بِسْم الْلَّه الْرَّحْمَن الْرَّحِيْم
الصَدااااقِة
الْصَّدَاقَة الْخَالِصَة نَهْر مِن الْرَوْعَة وَالْعَاطِفَة وَالْرِّقَّة ...
الْصَّدَاقَة بِمَفْهُوْمِهَا الْإِنْسَانِي الْجَمِيْل مِسَاحَة مَن الْأَشْجَار الْيَانِعَة ذَات الكَثَافَة الْخَضْرَاء الَّتِي تَقِيَّك
حَرَارَة الْشَّمْس وَقْت الْظَّهِيْرَة , وَتَقِيك تَقَلُّبَات الْحَيَاة وَغَدْرِهِا وَمَشَاكِلْهَا وَبَطْشَهَا ...
الْصَّدَاقَة هِي تِلْك الْعَاطِفَة الْجَيَّاشَة الْخَالِيَة مِن الْأَنَانِيَّة وَالْفَرْدِيَّة وَحُب الذَّات وَحُب الْتَّمَلُّك
وَحًب الْمَصَالِح وَتَبَادُل الْمَنَافِع ...
لِأَن الْصَّدَاقَة عَطَاء وَتَضْحِيَة وَإِيْثَار وَنَبْل وَكَرُم وَإِخْلَاص وَصَدَّق وَبَذَل دُوْن حُدُوْد ؛
وَدُوْن انتظار الْنَّتِيجَة ....
الْصَّدَاقَة جَاءَت مِن الْصِّدْق , وَالْصِّدِّيق صَدُوْق مُخْلِص تَجِدْه عِنَدَمّا تَلُم بِك مُشَكَّلَة أَو ضَائِقَة
أَو عَاصِفَة مِن عَوَاصِف الْحَيَاة , فَتَجِد الشَّهَامَة وَالاسْتِعْدَاد وَالْعَطَاء ...
وَتَجِد الْمُبَادَرَة وَالْمَشُوْرَة الْجَيِّدَة وَالْنَّصِيْحَة الْسَّدِيْدَة وَالْرَّأْي الْحَكِيْم , بَعِيْدا عَن الْتَّرَدُّد
وَالْانْسِحَاب وَالْمَصَالِح الْذَّاتِيَّة ...
الْصَّدَاقَة مُرْتَبِطَة بِذَلِك الْصِّدِّيق الَّذِي تَأْنَس مِن الْجُلُوْس إِلَيْه وَتُسْعِد عِنْد مُشَاهَدَتِه وَتَسْتَمْتِع بِحَدِيْثِه
وَتَبْتَهِج بِتَبَادِل الْظَّرْف مَعَه ...
وَمُشَكَّلَة الْزُّمَلاء أَنَّهُم كَثِيْرُوْن , وَلَكِن قِلَّة قَلِيْلَة مِن يَصِل إِلَى مُسْتَوَى الْصِّدِّيق ...!
وَمُشَكَّلَة بَعْضُهُم أَنَّه يُتَوَهَّم أَنَّه صَدِيْقَك وَهُو لَم يَبْذُل وَلَم يَصْدُر مِنْه الْسُّلُوك الَّذِي يَرْتَقِي
لِهَذَا الْمَفْهُوْم المُتَفَانِي الْجَمِيْل , لِهَذَا تُسْقِطُه مِن حِسَابَاتِك وَمَن عَيْنُك لِأَنَّه لَم يَتَخَلَّص
مِن مُحِيْط الْأَنَانِيَّة وَحُبَّه لِذَاتِه وَتَمُحُورِه حَوْل نَفْسِه , وَلِهَذَا تَجِدَه وَحِيْدَا مُنْتَكِسَا لَا أَحَد يَثِق بِه ,
وَلَا يَقِف مَعَه , عِنَدَمّا يَكُوْن فِي حَاجَة الْآَخِرِين ...
كُن صَدِيْقِي ... أَسْتَمِع إِلَى هُمُوْمِك وَأَحَادِيْثُك وَمُعَانَاتِك ...
كُن صَدِيْقِي ... تَسْتَمِع إِلَى هُمُوْمِي وَأَحَادِيْثي وَمُعَانَاتِي ...
كُن صَدِيْقِي ... لِأَنَّه مِن الَصُّعُوْبَة أَن أَجِد مِن أَكَاشِفُه وَأَتِبَاسِط مَعَه وَأَحْفَظ هَذِه الْصَدَاقَة وَأُبْعِدُهُا
عَن مَسَار الْمَصَالِح , وَقَدَّر تَضْحِيَتِي وَوَقْتَي ومُتَطَلبَاتِي ..
كُن صَدِيْقِي ... فَالصِّدِّيْق الْوَفِي لَيْس مِن الْمُسْتَحِيْلَات , وَهُو فِي هَذِه الْدُّنْيَا خَيْر ,
وَلَكِن صُدِمْنَا كَثِيْرا بِأَشْخَاص يَدْعُوَن صَدَاقَتِنَا , وَلَكِنَّهُم عِنْد الْمُلِّمَات وَالْمَوَاقِف
تَجِدُهُم أُبْعِد مَا يَكُوْنُوْن عَن الِصَّدَاقَة ...
وَأَخِيْرا حَافِظ عَلَى صَدِيْقَك , فَالصَّدَاقَة فِي هَذِه الْأَيَّام نَادِرَة ...
فَقَد تَسْرِقْنَا الْحَيَاة عَبَق التَّوَاصُل , لَكِنَّهَا حَتْمَا لَن تُسْرَق مِنِّي نُخْبَة الْأَصْدِقَاء ...
؛؛؛,,؛؛؛
وَهَذَا مِمَّا راااق لِي قَرَأْتُه فِي هَذِه الأياااام ؛؛
الْصِّدِّيق :
ص : الْصِّدْق ؛ د : الْدَّم الْوَاحِد ؛ ي: يَد وَاحِدَة ؛ ق: قَلْب وَاحِد
؛؛؛,,؛؛؛
وَدُمْتُم بِوُدّ