
... وداعا لحــظـة الــبرد....
وداعا لحظة البرد..
نحن في هذه الأيام نتأهب ، لتوديع فصل ، من فصول السنة ، والذي يعتبر أكثر الفصول ، ثقلا على الناس في الاستعداد له ، والتجهيز من اجله ، ولا اقصد في هذه المقالة ، أن فصل الشتاء ، قد ذهب ، أو أن صاحبكم قد باع (عباته)! لا .. بل لكي ؛نذكر بعض من الجمل التي لها علاقة بهذا الفصل ، والذي على طارية ندردش...الشتاء في مناطق المملكة بارد ، بردا غريبا ، او منفردا عن غيره من البلدان ، وبالذات المنطقة الوسطى(الرياض) ، فالوفيات تحصل ، وعطال الاجهزه يحصل أيضا ، وغيرنا تكون عنده درجات الحرارة تحت الصفر ، والثلوج تغطي الارض ، وتتراكم عليها ، ومع ذلك لاضير عليهم ... ولهذه اسباب طبيعة ، تخص هذا البلد ، فمنطقته وطبيعة أرضها جافه خلقة ، فتكون في الحر اشد ، وفي البرد اشد ، والعالم يعاني من ظواهر طبيعيه ، من تاثير المفاعلات النووية ، والصناعية ، بل إن إتلاف الطبيعة ، كالغابات (الاشجار) مثل ماحصل في غابات الاموزون في البرازيل ، لسبب مؤثر على الطبيعة ، وبالذات طبقات الغلاف الجوي ، مما يسبب ظواهر التصحر وغيرها . هذا من جانب التحليل البشري ، وما يدور حوله من طبيعة ، وأما ما ذكر ، في السنة النبوية ، عن برد الشتاء ، فقد ورد ان هذا البرد نفس لجهنم ( زمهرير) تتنفس في فصل الشتاء من "كثقب الابره" ... اعاذنا الله واياكم من النار.
ومع هذا البرد وتزايده ، وانخفاضه ، واضطرابه ، وجفافة ، فإن الإنسان، يكافح ذلك ، بما أوتي من قوة ، والله سبحانه وتعالي يساعده ، ولقد ورد ان الجسم في فصل الشتاء ، يواجه البرد ، ويكون باردا من الخارج ، ولكن أجزاءه الداخلية ، تكون في حالة من الدفء ، ومنها المعدة التي تكون بحالة دفئ يساعدها على الهضم ، والا لتجمدت البطون ، ولم يستطع الانسان التحرك في هذه الحياة...
وللتعايش مع البرد ، وقفات ، فالناس في ذلك فئات ، فمنهم من لم يحس به ، لتحصنه ، وعدم تعرضه له ،فهو يشوف البرد ، ولايذوقه ، ومنهم من يلمسه البرد ، ولكن مصافحت ايدي ، ومنهم من يلجمه البرد ، وهذا من قصرت به ظروف حياته ، عن اتقاء شر البرد ، ومن هذا لنا ان نتذكر قبل توديع هذا البرد ، من كان في حاجة لمساعدتنا ونسيناه ، اوقصرنا عنده ........ فلا ننساه قبل مهاجمت الحر عليه ، او البرد العام القادم........
وكذلك من وقفات التعايش مع البرد ، من كان يواجه صقيع البرد ، ويسبغ الوضوء على المكاره ، ويواجه البرد في مشيه مع الطرقات الي بيوت الله ،
لقد حان اوان ، رحيل البرد ولحظاته ، وبقيت سجلاته خالده ، بما فعلنا ، وكسبنا ، ربنا اغفر لنا ذنوبنا وتقصيرنا ، وبارك لنا في اعمارنا ، واغث ديارنا ... وارزق العباد والبلاد .....
__________________
يا عالم الغيبِ! ذنبي أنتَ تعرفُه
وأنت تعلمُ إعلاني.. وإسراري
وأنتَ أدرى بإيمانٍ مننتَ به
علي.. ما خدشته كل أوزاري
أحببتُ لقياكَ.. حسن الظن يشفع لي
أيرتُجَى العفو إلاّ عند غفَّارِ؟]
د/ غازي القصيبي رحمه الله