
الامير تركي الفيصل: صبر السعودية نفد وقد تتخلى عن دعم مواقف واشنطن اذا لم تغيّر نهجها
[frame="2 80"]
وكالات ـ حذر الرئيس السابق للاستخبارات السعودية تركي الفيصل إدارة الرئيس الامريكي باراك أوباما من أن الفشل في إحداث تغيير بارز في نهج الولايات المتحدة حيال الصراع العربي ـ الإسرائيلي سيهدّد العلاقة الخاصة بين بلاده وواشنطن ويُجبرها على التخلّي عن دعمها لإيجاد حل سلمي في الشرق الأوسط.
وفي مقال كتبه في صحيفة 'الفايننشال تايمز' البريطانية قال الامير تركي انه في العقود التي خدم فيها بلده كان من اكثر الداعين الى السلام بين العرب واسرائيل.
ودعا الأمير تركي، وهو سفير السعودية السابق لدى واشنطن، الولايات المتحدة إلى 'تغيير سياساتها بشكل فعّال تجاه إسرائيل وفلسطين إذا أرادت أن تستمر في لعب دور قيادي في الشرق الأوسط والحفاظ على تحالفها الإستراتيجي مع السعودية'.
وفي الاشهر القليلة الماضية ، يقول الامير، انه ناقش وبقوة ان المبادرة العربية التي اقترحت ومررت في قمة بيروت يمكن ان تطبق في ظل ادارة الرئيس باراك اوباما ولكن في حالة واحدة وهي قبول الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي تقديم تنازلات صعبة. وهو ما يعتقد انه يستحق جهود الادارة الجديدة.
واشار الى مقولة الرئيس الهندي الراحل نهرو انه 'كلما عرقنا من اجل السلام كلما نزفنا دما اقل'. ولكن بعد العملية الاسرائيلية في غزة يبدو ان الامير مقتنع ان التفاؤل والتعاون باتا ذكرى بعيدة. وقال ان اسرائيل لم تذبح فقط 1300 فلسطيني معظمهم من المدنيين بل قتلت منظور العملية السلمية.
ويرى انه حتى تقوم الولايات المتحدة باتخاذ الخطوات اللازمة لمنع ذبح جديد للفلسطينيين ومعاناة جديدة لهم فمحادثات السلام ليست وحدها في خطر بل المنطقة ومعها العلاقات الامريكية ـ السعودية.
واشار الامير للجهود السعودية وآثار العملية على علاقات اسرائيل مع دول عربية لها علاقة بها مثل تجميدها مع قطر وموريتانيا.
وفي الوقت نفسه قال ان الولايات المتحدة ليست بريئة مما حدث، مشيرا الى ادارة بوش التي تركت ارثا ممرضا في المنطقة، من قتل الالوف في العراق الى غرف التعذيب في ابو غريب الى الموقف المتغطرس من مذابح غزة.
وقال انه اذا ارادت الولايات المتحدة مواصلة لعب دور قيادي في المنطقة والحفاظ على مصالحها الاستراتيجية خاصة في العلاقة 'المفتوحة مع السعودية' فعليها ان تراجع بشكل جذري علاقتها مع اسرائيل والفلسطينيين.
وقال ان ادارة اوباما سترث عن ادارة بوش 'سلة من الثعابين'. فأوباما سيتصدى لأزمة غزة وفي محاولته للتصدي لها سيشجب اعمال حماس. وفي هذا يجب ان يكون عادلا في شجب افعال اسرائيل ومذابحها ضد الفلسطينيين ويدعم قرارات الامم المتحدة التي تشجب حصار غزة والقتل العشوائي ويعلن عن نية امريكا العمل على مواجهة مشكلة اسلحة الدمار في المنطقة، ويشجع المحاولات السورية لاجراء محادثات سلام ويساعد على حل مزارع شبعا ومشكلتها.
وقال الأمير تركي إن الإدارة السابقة للرئيس جورج بوش 'تركت إرثاً مقرفاً في المنطقة.. وظلت السعودية تقاوم الدعوات الإيرانية لقيادة الجهاد ضد إسرائيل، ولكن لن يكون بمقدورها في النتيجة منع مواطنيها من الإنضمام إلى الإنتفاضة الشعبية ضد إسرائيل عبر العالم'.
ودعا اوباما لتبني مبادرة الملك عبدالله الداعية للسلام الشامل مقابل الارض والاعتراف بدولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية.
واشار الى رسالة الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد التي تعترف بشكل صريح بقيادة السعودية للعالمين العربي والاسلامي والتي دعت الملك عبدالله الى تحمل مسؤوليات واداور اكثر شدة من مذابح غزة. وحتى الان فالسعودية رفضت هذه المطالب ولكن صبرها ينفد يوما بعد يوم. وقال اليوم كل سعودي هو غزي، مشيرا الى كلمات الملك فيصل حول المسجد الاقصى الاسير.[/frame]