
التجرد لله جل وعلا( الحب في الله والبغض في الله )..
بسم الله الرحمن الرحيم
التجرد لله جل وعلا..
أخواني الأعضاء في شبكة قحطان
أخواني الزوار
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
كم من الناس يغضبون ثم يتصرفون ثم يقولون غضبنا لله، ولو درسنا المسألة دراسة حقيقة مجردة لثبت لنا أنه في الحقيقة لم يكن الغضب لله، بمعنى أنه قد يكون أصل الغضب لله نعم..
وعلى سبيل المثال..
قد تأتي لإنسان فتقول له قم للصلاة جزاك الله خيرا، فيتلفظ عليك بكلمات، فقد لا تحتمل أعصابك فتصرف إما بالضرب أو بالشتم أو بغير ذلك. نعم يحدث هذا، وعندما يقال لك لماذا هذا التصرف؟ تقول إنني غضبت لله.
تأملوا اخواني الأعضاء والزوار أأنتم غضبتم لله أم لأنفسكم ؟؟
كثير من الناس يقع في هذا البلاء وقد غضب لنفسه ولم يغضب لله جل وعلا، صحيح أنه كان يأمر بالأمر بالمعروف، صحيح أنه كان ينهى عن المنكر، وكان أمره بالمعروف ونهيه عن المنكر لله، لا نشك في ذلك، لكن ما حدث بعد ذلك من ثورة وغضب وفوران وتعدي لم يكن لله جل وعلا، ولكن لأن هذا الشخص أساء إليك فغضبت لنفسك...
فالتجرد من حظوظ النفس وهو أمر لا يقدر عليه إلا من أعطاه الله قوة وعزما: ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ * وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الَّذِينَ صَبَرُوا وَمَا يُلَقَّاهَا إِلَّا ذُو حَظٍّ عَظِيمٍ).ولذلك يا أخوان يجب علينا أن نتعاون في كل ما أمرنا الله أن نتعاون فيه ، ويعذر بعضنا بعضاً فيما أذن الله لنا الاختلاف فيه..
فيكون التعاون واللقاء على أسس ربّانيّة ، لا على أساس هوى وتصورات بشرية ومصالح ، ويكون الاختلاف على صورةأباحها الله وحدّدها.
إننا ندعو ونذكر بما أمر به الله ، حتى ننجو من فتنة الدنيا ومن عذاب الآخرة .اننا نقدم هذا نصحا خالصا لله إلى كل مسلم وكل بيت وكل دعوة وحركة . وقد بلغنا ذلك قدر جهدنا بكل الوسائل الممكنة , وبالكلمة الطيبة , وبمتابعة التذكير والبيان والبلاغ دون توقف , لنعذر أنفسنا بين يدي الله ..
ويكون هذا كله غضبنا لله لا لأنفسنا ولو تأملنا وأخذنا الأمور بهدوء وناقشنا أنفسنا بعد ذلك، لوجدنا أن الغضب الذي كثيرا ما يحدث يكون أثره غضبا لله وإنما هو لحظ النفس.
إذا فالتجرد من حظ النفس يعين على ضبط النفس بإذن الله..
ومن هنا لابد أن نربي أنفسنا على التحمل الإساءة من الآخرين وأنني لا أستغرب الإساءة من الآخرين ولكن أستغرب من ردود أفعال الصالحين ويقول صلى الله عليه وسلم : (اتق الله حيثما كنت وأتبع السيئة الحسنةتمحها وخالق الناس بخلق حسن). فالتربية الجادة، والتربية الصالحة تؤدي بإذن الله إلى ضبط النفس. وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يشجع أصحابه على ضبط النفس، قال لأشج عبد قيس: (إن فيك خصلتين يحبوهما الله جل وعلا؛ الحلم والأناة).
ولهذا كان الرسول صلى الله عليه وسلم يربي على ذلك، والتربية على التصرف في الأزمات مما يساعد على التخلص من هذا البلاء.
ومن أعظم الأسباب التي تمنع من التصرفات الخاطئة معرفة عواقب الأمور، وإتقان قاعدة المصالح والمفاسد، الله جل وعلا يقول للصحابة:
( ولا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْواً بِغَيْرِ عِلْمٍ )، إذا كان سب الأصنام سيؤدي إلى سب الله جل وعلا، فلا تسبوا الأصنام، هذه قضية نغفل عنها.
الرسول صلى الله عليه وسلم جاء ليحطم الأصنام وجاء لينقل الناس من عبادة الأصنام إلى عبادة الله، ومع ذلك نجد أن الله ينهى الصحابة من أن يسبوا الأصنام، لماذا؟
لأن سب الأصنام يؤدي إلى أن المشركين يسبون الله جل وعلا.
فما بالك إذا أخطاء أخ لك في الله في بعض الأمور فتأخذنا أنفسنا بتصرف أهل السوء تصرفات هوجاء، ومع زحمة الانفعال والغضب والغيرة على دين الله وعلى محارم الله قد نتصرف ولا نعرف ماذا سيترتب على ذك، ونحن يجب أن نكون أكثر حكمة ..
وأنا هنا لا أقصد إذا رأيتم منكرا لا نقول لا تغيروه، كلا وحاشا، ولكن ضبط الأعصاب مطلب شرعي لنعرف كيف نتصرف وهي أن نكون حليمين ونسعى في تدريب أنفسنا بضبط النفس وتدريبها على الحلم قدوتنا في ذلك حبيبنا محمد صلى الله عليه سلم فداه نفسي وأبي وأمي وقبيلتي والناس أجمعين وروى أنس أن رجلا جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فجذبه من عنقه قال يا محمد أعطني من مال الله، يقول أنس حتى رأيت أثر الجذبة بين رقبة وحتفه صلى الله عليه وسلم ، ماذا فعل صلى الله عليه وسلم ؟ تبسم وأعطاه حتى أرضاه. حلم عجيب ولا عجب فهو رسول الله صلى الله عليه وسلم .
ومما يساعد على ضبط النفس يقول الله سبحانه تعالى[color=#006600]( خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ)[clor]، فالإعراض عن الجاهلين منهج يؤدي إلى ضبط النفس.
إن الغضب لله إذا انتهكت محارمه مطلوب شرعا لأهميته، الغضب من أجل الله إذا انتهكت محارمه مطلوب شرعا ولكن بضوابطه الشرعية، ضوابط المصلحة والمفسدة فالرسول صلى الله عليه وسلم قد غضب غضبا شديدا عندما خرج والصحابة يتكلمون في القدر، وكأن ما تفقأ في وجهه الرمان صلى الله عليه وسلم أو كحب الرمان، وقال أيضرب بكتاب الله بعضه ببعض وأنا بين أظهركم .. وعندما بلغه أن معاذا كان يطيل الصلاة في الناس غضب صلى الله عليه وسلم وقال: أفتان أنت يا معاذ.. عندما جاء إسامة يشفع في المخزومية غضب صلى الله عليه وسلم وقال: يا إسامة أتشفع في حد من حدود الله.
وعندما قتل إسامة الرجل الكافر الذي قال في آخر حياته (لا إله إلا الله)، فقال الرسول صلى الله عليه وسلم : أقتلته وقد قال لا إله إلا الله؟ ماذا تفعل بلا إله إلا الله يوم القيامة وغضب صلى الله عليه وسلم .
ولكن غضبه لم يخرجه عن الحد الشرعي، وحاشاه من ذلك، بل إن غضبه شرعيا صلى الله عليه وسلم .
إذاً الغضب لله في ضوابطه الشرعية، وإذا لم يؤدي إلى مفسدة أعظم، وضبط بهذه الضوابط فهو مطلوب، والذي لا يغضب لله لا خير فيه.
جمعتها من أكثر من مقال ورتبتها لكم لوجه الله ..
أخي الحبيب لا تحرمنا من دعوة صالحة في ظهر الغيب..
والله من وراء القصد..
فداك نفسي وأبي وأمي وقبيلتي والناس أجمعين يا رسول الله
أخوكم أبومصعب
__________________
فداك نفسي وابي وامي وقبيلتي والناس اجمعين يارسول الله
" ولو طوى بساط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، وُأهمل علمه وعمله لتعطلت الشريعة وإضمحلت الديانة وعمت الغفلة وفشت الضلالة وشاعت الجهالة وإستشرى الفساد ، وإتسع الخرق وخربت البلاد وهلك العباد ، وحينئذ يحل عذاب الله وإن عذاب الله لشديد ." (الشيخ صالح بن حميد)
"أضع رأسي في آخر اليوم على الوسادة دون أن يكون في قلبي حقد أوغل أو حسد أو ضغينة ضد أحد من المسلمين مهما فعل بي وأدعوا الله لمن أخطأ في حقي بأن يغفر الله له ويسامحه "