السلام عليكم وحمة الله وبركاته

في بداية هذا العام توجهت الى الصحراء الكبرى عن طريق جنوب الجزائر



حيث سبق وان دخلت الصحراء الكبرى من جهات النيجر ومالي وموريتانيا... للاستمتاع بجمال الطبيعة الخلابة والاطلاع

على طرق حياة الطوارق المتواجدين في واحات الصحراء ...

الرحلة مغامرة متعبة نظرا لبعد المسافات وحرارة الجو نهارا وبرودته ليلا ...

وبدات هذه الرحلة بالتوجه بالطائرة من العاصمة الجزائر الى واحة جانت التي يسكنها الطوارق في جنوب الجزائر

واستغرقت الرحلة حوالي الساعتين ...

ومن واحت جانت توجهنا بالسيارة مسافة 1500 وسط الصحراء ... والحقيقة نطلق عليها صحراء ولكنها خليط من الكثبان

الرملية والجبال الصخرية والاراضي الصخرية المنبسطة ويخيل لك بانك في احد الكواكب الاخرى وليس على الارض ..

ولا غرابة ان هناك عدة افلام خيالية عن الفضاء تم تصويرها هناك



وهذه معلومة مختصرة عن الطوارق

يطلق على الطوارق اسم الرجال الزرق لكثرة استخدامهم القماش الأزرق لباساً .




انحدر الطوارق من شعب الأمازيغ الذين كانوا يعيشون في سواحل شمال أفريقيا منذ عدة آلاف من السنين وانتشروا

جنوباً في الصحراء الكبرى في المناطق التي تعرف الآن بشمال جمهوريتي مالي والنيجر وغرب ليبيا وجنوب الجزائر




وهم شعب قديم تحكمهم عادات وتقاليد قديمة سيطروا على طرق التجارة في شمال ووسط أفريقيا حيث كان لهم نفوذاً

واسعاً في التجارة فكانوا يتاجرون في البضائع النفيسة كالذهب و التوابل و الملح و التمور و العاج .

ويعد الانسحاب الفرنسي من أفريقيا وجد الطوارق أنفسهم موزعين على أربعة دول هي : ( الجزائر - ليبيا - مالي –

النيجر ) فصعبت عليهم عملية التنقل عبر الحدود الجديدة كما خرب الجفاف مناطق الرعي مما غير من نمط حياتهم..

وساءت العلاقات بينهم وبين تلك الدول .

ولا توجد إحصائيات رسمية دقيقة عن أعدادهم الحالية ، ويعتقد الباحثون إن عددهم الإجمالي هو ثلاثة و نصف مليون ،

85% منهم في شمال مالي و النيجر .

والطوارق شعب مسلم يطلقون على أنفسهم تماشق ولغتهم تسمى تماشق وهي احد فروع اللغة الامازيغية ، ويستخدم

الطوارق في كتاباتهم حروف تيفناغ التي تكتب من اليمين إلى اليسار و من فوق إلى تحت .





ويستخدم رجال الطوارق اللثام وهو من العادات المتوارثة المهمة في مجتمعهم وهو عبارة عن قطعة قماش طولها حوالي

عشرة أمتار يلف بها الرأس بطريقة خاصة ولا يظهر من وجه الرجل سوى العينين ، ولا يكشف الطارقي وجهه حتى أمام

أهله و أصدقائه ويستطيع الطوارق معرفة بعضهم البعض بالرغم من اللثام من مسافة بعيدة حيث يميز الشخص من طريقة

لبسه اللثام وعيونه وأكتافه .

ويبدأ الصبيان بتعلم لبس اللثام من عمر 8 سنوات وعند بلوغه الثامنة عشر يكون ملزماً و واجباً عليه استخدام اللثام .

يحرص الطوارق على تغطية الفم والأنف عند مقابلة كبار السن تعبيراً عن الاحترام ، وسبب لبس اللثام هو لاتقاء حر الصيف

وحماية الوجه من الرياح و الرمال و لبسه يعبر عن التأدب و الاحتشام و خصوصاً تغطية الفم ، حيث يعتبر تغطية الفم

مخرج العيب ، كما يستخدم اللثام كفنناً أذا توفي الشخص في الصحراء .

أما الفتيات تكون أوجههن سافرة ، وعند الزواج يضعن وشاحاً على الرأس لتميزهن والمرأة في مجتمع الطوارق تتمتع

بقدر كبير من الاحترام والاستقلال والسلطة و المكانة الاجتماعية ، والسبب هو السفر الدائم للرجل وغيابه الطويل في

الصحراء مع القوافل لذا أوكلت لها أدارة شؤون العائلة .

عندما تصل الفتاة لسن البلوغ يقام لهن احتفال و يلبس النساء أجمل ما لديهن من ملابس وحلي ، أما عند الزواج فعلى

الزوج احترام زوجته ، ويعتبر ضرب الزوجة عار كبير على الرجل ويحتقر في المجتمع إلى درجة انه يضطر لمغادرة مكان

سكناه وموطنه تفادياً لاحتقاره ، والمرأة الطارقية لها حق طلب الطلاق إذا شعرت بالإهانة أو الخيانة الزوجية ، وفي

عاداتهم يتم الاحتفال في الطلاق كما هو الاحتفال بالزواج .

ويساعد الرجل الطارقي زوجته في أعمال و أعباء البيت .

ومن عادات الطوارق أكرام الضيف والعابر وهناك طقوس خاصة لأعداد الشاي بطريقة خاصة تتضمن الجلوس لساعات حيث

يجب شرب ثلاثة اكواب على الاقل ويجب ان تكون اكواب الشاي مليئة بالرغوة دلالة على الكرم حيث يعده المضيف

بنفسه بينما تحضر النساء الحليب و اللبن إكراماً للضيوف وعلامة للترحيب .












بالإضافة لاحتفالات الطوارق بعيد الفطر و الأضحى و المولد النبوي فأنهم يحتفلون بعيد يسمى السبيبه وهو من أهم

مناسبات طوارق جنوب الجزائر والذي يصادف يوم العاشر من محرم وهو اليوم الذي تعاقدت فيه قبيلة زلواز وقبيلة

الميهات على الصلح ووقف الحرب بينهم ويقام خلال ذلك اليوم حفلات الرقص التراثي على أنغام الطبول وعروض سباقات

الهجن، كما تستغل تلك المناسبة للتصالح و فض النزاعات ويتم إعداد أنواع كثيرة من الطعام .



تستقطب صحراء جنوب الجزائر أعداد كبيرة من السياح للاستمتاع بجمال الصحراء في مناطق هوغار و التاسيلي

الجميلتين بالكثبان الرملية والجبال الصخرية حيث صنفت منظمة اليونسكو تلك المناطق من التراث العالمي ويقوم الطوارق

بخبرتهم في الصحراء بتنظيم رحلات سياحية من واحات جانت و تمنراسات اللتان تبعدان عن العاصمة الجزائر بحوالي

2400 كيلومتر ، ويمكن الوصول إليهم بالطائرة حيث تستغرق الرحلة ساعتان .

مسجد واحة جانت




واحة جانت




هنا الدليل والسائق والطباخ خلال الجولة في الصحراء











لاحظ الخيمة تحت الجبل لاتقاء الهواء البارد ليلا




في الطريق الصحراوي قرب جانت نبعد عن الجزائر 2095 كيلو





في بعض المناطق الجبلية والكهوف وسط الصحراء تجد نقوش لحيوانات لا توجد في الصحراء ... ويقول الباحثون ان

النقوش هذه تعود الى عدة الاف من السنين عندما كانت تلك المناطق تحوي على حياة برية وقبل تصحرها








وهنا بعض المناظر لجمال الطبيعة في تلك المناطق











غرفتي بالفندق في واحة جانت .. موت برد 4 بطانيات لم تكفي




وسلامتكم