أراك عصي الدمع .........!!
........
[poem=font="Simplified Arabic,5,black,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="1,black"]
أراك عصي الدمع شيمتك الصبر = أما للهوى نهي عليك ولا أمر
بلى، أنا مشتاق وعندي لوعة = ولكن مثلي لا يذاع له سر
إذا الليل أضواني بسطت يد الهوى = وأذللت دمعا من خلائقه الكبر
تكاد تضيء النار بين جوان = إذا هي أذكتها الصبابة والفكر
معللتي بالوصل والموت دونه = إذا بت ظمآناً فلا نزل القطر
حفظت وضيعت المودة بيننا = وأحسن من بعض الوفاء لك الغدر
وما هذه الأيام إلا صحائف = لأحرفها، من كف كاتبها، بشر
بنفسي من الغادين في الحي غادة = هواي لها ذنب، وبهجتها عذر
تروغ إلى الواشين في، وإن لي = لأذنا بها عن كل واشية وقر
بدوت وأهلي حاضرون، لأنني أرى = أن داراً لست من أهلها قفر
وحاربت قومي في هواك،وإنهم = وإياي، لولا حبك، الماء والخمر
فإن يك ما قال الوشاة ولم يكن = فقد يهدم الإيمان ما شيد الكفر
وفيت وفي بعض الوفاء مذلة = لإنسانة في الحي شيمتها الغدر
وقور، وريعان الصبا يستفزها = فتأرن أحيانا كما أرن المهر
تسائلني : من أنت ؟ وهي عليمة = وهل بفتى مثلي على حاله نكر
فقلت لها: لو شئت لم تتعنتي = ولم تسألي عني، وعندك بي خبر
فقالت: لقد أزرى بك الدهر بعدنا = فقلت: معاذ الله بل أنت لا الدهر
وما كان للأحزان لولاك مسلك = إلى القلب، لكن الهوى للبلى جسر
وتهلك بين الهزل والجد مهجة = إذا ما عداها البين عذبها الهجر
فأيقنت أن لاعز بعدي لعاشق = وأن يدي مما علقت به صفر
وقلبت أمري لا أرى لي راحة = إذا البين أنساني ألح بي الهجر
فعدت إلى حكم الزمان وحكمها = لها الذنب لا تجزى به ولي العذر
فلا تنكريني يا ابنة العم، إنه = ليعرف من أنكرته البدو والحضر
ولا تنكريني، إنني غير منكر = إذا زلت الأقدام، واستنزل الذعر
وإني لجرار لكل كتيبة = معودة أن لا يخل بها النصر
وإني لنزال بكل مخوفة = كثير إلى نزالها النظر الشزر
فأظمأ حتى ترتوي البيض والقنا = وأسغب حتى يشبع الذئب والنسر
ولا أصبح الحي الخلوف بغارة = ولا الجيش، ما لم تأته قبلي النذر
ويا رب دار لم تخفني منيعة = طلعت عليها بالردى أنا والفجر
وحي رددت الخيل حتى ملكته = هزيما، وردتني البراقع والخمر
وساحبة الأذيال نحوي لقيتها = فلم يلقها جافي اللقاء ولا وعر
وهبت لها ما حازه الجيش كله = ورحت ولم يكشف لأبياتها ستر
ولا راح يطغيني بأثوابه الغنى = ولا بات يثنيني عن الكرم الفقر
وما حاجتي بالمال أبغي وفوره = إذا لم أصن عرضي فلا وفر الوفر
أسرت وما صحبي بعزل لدى الوغى = ولا فرسي مهر ولا ربه غمر
ولكن إذا حم القضاء على امرئ = فليس له بر يقيه ولا بحر
وقال أصيحابي: الفرار أو الردى؟ = فقلت :هما أمران أحلاهما مر
ولكنني أمضي لما لا يعيبني = وحسبك من أمرين خيرهما الأسر
يقولون لي بعت السلامة بالردى = فقلت أما والله، ما نالني خسر
وهل يتجافى عني الموت ساعة = إذا ما تجافى عني الأسر والضر؟
هو الموت فاختر ما علا لك ذكره = فلم يمت الإنسان ما حيي الذكر
ولا خير في دفع الردى بمذلة = كما ردها يوما بسوءته عمرو
يمنون أن خلوا ثيابي، وإنما = علي ثياب من دمائهمو حمر
وقائم سيف فيهمو اندق نصله = وأعقاب رمح فيه قد حطم الصدر
سيذكرني قومي إذا جد جدهم = وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر
فإن عشت، فالطعن الذي يعرفونه = وتلك القنا والبيض والضمر الشقر
وإن مت فالإنسان لا بد ميت = وإن طالت الأيام وانفسح العمر
ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به = وما كان يغلو التبر لو نفق الصفر
ونحن أناس لا توسط بيننا لنا = الصدر دون العالمين أو القبر
تهون علينا في المعالي نفوسنا = ومن يخطب الحسناء لم يغلها المهر
أعز بني الدنيا وأعلي ذوي العلا = وأكرم من فوق التراب ولا فخر[/poem]
أبوفراس الحمداني ........
...........