقُوب ولكنّهُ الرجُلُ الذي لم يقدم من ولده شيئاً " قال : فما تَعُدُّون الصُّرعة فيكم؟ قال قلنا : الذي لا يصرعُهُ الرجال قال : ليس بذلك ولكنه الذي يملك نفسه عند الغضب "


( تخريج الحديث )


أخرجه مسلم كتاب البر والصلة باب فضل من يملك نفسه عند الغضب ، والبخاري كتاب الأدب المفرد باب من مات له سقط


( شرح الكلمات )


الرَّقوب : الذي لا يعيش له ولد.
الصُرعة : هو الذي يصرع الناس كثيراً بقوته.
الغضب : حركة النفس إلى خارج الجسد لإرادة الانتقام.


( فقه الحديث )


1 – أن الناس تعتقد أن الرقوب المحزون هو المصاب بموت أولاده ، وليس هو كذلك شرعاً بل الرقوب هو الذي لم يُتوفَّ أحد من أولاده في حياته فيحتسبه ويكتب له ثواب مصيبته وصبره عليه.
2 – فضل موت الأولاد والصبر عليهم.
3 – فضل كظم الغيظ وإمساك النفس عند الغضب عن الانتصار والمخاصمة والمنازعة.
4 – ليس الشديد الكامل الذي يصرع الناس كثيراً بقوته وبأسه وإنما الشديد الذي يملك نفسه عند ثوران الغضب ويقاومها بحلمه.
5 - أن مجاهدة النفس أشد من مجاهدة العدو.




وصلى الله على نبينا محمد على آله وصحبه وسلم