~~الصمت التسامحي نصرْ~~...ام أشفاق من عناء المجابهةْْْ


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

 
قديم 07-04-2007, 11:18 PM
  #1
حرقي العرين
..:: قلم من ذهب ::..
تاريخ التسجيل: Dec 2006
الدولة: فيلادلفيا
المشاركات: 297
حرقي العرين has a spectacular aura aboutحرقي العرين has a spectacular aura aboutحرقي العرين has a spectacular aura about
افتراضي ~~الصمت التسامحي نصرْ~~...ام أشفاق من عناء المجابهةْْْ

إن التسامح في نهاية التحليل هو قيمة.

وسلـّم القيم في مجتمع ٍ إسلامي كالمجتمع السعودي ينحدر من المرجعية الإسلامية المنظمة لكل تفاصيل الحياة.

وكما أن العدل ، والأمانة ، والكرم ، والصدق ، والمروءة ، ... إلخ ، قيم إسلامية أساسية ، فكذلك التسامح.

فإحسان الظن بالمسلم وتلمس الأعذار له هو نوع من التسامح في المنظومة الإسلامية.

وعلينا أن نحذر من الخلط بين قيمة التسامح و قيمة الذوق وجعلهما مترادفين.

فالتسامح مع الاختلاف الفكري مثلاً هو موقف يتضمن إعطاء الحق للمخالف بالتعبير عن رأيه بغض النظر عن مدى موافقتنا أو اختلافنا معه.

وقد عبر الإمام الشافعي عن ذلك أبلغ تعبير في مقولته المشهورة (رأيي صواب يحتمل الخطأ ، ورأي غيري خطأ يحتمل الصواب).

أما الذوق فهو تغليف حق الاختلاف هذا في قالبٍ لغويٍ و سلوكيٍ راقٍ. فثمة شخص متسامح ولا يملك ذوقاً. والعكسُ صحيحٌ أيضاً. ويجب ألا يصرفنا عدم التداول العيني لكلمة التسامح في المنظومة الإسلامية إلى تقرير عدم وجودها أصلاً.

فمفهوم التسامح مثبت في كثير من المواقف والأقوال في التراث الإسلامي ولكن بصيغ مختلفة نقول ذلك ونحن نرى حجم التهميش المهول الذي يمارس بحق التسامح و بصيغه المختلفة حتى أصبحنا نشك بوجود المفهوم ابتداءً.

ولا يعني وجود المفهوم بتلك الصيغ المختلفة التوقف عن محاولة إحيائه بأسلوب جديد وعصري في ضوء الضرورات والمتغيرات الاجتماعية المحيطة بنا ، بل هذا هو المطلوب اليوم أكثر من أي وقت مضى.

وعليه يمكننا القول بأنه لا يوجد اليوم تصور واضح يسعى إلى إسقاط مفهوم التسامح على مختلف القضايا الاجتماعية لسببين:
الأول: يكمن في سيادة نظرة قاصرة لم تعي ضرورته في الحد من الاحتقان و الاستقرار .
والثاني :يكمن في أن كثيرا من المفاهيم الإسلامية مازالت على حالها ولم تطرح بأساليب جديدة يستطيع المجتمع من تمثلها و إسقاطها على الواقع بسلاسة وتلقائية.

وهذه هي حالة عامة صاحبت الفكر الإسلامي بمجمله. ولا يشكل المجتمع السعودي حالة شاذة في ذلك.

ويظل الخروج عن هذا السياق استثناء يفرضة من يحاول النيل من الاخر لاعتبارات مختلفة اما اذا ظل داخل المنطقة التي تكفل لجميع الاطراف حقوقهم فالتسامح شرط ومطلب لاضفاء الحيويه في المذاهب الناهضة والفعالة لصياغة معادلات الانتاج الفكري النظري على أقل تقدير.

هل سنتجاوز الحقيقة لو قلنا بأن التسامح هو أحد تلك القيم الإسلامية المتعدي خيرها إلى المجتمع قبل الفرد؟

إن عدم الوعي بأن بعض القيم الاسلامية هي قيم ذات أثر اجتماعي بالأساس ، تتطور بتطور المجتمع والاقتصاد والسياسة قد أدى إلى بقائها في عزلة عن التفاعل المثمر مع تلك التطورات ، ولو كانت القيم الاسلامية تعمل بمعزل عن التطورات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية لكان التاريخ الإسلامي منذ أن بزغ فجره وإلى اليوم يُدفع إليه بمدخلات ثابتة لتنتج مخرجات ثابتة دون أي انحراف إيجابي أو سلبي على مجرى العملية، وهذا هو سلوك الآلة الصمّاء. أما الإنسان فطبيعته المتغيرة وتفاعله مع المحددات المختلفة من حوله تشكلان أصل بشريته. واسألوا التاريخ ... فهو خير شاهد على ذلك.

وعليه يجب أن يكون الثابت في أي عملية تغيير انسانية هو القيم ذاتها ، أما أشكال وأساليب تلك القيم فتترك للمتغيرات الاجتماعية والمستجدات التي تطرأ على الإنسان

خالص الدعوات: للمشاركين في المزاين وامنياتنا لهم بنجاح المهرجان


مع اطيــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــب التحيات لكم
حرقي العرين غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
فتاوى السحر والعين للامام ابن باز رحمه الله تعالى ابو اسامة مجلس الإسلام والحياة 11 26-03-2008 12:23 AM


الساعة الآن 02:20 AM

سناب المشاهير