
أبو حنيفة والزنديق
أحبُّ أن أُورد هذه المحاورة التي تمت بين الإمام أبي حنيفة رحمه الله وبين أحد الزنادقة ، فقد جاء زنديق إلى الإمام أبي حنيفة وقال : يا إمام : هل رأيتَ ربّكَ ؟ قال الإمام : سبحان ربي لا تُدركه الأبصار .
قال الزنديق : فهل سمعتَه ؟ هل أحسستَه ؟ هل شممتَه ؟ هل لمستَه ؟
فقال الإمام :
سبحان ربي ليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
فقال الزنديق : إن لم تكن رأيتَه ولا أحسستَه ولا شممتَه ولا لمستَه فكيف تثبتُ وجودَه ؟
فقال الإمام : هل رأيتَ عقلك ؟ قال: لا . قال الإمام : فهل أحسستَ عقلك ؟ قال : لا . فقال الإمام : فهل سمعتَ عقلك ؟ قال : لا . فقال الإمام : فهل لمستَ عقلك ؟ فقال : لا . فقال الإمام : أعاقل أنت أم مجنون ؟ قال الزنديق : بل عاقل ! فقال الإمام : فأين عقلك ؟ قال الزنديق موجود .
فقال الإمام : كذلك الله موجود . الله فوق كل شيء وليس تحته شيء وهو في كل شيء ( بعلمه وإحاطته ) لا كشيء في شيء وليس كمثله شيء وهو السميع البصير .
أنظروا أيها الإخوة إلى أسلوب الحوار ، وإيراد الأدلّة والشواهد الداحرة لكل شكّ من جانب أولئك الضُلاّل .
أرجو لكم المتعة والفائدة ، أخوكم : صابر .
__________________
[poem font="Arial,4,white,bold,normal" bkcolor="firebrick" bkimage="" border="none,1," type=2 line=0 align=center use=sp]أُحٍـبُّ مـن الإخـوانٍ كـلَّ مُـواَتـي=وكلَّ غضيضٍ الطرفٍ عن عثَراتي
يـوافقُنـي فـي كــلٍّ أمـرِِِِِ أُرٍيـده=ويـحـفـظـني حيّـاً وبـعـد مـماتي
فـمَـن لـي بهذا ؟ليت أَني أصبتـُهُ= َـقَـاسـمتُـه مـا لـي مـن الحـسنـات
تصفّحـتُ إخوانــي فـكـان أقلُّـهـُـم=علـى كثـرةٍ الإخــوان أهـلُ ثٍقَـاتـي[/poem]