ابتسامة ذابلة وخق مهترئ ،،
بسم الله الرحمن الرحيم ..
يقول أبو الطيب المتنبي :
لا خيل عندك تهديها ولا مالُ .:.:.:. فليسعد النطق إذ لم تسعد الحال
التجهم ليس من صفات من يرجو الخير ويسعى إليه ، ويريد السمو ويطلب إليه ، ويحث على التميز ويرقى ليه ! والدين الإسلامي أمر بالإحسان وبالرفق وبالكلمة الطيبة ودعا إلى الخلق الحسن وحث عليه ..
الكثير بلغ القنطرة ولم يبق على نجاحه إلا القليل فأرداه من لا يحسن تعامل ولا يحث على خير ويجذب إليه ؛ ومن الناس من يقبر قبل موته بسبب سبٍّ من معلم أو شتمٍ من أخٍ أو ضرب من أبٍ أو عقاب ممن له شأن في شخصية ذلك الشخص وغيره ..
جل الناس يضحك مجاملة إن تطلب المقام لذلك ولو فتح له المجال لسب وسخط وتهجم وألقى كل ما تأباه الفطرة من الشتائم والنتائن التي لا يستسيغها عقل ولا منطق ..
هناك مواقف تهزم الرجال ، وهناك كلمات تضعضع الإبداع ، وهناك نفوس ضعيفة يؤثر فيها الكلام ، وهناك دوافع تجعل الإنسان يخطئ ويستبيح بكلامه عرض شخص يغرقه في بحار الهزيمة ويحييه جسد بلا روح وعاطفة بلا عقل وشخصية بلا قائد ..
لماذا نجعل من أنفسنا وقودًا تحرقه رتوش كلمة ، ولماذا لا نحسن تعاملنا مع من جعلهم الله تحت أيدينا وتحت رعايتنا وولايتنا لماذا لا نشجع ونحث ونكافئ ونقول للمحسن أحسنت وللمسيء اجتنب إساءتك بود وقرب ؟
فكم من ابتسامة أدخلت سرورًا على قلب محزون ، وفرجت كرب مكروب ، وأزالت هم مغموم ، وأبعدت حزن مهزوم ..
إنما تنال المطالب وتقرب القلوب وتتآلف الأرواح في شموخ يعانق السماء حينما يظل المسلمون في جو يسوده ألفة ومحبة ووداد وقرب حتى كأن الجسد واحد والروح واحدة ..
فلرب كلمة طيبة جبرت جناح كسير ، ولرب همسة حسنة صبّرت غل أسير ، ولرب مدح أصلح من ذم ، ولرب كلمة جعلت من الحزن فرحًا ومن الهم فرجا ومن الغم بلجا ومن الهون عزا ومن القهر كرما ومن الكرب سرورا !!
ماذا لو ؟
لو كان الرئيس وهو في اي مجال يبتسم لكان المرؤوس يقدم وببذل ويجد ويزيد معدل انتاجيته في العمل ..
لو كان المعلم يهمس وينصح ويبتسم ويحسس طلابه أنهم له ذخر وعزوة لكان الطلاب منهم المجتهد والمتفوق والمبدع والمتميز ..
فماذا منك أنت أيها الشخص العادي أو الفرد الذي ليس له شأن ، ابتسم يصلح الله ذاتك ويرفعك ويقربك إليه منازل إذا أخلصت له أمرك ، ترفق وتودد وخاطب الناس على شتى طبقاتهم بكل ما هو حسن يرفعك الله ويطرح لك القبول ويقربك منه ويصلح لك المال والذرية ..
هذه نماذج واقعية تجنح بتعاملنا وتزيد من معدلات السمو والرفعة فيصبح المجتمع له السيادة ومنه تنبعث الثقافة والريادة ..
إلى متى سيادة الأخلاق المهترئة والابتسامات اليابسة حتى وكأنها حطب قد نخر فيه السوس وإلى متى ونحن نهدم ولا نشيد وإلى متى ونحن نفسد ولا نصلح !!
أيها الأحبة إنها نصيحة !
فإن لم تكن فوصية !
وإن لم تكن فكلمة !
وإن لم تكن فهمسة !
وإن لم تكن فابتسامة ثغر .. على من عرفت ومن لم تعرف ..
ووفقكم الله إلى كل خير ..
ودمتم بخير حال ..
16-06-2008, 08:33 PM
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض الشجري