الإختلاف في الرأي يفسد الود والإحترام بين الأحباب ، لماذا

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجميعين

لا شك بأن عنوان هذا الموضوع يعتبر غريباً بعض الشيء ولكني أراه من وجهة نظري هو المقولة التي يجب أن نستبدلها مكان (الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية) والتي نرددها دائماً ولكننا لا نطبقها فعلياً في مناقشاتنا وحواراتنا غير الهادئة .

والاختلاف في حد ذاته ليس أمراً سلبياً بل يعتبر من الإيجابيات التي يجب علينا أن نعترف بها وأن ننميها لما لها من دور في إثراء الحوار والنقاش وفتح آفاق جديدة من الإبداع ، هذا إذا ما تم الحوار في جو هادئ وعلى قدر عالٍ من المسؤولية والرغبة الشديدة في الخروج باتفاق معين يرضي جميع الأطراف وهو ما يطلق علما الإدارة win-win situation . فقد تجد في أراء الآخرين ما يستحق أن تقف عنده مما فيه من العمق وحسن التدبير وسداد الرأي ، وعندها لا ضير في أن تغير من بعض قناعاتك وأفكارك السابقة والتي كنت متحمساً لها لأنه ظهر لك ما هو أفضل منها .

وينشأ الاختلاف في وجهات النظر إلى عدة عوامل لعل أبرزها المستوى التعليمي واختلاف الثقافات والبيئات المحيطة بالإنسان والعمر والخبرة في الحياة ، أضف إلى كل ذلك اختلاف الأمزجة والحالات النفسية للأفراد . وقد أحببت أن أطرح هذا الموضوع في منتدانا العزيز لنتبادل الأفكار ونعبر عن موقفنا من هذه القضية التي أصبحت عائقاً أمام خروجنا من الدائرة الضيقة التي وضعنا أنفسنا فيها عندما سمحنا لمثل هذه السلبيات أن تسيطر علينا وتقوض علاقاتنا بالآخرين . وقد لخصت بعض هذه الممارسات وأنتظر أن تدلون بآرائكم/ن وأفكاركم/ن ، وأنا متأكد بأن كل قارئ أو قارئة لهذا الموضوع لديه ما يقوله هنا .

الانفراد بالرأي وإقصاء الآخر
لقد أصبحت حواراتنا ومناقشاتنا العامة والخاصة للأسف عبارة عن معارك ضارية يتمسك فيها كل شخص برأيه دون اعتبار للآراء الأخرى التي تحاول إيصال صوتها دون جدوى. وليت هؤلاء الأشخاص الذين يتمسكون بآرائهم يكتفون بذلك بل يذهبون إلى ما هو أبعد من ذلك فيحاولون فرض أرائهم على الآخرين ويستخدمون كل الوسائل الممكنة لفرض هذا الرأي حتى ولو بالقوة دون اعتبار للآراء الأخرى .

انتقاد الأشخاص ومهاجمتهم بدلاً من مناقشة أفكارهم
ومن الملاحظات الواضحة في نقاشاتنا وحواراتنا هي مهاجمة الأشخاص والتعريض بهم وبأفكارهم على حد سواء . فبدلاً من انتقاد الفكرة ومناقشتها ومحاولة الخروج بحل ، نجد أن الهجوم على الشخص في ذاته هو الأسلوب المتبع عند معظم من يدخل في مثل هذه النقاشات ، ويكثر قول بعض العبارات مثل : تفكيرك سطحي ، هذه فكرة غبية ، هذه الفكرة دليل على ضحالة في التفكير ، انعدام الوعي .... الخ ، مما يؤدي إلى غضب الطرف الآخر والذي بدوره يحاول أن يدافع عن نفسه وذلك بمبادلة الهجوم الشخصي بهجوم شخصي مماثل مما يؤدي إلى ضياع الفكرة وانحراف الحوار إلى مهاترات شخصية قد تتطور إلى ما لا يحمد عقباه .

ورغبة مني في الاختصار وإتاحة الفرصة لأراء أخرى قد تثري الموضوع أكثر ، أكتفي بهذا القدر

وتقبلوا تحياتي