
إحــذروا ســحــر الــخـــادمــــات
فجأة وبدون مقدمات انقلبت حياة إحدى ربات البيوت إلى واقع مختلف عن المعتاد
حيث بدأت الاضطرابات تأخذ مسارها إلى جسمها وانطلقت مسيرة الآلام المبرحة في منطقة البطن
لحد التورم ، إضافة إلى أنها لا تستطيع لبس حذائها وعند لبسها تنزلق بشكل سريع خصوصا في
المطبخ ، والأمر الذي دعاها إلى مراجعة أكثر من عيادة طبية دون فائدة ودون أي تحسن فاتجهت
للقراءة لدى إحد المشايخ الذي كرر نفاثته على المرأة ، ومن واقع خبرته وأمام عدة معطيات اكتشف
أنها مسحورة ، جاءت هذه الكلمات صاعقة على المرأة وزوجها الذي تعب وهو يتردد على الأطباء لمداواة
زوجته وأم أولاده ، وأمام الأمر الواقع بدأ البحث عن مصدر السحر ، وكانت الخادمة الإندنوسية أولى
الشخصيات التي تحوم حولها الشكوك ، وبدأت الأم المفجوعة بتفتيش حاجات الخادمة لتكتشف الحقيقة المروة
إذ كانت الخادمة تحمل العديد من شعرات رأس المرأة داخل غرفتها وكذلك حقيبتها الخاصة.
وتم وضعها أمام الأمر الواقع ، فأنكرت مما دعا رب الأسرة بالاتجاه إلى إدارة مكافحة السحر والشعوذة
الذين حضروا إلى البيت ، واستطاع رجل الفضيلة تنطيق الخادمة التي اعترفت بفعلتها وسحرها للمرأة
وكم كانت المفاجأة حين أشارت إلى أنها تضع السحر في دم الحيض ( أعزكم الله ) وتسكب منه قطرات في
دلة القهوة في الصباح ، كان الأمر أشبه بالكابوس المفجع الذي أفاق العائلة من سباتها وهي تترك
الخادمة تعبث بالبيت دون حسيب أو رقيب ، لكن الله لطف ، وحيث أنقذ المرأة بواسطة رجال الحسبة والفضيلة
الذين دائماً ما يجسدون المواقف الطيبة المنقذة للمسلمين ، بدأ بهم وحسن تعاملهم وفروسيتهم وتحملهم
للمخاطر والصعاب.
[ من كتاب بيوت مطمئنة ] للدكتور عادل العبد الجبار