( أخـيراً ....... آنَ لـي أنْ أقـولَ ... وداعـــــــــاً ...)


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

 
قديم 29-08-2005, 03:04 AM
  #1
سعد بن حسين
عضو فعال
 الصورة الرمزية سعد بن حسين
تاريخ التسجيل: Jun 2005
المشاركات: 470
سعد بن حسين will become famous soon enoughسعد بن حسين will become famous soon enough
Thumbs ( أخـيراً ....... آنَ لـي أنْ أقـولَ ... وداعـــــــــاً ...)

( أخـيراً ....... آنَ لـي أنْ أقـولَ ... وداعـــــــــاً ...)

قـال الـراوي :
سـنواتٌ تتوالـى ، ويطـاردُ خـلالها الـليلُ النهـارَ ، ولا يسـبق الشـمس القـمر ، وأنا أتقـلب فـي عـذاب ، ثم أكتشـف في النهـاية أنـي كـنت أتعلـقُ بسـراب !!
سـنواتٌ وعـيني عـلى هـذا قـد يمـد لـي يداً ، أو ذاك أن يقـفَ إلـى جـانبي ، لأخـلص ممـا أنا فـيه ممـا يثقـل كاهـلي ، وينـؤ به حملـي ..
سنـواتٌ كـثيرة وأنا أشـبه ما أكـونُ بإنسـانٍ يصـارعُ أمـواجَ البحـر، في جهـد جهـيد ، ويوشـك علـى الغـرق فـي كـل لـحظة ، ويخـبط في كـل اتجـاه في جـزع المـفزوع ، الـذي يتراءى لـه شبـح المـوت قـريبا منه ..!!
وتبقـى عـينه تتلـفت تبحث عـن مـغيث ، وكلـما رأى خشـبةً تلوحُ ، ظلـت عينه عليها ، ويخـبط بيديه ورجلـيه إليها ، ويجـهد للوصـول نحوها ، فـإذا وصلها ، اكـتشف أنها أوهـى من خيوط الـعنكبوت ، سرعـان من تذوب بين يديه ، ويشـرب مـلْ فـمه من ماء الـبحر الـمالح !!
ويعـود ليخبط من جـديد ، في جـهد جهيد ، يئن ويتوجـع ويصيح ، وعيـنه لا تزال تبحـث هنا وهـناك ، فـإذا لاحـت خـشبةٌ أخرى قـال : هـذه أكبر !! هذه هـي لا غيرها ..!!
وتبقـى عينه معـلقة بها ، خشية أن يفقـدها ، ويخبـط إليها في ضـراوة ، ويصـارع أمـواج البحر في شـراسة ، حـتى إذا وصـلها ، واتكأ عـليها لم يجـدها شيئاً ، سـرعان ما تنهـار تحـت يده ، وتذوب بين يديـه كـما تذوي قطعـة سكر أسقطتـها في الـماء !!
فيجـد نفسـه قـد غاص ، وأخـذ يشرب من مـاء البحـر المـالح من جديد !!
سنـوات والوضـع على ما هو عـليه ، والصـراع على اشـده ، فلا هـو كف عن متابعـة تلك الأخـشاب التي كـلما لاحـت صـاح : هـذه أقوى ، هذه أكـبر ، هذه هي منـقذتي !! يجدهـا تنهار كـأخواتها ..!!
لا هـو كـف عن هذا التعـلق بخـيوط العـنكبوت ، التي تظهـر له في صـورة أخشـاب قوية !!
ولا مـا يعـاني منه خـفت وطـأته على نفـسه ..!
قــــــــــال الـراوي :
ذات يوم خلـوت بنفـسي أفكر في حـالي ووضعي ومـأساتي ، وأنا أرى الأيام تكـر ، والليـالي تتوالـى ، ولا أكـاد أقـرب من حـل لهـذه المعـضلة .. وبينمـا كـنت أدير الفكـر لمدة ساعـة تقريبا ، وفجـأة سمعـتُ هاتفـاً ، لا أدري هـل كنت سـاعتها قد نمـت ، أم أنها غفـوة وأنا في حـال صحـو ، لكـن الهاتف كـان واضحـا ، ونبراته مـؤثرة ، وقـوية ، قـال الـهاتف :
اذبحْ حـنجرةَ الطمـع ، بسكـينِ اليأس .. !!
وكـررها وأعـادها : اذبحْ حـنجرةَ الطـمع بسكينِ الـيأس ..!!
وانتبهـتُ لها ، ووجـدتُ نفسي أردد تلك الـجملة ، بل وجـدت لها صـدى قـويا في قـلبي ، وكـأني بها تتردد عشـرات المـرات في صـدري ، بل كـأني أسمع صـدى ذلك الصوت ، يتردد في كـل زاوية من المكـان الـذي كنت أخـلو فيـه !!
اذبـح حـنجرة الطمـع ، بسكين الـيأس ..!
وشعـرت بانتشـاء ، وقلـت : الآن حـصحـصَ الحـق ..!
ولـما خـرجت بادرت أرفـع عـيني إلى السمـاء ، فـكأنما رأيت تلك العـبارة بعينـها مكتـوبة في كبـد السـماء ، بخـطٍ من نـور :
اذبح حنجـرة الطـمع ، بسكين اليـأس ..!!
قــال الـراوي :
ويشـاء الله سبحـانه أن ألـتقي بأخـي الأثير إلى نفـسي ، الذي أعــتبره شيخـي ومعلـمي ، رغـم أن فـارق الـسن ليس كـبيرا بيني وبينـه ، لكـن الله قسـم له علمـا وحكمـة ومنطقـا .. فهـو يتلألأ إذا تحـدث ، كـأنما يغـرف من السمـاء مـباشرة !!
حـدثته عن قـصتي من أولهـا إلى آخـرها ، حتـى وصـلت به إلى تلك العـبارة ، فتهلل وجـهه وهو يسمعهـا ، وأعـادها مـرتين أو ثلاثاً ..
ثم قـال : يريد الله بك الخـير في جميـع حـالاتك ..
حـين أوقعـك في هذه الحـالة من الـشدة .. فقـد أراد بك الخـير ..
وحـين مـنع عنك تلك الأسـباب ولم ينفعـك مـنها شيء ، وخـذلتك أحـوج ما تكـون إليها ، فـهذه رحـمة مـن الله ، حـق لك أن تشكـر الله عـليها ..

وهـالني ما سمـعت .. وطلـبت التوضيـح .. فقـال :
يتبع..................
__________________
ـــــــــــ التوقيع ــــــــــــ
أخوكم في الله / سعد بن حسين الشهري
سعد بن حسين غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 01:56 PM

سناب المشاهير