
رد : مجسم جمالي بسراة عبيدة يخلق مشكلة الى درجة التشبه بالهندوس ومعابدهم؟؟تفضل بالدخو
المجلس البلدي: سنصدر بيانا بعد يومين
منفّذ مجسم سراة عبيدة يقاضي الهيئة لتكفير عمَّاله

المجسم المعتمد من قبل المجلس البلدي
سراة عبيدة: محمد آل عطيف
يتجه مدير عام المؤسسة المنفذة لمجسم محافظة سراة عبيدة بمنطقة عسير حسين المهيري لمقاضاة رئيس هيئة الأمر بالمعروف بالمحافظة الشيخ صالح علي البشري، وقال المهيري لـ "الوطن" إن الشيخ البشري "اتهمني بالكفر" على خلفية اعتراض الهيئة على المجسم الجمالي واعتباره محاكاة للمعابد الهندوسية.
بدورها أوضحت "الوطن" لمدير المؤسسة أن رئيس الهيئة تحدث عن "عمالة كافرة" دون أن يتحدث عنك، فرد قائلاً إن عمالته بالكامل من المسلمين، فضلاً عن أن "المجسم لا يشبه المعابد".
وزاد قائلاً إن المجسم الذي يبلغ ارتفاعه أكثر من عشرة أمتار وتصل تكلفته إلى نحو 150 ألف ريال يشير إلى زينة العروس التهامية، وقد تلقينا طلبات من عدة أمانات وبلديات لتنفيذ مجسمات مماثلة له، لكننا اعتذرنا لأن الأمر يختص الآن بالحقوق الفكرية لبلدية محافظة سراة عبيدة. وفي رد فعل على مدير المؤسسة المنفذة للمجسم اكتفى رئيس الهيئة الشيخ صالح البشري بقوله "سأرد عندما أقرأ ما قاله المهيري في "الوطن" ومستعد لمواجهته".
بدوره، قال رئيس المجلس البلدي في المحافظة حسين مشبب جعثم إن المجسم لم يُعرض على المجلس، لافتاً إلى أنه يحتفظ برأيه الخاص حول ما إذا كان مشابهاً للمعابد الهندوسية من عدمه. أما عن الرأي الرسمي فسوف يصدر في بيان عن المجلس خلال اليومين المقبلين.
يعتزم مدير عام المؤسسة المنفذة للأعمال الجمالية في محافظة سراة عبيدة حسين المهيري مقاضاة رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالمحافظة الشيخ صالح علي البشري.
وقال المهيري "سأطالب بإقامة حد القذف على رئيس الهيئة واتهامه لي بالكفر". وحين أوضحت "الوطن" للمهيري أن البشري تحدث عن "كفر العمالة" فقط، أصر على مقاضاة رئيس الهيئة بتهمة تكفيره له، واستطرد قائلا "سأقوم بتوكيل محام في هذه القضية، فأنا مسلم من أبناء المنطقة وعمالتي بالكامل مسلمون ومن دولة إسلامية، وما ادعاه البشري ضدنا وضد هذا المجسم ينم عن عدم معرفته بكثير من الأمور، وأي شخص مدرك يستطيع التفرقة بينما هو منفذ وصور تلك المعابد".
وأضاف المهيري "المجسم بارتفاع 10.5 متر وقطر 9 متر وبتكلفة 149980 ريالاً ومدة التنفيذ شهران ونصف، وأغلب ملامح المجسم تدل على زينة العروس التهامية مكونة من "الطفشة" أو "القبع" محملة على طاولة مغطاة بالستائر وفي الأعلى تاج من الذهب، كما يحتوي المجسم على شاشات إلكترونية من الاتجاهات الأربعة تعرض الوقت، ودرجة الحرارة، والتاريخين الهجري والميلادي، والمجسم تراثي من بيئة المنطقة، كما أن المؤسسة تلقت طلبات من عدة أمانات وبلديات بتنفيذ هذا المجسم إلا أننا اعتذرنا حتى تتم موافقة صاحبة حقوق الملكية الفكرية للمجسم بلدية محافظة سراة عبيدة.
من جهته رفض رئيس هيئة الأمر بالمعروف الشيخ صالح البشري الرد على مدير عام المؤسسة المنفذة مكتفياً بالقول " سأرد عندما أقرأ ما قاله المهيري ومستعد للمواجهة".
وفي تداعيات خبر "الوطن" المنشور أمس أكد رئيس المجلس البلدي في محافظة سراة عبيدة حسين مشبب جعثم أن المجسم المقام حالياً لم يعرض على المجلس، كما أنه يحتفظ برأيه الخاص من حيث هل هو مشابه للمعابد الهندوسية من عدمه.
وأكد جعثم أنه يحتفظ بصورة للمجسم قبل التعديل الأخير، في إشارة إلى أن المجسم أُجريت عليه تعديلات، كما بعث للـ "الوطن" بصورة أخرى للمجسم يقول إنها هي التي عرضت على المجلس وأقر تنفيذها في مدخل المحافظة، لكنه عاد وأرسل رسالة نصية"sms" يشير فيها إلى أن المجلس البلدي سيصدر تصريحا رسميا خلال اليومين المقبلين.
إلى ذلك أوضح محافظ سراة عبيدة أحمد سعيد الشهراني أنه على اطلاع ومعرفة ومتابعة لهذا الموضوع، وأنه شاهد الصور المرفقة من الهيئة، مؤكداً ألا تشابه بين واقع المجسم المقام حالياً وبين ما يدعيه المخبرون ومن نصبوا أنفسهم مفتين يحكمون على أي مجسم جمالي أضفى حُلة إبداعية على مدخل المحافظة.
على الصعيد الشعبي يقول المواطن علي جبران آل محسنة "جهود البلدية والتوجه نحو المجسمات الجمالية شيء جيد تشكر عليه البلدية، والمجسم بوضعه الحالي جميل جداً، ولا أعلم حقيقة ما تردد عنه عن أنه يمثل شيئاً معيناً أو يرمز لمعابد هندوسية فالأمر متروك في ذلك لجهات الاختصاص، غير أنني أتمنى أن تكون الإضافات الجمالية تحكي منجزات الوطن وإرثه التاريخي مثل قصر المصمك والسيفين والنخلة والعلم السعودي والشجرة والمباني التراثية".
واعتبر المواطن سعيد سالم آل حلاص أن أي عمل إبداعي وفني سيضيف جمالا للمحافظة وقال "يكفينا أن هذا المجسم يذكرنا ببعض موروثنا الاجتماعي الذي أوشك على الاندثار، وهذا المجسم يوضح الساعة بالثواني ودرجة الحرارة والتوقيت والتاريخ، وكلها إضافة لمنظر بديع أضفى على مدخل المحافظة لمسة جمالية، أُثني على الدور الذي تقوم به البلدية في وضع لمسات جمالية كل عام، وقبل فترة أنجزت أول جدارية تحكي النمط المعماري قديماً في المحافظة وأنشأت مجسما بديعاً في مدخل المنطقة الصناعية وآخر عند مدخل سوق الخضار عبارة عن سلة فواكه، ما يهمني أن المجسم حاليا وبشكله الحالي مقبول وبدرجة امتياز وسيكون معلماً من معالم المحافظة".
بدورها كشفت المسنة فاطمة حسين البشري "68 سنة" عن ولعها بالتراث وقالت "مررت أكثر من مرة بجانب هذا المجسم فطلبت من ابني غير مرة أن يتوقف بالسيارة لأتأمل هذا المشروع الحضاري، صحيح أنني لا أعرف أقرأ ولا أكتب ولا حتى الأرقام التي تضئ مساءً في أعلاه، لكن تعجبني تلك الألوان والزخارف والطفشة التي تذكرني بالموروث في تهامة قحطان".
فنيا يقول الأكاديمي والفنان التشكيلي علي مرزوق "عند قرائتنا للعمل ومن ثم تفكيك عناصره نلحظ أن التصميم قد اعتمد في بنائه على "القمع المخروطي"، الذي تستند قاعدته على الأرض؛ ليؤكد على الاستقرار، بينما يتجه رأسه للأعلى؛ ليحقق التواصل البصري مع السماء. ولكي نأخذ بنصيحة "رودان" التي تؤكد على أهمية أن نحدد المستويات المهيمنة بوضوح للمنحوتات أو المجسمات فإن الشكل الدائري في المستوى الرابع من الأسفل يمثل "مركز السيادة" وقد اُحيط بما يشبه القماش، بينما صُمم الجزء الأعلى منه ربما على شكل فنجان قهوة مقلوب، رُسمت عيه زخارف نباتية بألوان متعددة، وفق بنائية قائمة على التماثل في كثير من عناصره، مما يفقد العمل الحرية والانطلاق، ويجعل المتلقي يشعر بالرتابة والملل".
ويضيف مرزوق "هذه التعددية في الأشكال، والعناصر والألوان أفقدت المجسم بساطته، مما شكل عبئاً ثقيلاً على الإدراك البصري، كما يُعاب على المجسم الانتقال من الشكل الدائري إلى الشكل المربع "أعلى المجسم"، وكان من الأفضل ـ في ظني ـ استبدال المربع بالنجمة الثمانية، لأن في حركتها إحساسا بالشكل الدائري وتواصلاً مريحاً معه. أما في أعلى المجسم فيظهر التاج الذي تخرج منه الشعلة ، مما يثير تساؤلاً كبيراً مؤداه: ما هي العلاقة بين الشعلة والتاج مع باقي العناصر؟ فمن الناحية المثالية يجب أن يؤلف كل عنصر من عناصر العمل الفني مفردة ضرورية في المعنى التشبيهي، والوظيفي، والتعبيري، إضافة إلى الجمالي الذي يهدف إليه الفنان".
ويتابع مرزوق "كل ذلك يؤكد على ضرورة أن تشكل لجان مكونة من مهندسي البلديات وخاصة المعماريون منهم، مع عدد من فناني المنطقة التشكيليين لدراسة مثل هذه المشاريع قبل تنفيذها، واقتراح الحلول والتعديلات على المناسب منها".
ويختم مرزوق بالقول "إسناد الأعمال الجمالية إلى العمالة الوافدة تفقدها قيمتها الفنية والتأصيلية، وتجعلنا نستورد تصاميم ربما لا تتناسب مع بيئتنا وثقافاتنا ومعتقداتنا".
وفي قراءة أخرى للمجسم أشار معلم التربية الفنية في متوسطة اليرموك بمحافظة سراة عبيدة التعليمة حسين علي شاهر إلى أن تلك الصورة بعيدة كل البعد عن موروثنا الشعبي، ومن خلال قراءته للصورة وجد أن هناك تضارباً فنياً بين العمل المقدم والبيئة المحيطة بالمجتمع، فالناظر لهذا المجسم من ناحية جمالية يجده يسعى بنظره إلي الأكواخ التي تفتقر بيئتنا لمثل هذه المنازل، و هناك عنصر آخر معطل وهو عنصر التشويق لمثل المجسمات الجمالية التي نقتبسها من خامات بيئتنا الجميلة حتى يتسنى لمختلف الفئات فهمها وإدراكها جمالاً وشوقاً لروْيتها".
المصدر
جــريـــدة الــــوطـــــن
http://www.alwatan.com.sa/news/newsd...9331&groupID=0