قصة قصيرة .........

السلام عليكم

يروي طبيب نفسي في مستشفى الصحة النفسية بأن صادف وإن تواجد في مستشفى الصحة النفسية مجموعة من المرضى النفسيين ( المجانين )في فترة واحدة وقد اتصفوا بالنشاط الزائد عن الحد حيث كانوا يمتلكون طاقة غير محدودة تؤدي الى ازعاج كل من في المستشفى وفي نفس الوقت كانوا يدّعون بأنهم اناس سليمين عقليا وكانوا يتساءلون عن اسباب وجودهم في هذا المكان , وكانوا يطالبون بإخراجهم من المستشفى لأنهم ليسوا بحاجة للعلاج


توجد في المستشفى بركتان ( احواض سباحه ) منفصلتان عن بعضهما ولكن هناك ماسوره ( انبوب ) مخفية توصل بين البركتين بحيث أن إحداهما على ما أعتقد ارفع من الأخرى قليلا


وفي هذه الحالة تكون السفلى مملوءة بالماء دائما والعليا فارغة


ومع الحاح المرضى بالمطالبة بالخروج من المستشفى امر الطبيب ممرضيه ان يطلبوا من المرضى نقل الماء من البركة الممتلئة بالماء الى الأخرى وأعطى كل واحد منهم سطلا صغيرا على ان يتم إخراجهم من المستشفى حال انتهائهم من تفريغها


وعمل كل واحد منهم جاهدا وأخذوا يتسابقون في نقل الماء وكل ما افرغوا سطولهم في الفارغة تسرب الماء الى البركة الأخرى اي يرجع الى حيث اتى وذلك عن طريق الماسوره المخفيه


فيبقى المجانين طيلة الوقت على هذا الحال ينقلون والماء يتسرب الى البركة السفلى وهم لا يعلمون ,


حتى إذا جاء المغرب قال لهم الممرض الم تنتهوا حتى نخرجكم ؟ قالوا غدا سنجتهد أكثر وسنصحوا صباحا لنقل ما تبقى من الماء
فيتناولون عشاءهم وينامون بعد ان أُنهكت قواهم من شدة الإجهاد فيرتاح الطبيب وممرضيه من عبثهم وأصواتهم


وفي اليوم التالي يجتهدون والماء يرجع


فيقولون غدا سنبذل أكثر لنخرج ويبذلون ويبذلون ويجتهدون والبركة السفلى ملئى والعليا فارغه



وهذا ما يحدث معنا في سوق الأسهم السعودية نصحو صباحا على امل ان نملىء حساباتنا بالأموال ونوعد اطفالنا وانفسنا خيرا ونرى الأموال بأم اعيننا تنزل في الحسابات متسابقة الألف تلو الآخر حتى إذا شارفنا على إغلاق التداول تسربت الأموال الى حسابات اشخاصا لا نعلم من يكونون وتلاشت ولا يبقى إلا اسهم خاسرة في محافظنا لا تسمن ولا تغني من جوع


ونصحو في يوم جديد ونجتهد لنملأ حساباتنا ونتدارس فيما بيننا ونتشاور ولا يغلق السوق إلا والحسابات فارغة
وفي المحافظ أسهم خاسرة
والنفس تجري وراء سراب




منقوووووووول