لماذا نكره المدرسة؟
وعلى الرغم من العداء الشديد بيني وبين سالفة الذكر أعلاه.!! إلا أنني لم أجد السبب الحقيقي للكره لها ربما يكون السبب موروثا قديما بسبب الصدمة الناتجة عن أول يوم يدخل فيه الطالب للمدرسة وذلك عندما يستمر هو ومن حوله بالبكاء لمدة أربع ساعات متواصلة لا يفصل بينها إلا شرب كميات من الماء لتعويض كمية الدموع التي فقدها ومن ثم يتوقف عن البكاء فجأة ليس لأنه وجد حلا لمشكلته العويصة تلك والمتمثلة في وجوده في ذلك المكان الغريب ولكنه يتوقف عن ذلك عملا بقول الخنساء "ولولا كثرة الباكين حولي،،،،،،، على إخوانهم لقتلت نفسي"!!
ولأنني لم أكن والمدرسة في لحظة وفاق مطلقا إلا في يوم تخرجي منها واحتفالي ليس بالنجاح وإنما بانتهاء حقبة زمنية من الاضطهاد الذي كان يمارسه مدرسو تلك المدرسة ومن بينهم مدرس القراءة الذي كان يُخيّرنا إما بكتابة قطعة كاملة من القراءة لسبع مرات متتالية لا يتخللها إلا سيل وافر من الشتائم التي كنت أكيلها له وأتهمه صراحة بممارسة صنوف من الديكتاتورية المقيتة والسادية المتزمتة إلا أن ذلك كان يتم بيني وبين نفسي وذلك عندما أتذكر أن الخيار الثاني هو الاستسلام لعصاه التي كان يستخدمها للضرب كوظيفة أساسية ثم الاتكاء عليها والشرح بها واستخدامها كوسيلة تعليمية وله فيها مآرب أخرى كما يقول.!
إلا أنني أرجح أن كرهي للمدرسة ناجمُ عن تلك المناهج التي تعيدنا للوراء أكثر مما تدفعنا للأمام وذلك عندما يصر مدرس الجغرافيا على حفظ تعداد السكان في جمهورية الكونغو الديموقراطية وحفظ عاصمتها "كينشاسا" وأن المطاط هو أهم صادراتها الزراعية..! وأن تعداد سكانها يبلغ 46645823 نسمة.! وأتحدى إن كان هناك كونغولي واحد يحفظ الرقم السابق الذي يصّر مدرس الجغرافيا على حفظه بكل خاناته.!
علاقتي المتوترة والتي لم أجد لها سببا بعد ربما يكون منشؤها هو مدرس الأدب الذي لا ينفك يحدثنا عن مأساة مجنون ليلى 'قيس بن الملوح' عليه من الله ما يستحق ويتلو علينا قصائده ويطالبنا بحفظها ويقص لنا قصصه ومغامراته وكأننا قد انتهينا من مشاكلنا جميعا ولم يتبق لنا إلا مجنون هام على وجهه من أجل محبوبته التي لا أظنه قد شاهدها من مسافة مترين فقط وإلا لما أضاع وقته فيما هو فيه.!
بينما لم يكن يسمح لنا مدرس مادة الحاسب الآلي بمجرد الاقتراب من جهاز الحاسب الآلي الوحيد في المدرسة والذي تكسوه طبقة من الغبار لسوء التخزين وبل ويصّر على أن نبتعد مسافة كافية قبل أن يبدأ في الشرح وكأننا نمتلك خاصية الاقتران عن بعد "بلوثوث" في جباهنا لاستشعار ما يقوله وخصوصا وهو يشرح لنا الدرس من مسافة 10م.!
مدرستنا كان كل شيء فيها يدعوك للتضرع إلى الله بالدعوات الخالصة بأن يقرب الحصة السادسة بأسرع وقت
الرابط في صحيفة الوطن