( لا بأس أن نتعلـم من الحـيوان ..!! ) ( الكـلب ) خير وأفـضل وأرقـى منه)!!!
( لا بأس أن نتعلـم من الحـيوان ..!! )
((أيكـون ( الكـلب ) خير وأفـضل وأرقـى من كـثير من أبنائنـا وبناتنـا ))
بسم الله الرحمن الرحيم
فيمـا تقـرأ من قصص عجـائب الحيوان ،
تجد العـجب العجاب في قصـص وفاء الكـلاب مثلاً ..
حـيث ترى كيف أن الكـلب يقاتل دون سـيده ، ويستبسل من أجلـه ،
ولا يبالي بمـا يقع عليه من مـشقةٍ وعنت ومن جـراح ودمـاء ،
بل ربمـا مات في هـذه المعــركة فداء لـسيده !!
أما فـي حالة السـلم :
فـإنك لا تراه إلا قـريبا من سـيده ، يتمسـح به ، ويدور حـوله ،
ويتطـلع إليه ، شـديد القـرب منه ، سريع المـبادرة لخدمته ،
وقد يقـوم بالفعـل ذاته مرارا وتكـرارا ، دون أن يمـل أو يتأفـف أو يتضجر ،
بل أنت تراه يلـهث لـهثا شديدا ، ثم لا يلـبث أن يبادر من جـديد إذا أمره سـيده بذلك .. !!
ثم هـو يتحمـل عقـوبة سيده لـه بين الحـين والحـين ، فلا يحـقد عليه ، ولا يتمـرد عليه ،
بل لا يزال يعـرف فضله علـيه ، ولا يغـيب عنه واجـب الوفـاء له ..!!
والسـؤال المؤلـم الذي يكـبر ولا يزال يكـبر كأنه كـرة الثلج :
ترى هـل نجد فـي كثير من أبنائنـا وبناتنـا من ( يتسـامى )
إلى هـذه المرتبة في الوفـاء ، لا سيما مـع الوالدين !!؟
أيكـون ( الكـلب ) خير وأفـضل وأرقـى من كـثير من أبنائنـا وبناتنـا ،
ونحـن نراهم يحملـون شعار العــقوق لأبويهـم ؟؟
ونسـي هؤلاء أن كـل ما يحمـلونه في رؤوسـهم وقلوبهم وأفـئدتهم
من معـانٍ وقيم ومفـاهيم وسلوكـيات ،
إنما رضعـوها في حجـر هذين الوالـدين الكريمين ،
فلمـا شب الواحـد منهم ، وقـوي ساعـده ، وانطـلق لسـانه ، واشـتد عضله ،
تمـرد عليهمـا ونسي واجـب الوفـاء لهما ؟
سبحـان الله كيف انقلـبت الأمور ، وأصبحـت البهيمـة العجـماء خير من كـثير من ( العقـلاء ) !!
عقـلاء ...!!؟؟
حـاشا والله أن يكـونوا عقلاء ، وهـم لا يعرفـون حق آبائهـم وأمهاتهم علـيهم
، وينسـون ما عـاناه الأبوان طـوال سنوات كـثيرة من أجـلهم .. !!
وينسـون سنين من التعـب والمتابعة والرعـاية والاهـتمام والانشغـال بهم ...!!
ألا كفـى احـتقاراً لهـؤلاء :
أن يتذكـروا أن الكـلب _ وهو كلـب _ خير منهـم وأفضل!!!
وهل يرضـى ( عـاقل ) أن يكون فـي هذا الـدرك والهـوان وانحـطاط المنزلة ،
ثم عـقوبة الله المعـجلة والمؤجـلة تتربص بهـؤلاء في الطـريق .. ؟.؟
فقد قـرر علمـاؤنا أن عـقوبة عقوق الوالـدين عقوبة معـجلة تتبعها عـقوبة مؤجلة !!
فليـتربص هؤلاء بأنفسـهم هذه وتلك ، ويتوب الله عـلى من تاب ..
وليعلـم هؤلاء أيضـا :
أنه متى قـويت معاني الدين في قلـوبهم ، وارتفـع منسوب محبـة الله في أرواحـهم ،
لم يكـن بد أن يجـدوا أنفسـهم أشد حـباً لآبائهم وأمـهاتهم ، ممن سـواهم من العـالمين ..
ولكن حـين اختل الإيمـان ، وضـعف اليقين ، وكـادت محبة الله أن تضمحـل في قلوبهم ،
تلاعـب بهم الشيطـان ، وسار بهـم في طريق غضـب الله وسخطه ،
فتمـردوا على آبائهم وأمهـاتهم ، وآثروا أن تكـون الكلاب خـيراً منهم ..!!
فيا سبحـان الله كم في الـدنيا من عجب ...!!
قال الشـيخ علي الطنطاوي رحمه الله يتذكـر يوم كان قـاضيا :
مـا رأيتُ أباً وولـده واقـفين موقف المتقـاضيين _ في المـحكمة _
إلا قـرأت في وقفتهما أبشـع قصةٍ للـؤم والنذالـة والجـحود ....
ومثل هـذا الابن الضـال يستحـق أن يبصـق على وجـهه !!
للحديث بقية
__________________
ـــــــــــ التوقيع ــــــــــــ
أخوكم في الله / سعد بن حسين الشهري