
الصمت العالي
[frame="6 60"][center]الجمعه 16 جمادى الآخر 1429هـ -20 يونيو2008م - العدد 14606
------------------------------------------------------------------------------
--------------------------------------------------------------------------------
كلام الليل
الصمت العالي
أحمد أبو دهمان
إنه الصمت المدوي. الصمت الذي نسمعه عالياً. صمت النخبة العالية في وزارة التعليم العالي.
قبل أيام، وعلى مقربة من بيتي في الحي الخامس عشر في باريس. كان هناك احتفال بتدشين أول معمل "ستالايات لاب" في مجال أمراض نقص المناعة. وهو معمل مشترك بين جامعة الملك سعود ومستشفى نيكير الشهير للأطفال.
كأن الحفل في بيتي، أو في قلبي. خمسة أطباء سعوديين يعملون تحت إشراف ذلك الأستاذ الشهير في هذا الميدان. أعني السيد جان لورون كازانوف. الذي أدهشه فعلاً التكوين المعرفي لهؤلاء السعوديين.
ومثلهم مائة وخمسون طبيباً ينجزون تخصصاتهم العليا في فرنسا.
وخلال سنتين او ثلاث سيصبح عدد المبتعثين الى فرنسا حوالي ثلاثة آلاف في كل الميادين المعرفية وفي أرقى، أقول أرقى الجامعات والمدارس العليا الفرنسية.
لم يمض أكثر من ثلاثة أشهر على توقيع واحدة وخمسين اتفاقية بين وزارة التعليم العالي في المملكة، والقطاعات المماثلة في فرنسا. لم يمض ثلاثة أشهر إلا والاحتفالات بالإنجازات تقرع باب بيتي.
إنه وطني. كنت أقولها في الحي. وقريباً من مستشفى الأطفال كنت أشم رائحة الأهل من كل مكان.
لم تبق ناحية في فرنسا إلا وفيها موفد من وزارة التعليم العالي. حدثت هذه النقلة في العلاقات بين البلدين بعد لقاءين رفيعين بين خادم الحرمين الشريفين والرئيس ساركوزي.
وبالتوجيهات الكريمة أنجزها بصمت عال معالي الدكتور خالد العنقري، ومعه نخبة الأكاديميين السعوديين من مديري جامعات قديمة او جديدة. كنا في لقاء ودي في باريس. وكان معاليه يتحدث بصمت عالٍ، وثقة ومصداقية وتواضع. كان من أهم ما قاله - وليسمح لي - "إنه لا بحث بلا حرية" وكنا نتحدث عن واقع العلوم الإنسانية في المملكة. ولكنه كان يعرف ماذا يعني بالحرية.
هذا هو الوزير الصامت بإنجازاته واختياره للعاملين معه وحوله وفي الملحقيات الثقافية في كل مكان. إذ لم يكتف بطلب العلم ولو في الصين.. بل ذهبوا الى كل مكان. الى حيث المعرفة.
لابد في الختام من الإشادة برجل لا أعرفه. لكن هناك اتفاقاً بين المعنيين بالتعليم العالي على أنه في مقدمة أولئك الذين يرفعون الوزارة عاليا على رؤوسهم وأكتافهم وفي قلوبهم إنه الدكتور علي العطية.[/frame]center]