
قضاء حوائج بني عمك بين النظام والفزعة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
نسمع بين الحين والآخر مقولات مثل
"اللي ما له خير في أهله ، ما له خير في الناس"
"اللي ما ينفع ربعه ، ما هو برجال" ،
وغيرها من المقولات التي تحث على الفزعة والوقفة مع ابن القبيلة وتلبية احتياجاته. وهذا من الأعمال التي يتشرف بها كل إنسان مهما كان منصبه أو مستواه الاجتماعي لما فيه من الأجر الجزيل والخير الكثير بالإضافة إلى ما يحمله الشخص في عنقه من واجب تجاه أبناء قبيلته وأقاربه وأصدقائة ، فعن عبدالله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله عز وجل سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أو تطرد عنه جوعا ، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إليّ من أن اعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضا يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله تعالى قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل كما يفسد الخل العسل ) رواه الطبراني في الكبير ، وابن أبي الدنيا وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة .
لذا نرى أنه بالإضافة إلى كل هذا الأجر والثواب من الله فإن من يعينه الله على قضاء حوائج الناس سوف يحصل على علو المكانة والاحترام والتقدير بين الناس ويستحوذ على قلوبهم وعقولهم .
ولكن يا ترى ما نوع هذه المحبة؟ وهل محبتهم في الله أم أنها محبة للمنصب وللخدمات المقدمة؟
إذا كانت هذه المحبة في الله وإعجاباً بما يقوم به هذا المسئول من تفانٍ في خدمة الناس وقضاءٍ لحوائجهم ، فهذا هو المطلوب والحب الإيجابي الذي يفيد هذا الشخص ويدفعه إلى المزيد من العطاء والإخلاص . أما إذا كانت هذه المحبة للمنصب ، أو محبةً مؤقتة تنتهي بانتهاء الحاجة لهذا المسئول ، فإنها سرعان ما تنكشف ويتضح غرض صاحبها وأنانيته وحبه لاستغلال الناس .
ولكن إذا بدأ القريب أو الصديق يلح على هذا المسئول بأن يقضي له حاجة تخالف النظام وأمانة المسئولية الموكلة إليه ، فما هو الرد الطبيعي من قبل هذا المسئول والذي وقع بين مطرقة قريبه وسندان الأمانة والمسئولية . فهو إن وافق على خرق النظام فقد خان الأمانة ، وإن رفض تلبية هذه الحاجة فإنه سوف يكون شخص لا خير فيه ولا سلطة لديه وأنه لا يمكن الاعتماد عليه في المستقبل . وربما يتعدى الأمر هذا الحد ليصل إلى بقية الأقارب والأصدقاء والقبيلة .
قد يقول قائل بأنني سوف أقوم بالمساعدة في حدود مسئولياتي وصلاحياتي وبدون الإضرار بالآخرين أو تعطيل حقوقهم ، ومن يطلب أكثر من ذلك منى فلن ألتفت إليه ولا إلى ما يقول .
وقد يقول آخر بأن النظام له ثغرات والشاطر والذكي من يستطيع استغلال هذه الثغرات لصالحه وينفذ منها لتقديم خدمة معينة لشخص ما قد يستفيد منه في المستقبل .
ولكن ماذا تقول أنت ؟
ولكم مني التحية والتقدير
أخوكم