مـــاذا فــي عـــشـــر ذي الـــحـــجـــة (2)؟!
(( 2 ))
وفي عشر ذي الحجة:
تجتمع أنواع من العبادات لا تجتمع في غيرها ، فهي أيام وليالي الكمال
ففيها الصلوات كما في غيرها
وفيها الزكاة لمن حال عليه الحول فيها
وفيها الصيام لمن أراد التطوع
وفيها الحج ولا يكون في غيرها
واجتماع أنواع من العبادات فيها مما يزيدها شرفاً وميزةً ومكانةً ، وهذا
يعني التنافس في العمل الصالح والمسارعة فيه والمبادرة إليه.
وفي عشر ذي الحجة:
يوم عرفة ، وهو اليوم المعروف بالفضل والغفران ، يقف فيه العبد فيعرف
حقيقة ضعفه فتراه يلح على ربه بالدعاء ، وخير الدعاء " دعاء يوم عرفه "
الواقف بعرفه يرى إخوانه المسلمين قد استجابوا لربهم ولدعوة أبيهم إبراهيم
فتراهم بلباس واحد وتلبية واحدة وعلى صعيد واحد يسيرون كما أمرهم به
نبيهم محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ الواقف بعرفه: يعلم بحال عدوه الشيطان
فما من يوم يكون فيه الشيطان أصغر ولا أحقر ولا أذل ولا أجبن من في يوم
عرفه ، وهذا دليل على أن الله لا يرفع لأهل الباطل وأعداء الدين راية
ومهما ارتفعت وعلت فلا بد من يوم يجدوا فيه الذلة والصغار والهزيمة ثم إلى
يومهم الموعود { فلا تعجل عليهم { { إنما يؤخرهم ليوم }
أخي المسلم: إن كنت ممن لم يقف بعرفة ، فلن تحرم أجره إن عرفت قدره
فصيام يوم عرفه لغير الحاج يكفر سنة ماضية وسنة مقبلة ، وسيأتي هذا
اليوم على الغافلين فلا يحسبوا له حسابه ، ولا يقدروا له قدره ، والمحروم
من حرم الطاعة وفوت مواسم الخير ، ومن الناس من يترقب لصيام يوم
عرفه فيصومه وهو لا يقيم للصلاة وزناً ، وإن حصلت فرصة صلى ، وإن
استيقظ صلى ، وإن صلى صلى في غير وقتها ، ويظن أن صيامه يكفر
سنة ماضية وسنة مقبلة { ويحسبون أنهم يحسنون صنعا }
وفي عشر ذي الحجة:
يوم النحر: وهو أفضل الأيام كما ورد في الحديث
" أفضل الأيام يوم النحر " رواه أبو داود ، يوم النحر يوم عظيم فيه معظم
أعمال النسك ، واجتماع المسلمين حجاج وغير حجاج
إنه يوم عيد وفرح وتهنئة وأكل وشرب ولباس وزيارة ومودة ومحبة
وتقرب إلى الله بذبح الأضاحي .
وفي عشر ذي الحجة:
خصوصية تميزت بالعمل الصالح ، فالعمل الصالح فيها له مكانة عظيمة عند
الله ، فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ
قال " ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله منه في هذه الأيام العشر
قالوا: ولا الجهاد في سبيل الله!!
قال: ولا الجهاد في سبيل الله ، إلا رجل خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك
بشيء " أخرجه البخاري وغيره
وعن عبد الله بن عمرو ـ رضي الله عنهما ـ قال " كنت عند رسول الله ـ صلى
الله عليه وسلم ـ قال: فذكرت له الأعمال فقال:
" ما من أيام العمل فيهن أفضل من هذه العشر " قالوا: يا رسول الله: الجهاد
في سبيل الله؟ فأكبره فقال " ولا الجهاد ، إلا أن يخرج رجل بنفسه وماله
في سبيل الله ،ثم تكون مهجة نفسه فيه " رواه الدرامي وإسناده حسن
أرأيت ـ أخي المسلم ـ إلى مكانة العمل الصالح وأهميته وماله من خصوصية
وميزة في هذه العشر! إن العمل الصالح في كتاب الله قرين الإيمان , وكل
بني آدم خاسر إلا من آمن وعمل صالحا.
هذا وإلى لقاء آخر ـ إن شاء الله ـ
06-11-2010, 05:25 PM
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
