
					معركة دارت بين ذيب و فرسان الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه
				
 
				
				
				
                                    بسم الله الرحمن الرحيم
 
يقال أن الملك عبدالعزيز ـ طيب الله ثراة ـ أغارت فرسانه على شالح بن هدلان , ولم يعرف أن هذه أبل شالح , وابنه ذيب , وكان فرسان الملك عبد العزيز يعدون بالمئات , أغارت هذه الفرسان على ظعينة شالح وابنه ولم يكن حاضرا من القبيلة سوى ذيب ووالده وأخوتة , فأخذ ذيب يصد الخيل ببسالة متناهية , بل وشجاعة فذة , وقد أغارت عليه الخيل قبل بزوغ الشمس , وأخذ ذيب يدافع عن ظعن أبيه وابله .. الى ما بعد صلاة العصر , وهزم الخيل , بعد أن قتل الأمير فهد بن جلوي , ابن عم الملك عبد العزيز , الشجاع المعروف , والأمير فهد بن جلوي هو صاحب (( الشلفا)) التي حربتها لازلت في باب قصر عجلان المسمى بالمصمك بمدينة الرياض , في اليوم الذي هاجم فيه الملك عبد العزيز قوة ابن رشيد التي بالقصر المذكور  وأيضا رمى ذيب بالأمير تركي بن عبدالله آل سعود ابن عم الملك عبد العزيز , رمى به على لأرض , وجرحه بجنبه , وجندل معه تسعة من الفرسان , وكان ذيب في أوج المعركة , يأمر رعيان ابله بأن لا يصلفوا بهجيجهم لئلا يتأثر أبوه , وكان أبوه طاعنا في السن .
تخلص ذيب من فرسان الملك عبدالعزيز بفروسية لا يضاهيها  أية فروسية , فمن الذي يستطيع أن يحمي نفسه من فرسان الملك عبدالعزيز منفردا حمى ظعينة أبيه بقوة ساعده , وبضرباته الهائلة , ولا شك أن هذه المعجزة تجلت بصحراء نجد , سجلها شاب من قبيلة قحطان , القبيلة العريقة : لقد نشأ هذا الشاب وترعرع بصحراء نجد القاسية , وسجل هذه المفخرة وعمره لا يتجاوز الثانية و العشرين سنة , على أول طرة شاربه : لا شك أنه ينطبق على هذا الشاب بيت عنترة العبسي حيث يقول :                 
          [poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/10.gif" border="double,4,crimson" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
   خلقت من الحديد أشد قلبا       =        وقد بلى الحديد وما بليت [/poem]
وعندما رجعت خيول الملك عبدالعزيز التي أغارت بدون علمه , وأخبره رجالها أنهم رجعوا تحت ضربات ذيب الهائلة , تأسف  الملك عبد العزيز وقال : لو عرفت أن الظعينة هي ظعينة شالح بن هدلان لأمرتكم بالرجوع عنها ؛ لأنه شخص طيب , ولا أحب أن أفاجئه هو وأبناؤه عند محارمهم , وعند ابلهم , وأرسل الى شالح كتابا يقول فيه : انني قد عفوت عنه , وله الأمان , وعليه أن يرجع بالسمع و الطاعة , فرجع  شالح بعد أن أمنه الملك عبدالعزيز وحماه , وحذر أقاربه من آل سعود بأن لا يفكروا بأخذ الثأر 
من ذيب بن شالح , وسمح لذيب أن يأتي ويسلم عليه , وفعلا حماه وأكرمه , ولم يمس بسوء , وقال الملك عبدالعزيز : أنني كنت أود أن أرى هذا الشاب العجيب , ولا يشك أنه دافع عن والده, وعن محارمه وابله , وكان مظلوما : هذه عبقرية الملك عبدالعزيز, لقد عفا عن ذيب قاتل ابناء عمه , وهازم فرسانه , نعم عفا عنه , وقال : انه مظلوم , مظلوم , لأنه لم يبدر منه أي ذنب يستحق التأديب عليه : ان الملك عبدالعزيز كان منصفا , فهو يقول الحق ولو كان على نفسه , ويعترف بالفضيلة ويسعى اليها , لا شك أن عبدالعزيز عظيم , ويعفو عن العظائم , لقد ضرب مثلا رائعا للعفو , ولا شك أن ما قاله أبو الطيب المتنبي ينطبق على الملك عبدالعزيز : 
        [poem=font="Simplified Arabic,4,darkred,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/20.gif" border="double,4,skyblue" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
     على قدر أهل العزم تأتي العزائم        =       وتأتي على قدر الكرام المكارم 
             وتعظم في عين الصغـير صغارهـا         =      وتصغر في عين العظيم العظائم [/poem]
و قد أكد لي بعض الحاضرين أن الملك عندما أغارت خيله على شالح وأولاده , ما كان عنده علم بهم , بل يظن أنهم من الأعداء الآخرين .
وعندما انتهت المعركة بين ذيب و فرسان الملك عبدالعزيز , أنأخ ذيب ظعينة أبيه , وقبله بين عينيه , وهنأه بالنصر , 
وقال له الوالد الطيب : هذا بمشيئة الله ثم بساعدك يا ذيب , بارك الله فيك , وأسأل الله أن لا يفجعني بك , 
وأخذ شالح ينشد أبياتا قائلا : انك يا عبدالعزيز أفرحت علينا أعداؤنا , قاصدا قبيلة عتيبة , لأنه يشعر أنهم هم أعداؤه , وأعداء قبيلة قحطان ؛ لأنه الحروب كانت بينهم مستمرة آنذاك , والأبيات هي : 
           
[poem=font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/20.gif" border="double,4,skyblue" type=1 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
   يـا شـيـخ فــرحـتـو عـلينا العـداة       =          الـلي بـذ مة حكمكم مـا يدارون
         
              غـرتوا عـلينا الفجر قـبل الصلاة         =       وحنا عددنا خمسة أو بـعـد دون
          
               من صلب أبوي وبالـلوازم شفاة          =      ما هـم فـريق هـد يهـد يوم ياتـون
          
               يا نافدا الـلي ما يضيع وصاتـي         =        ما يسند الاعقب طاعن ومطعون
               سـو عـلى ركـابـة الـمـكـرمات           =      وبظهورهن يروي شبا كل مسنون
               ويـلـكـد ملا كـيد العد يم الزناة            =      ويا ويـلـكم يلـلي بوجهه تقـيـفـون
               خـلي عـشا لـلجوع الحا يمـات            =     من فعل ذيب اهل الرمك عنه يقـفـون
               ويـا شيخ لا تسمع كلام العـداة            =      أشـفـه كلام المـبـقـضة  لو يقـولـون
               أطلب لحكمك بالسعد و الثبات            =      بـجـاه مـعـبـود لـبـيـته  يـحـجـون
               لـعـل مـا يـبـكـنـك الـنايـحـات            =       ياللي على عورات أهل نجد مامون            
    [/poem]
[frame="7 50"]
المصدر /    أبطال من الصحراء
   أ  /      محمد بن أحمد السديري[/frame]