
حسن جارالله والنابغة الذبياني(الجزء الثاني)
ثم أتى محمد بن الذيب فألقى عدة قصائد تعجّب لها الجميع حتى حسن جارالله ,فقال النابغة:لله درك من شاعر ولكن حين تقول :
"قالت ابن الذيب قلت ايّه قالت عطني قصيدة **قلت يا لبيه ذعذع يا نسيم ويا وجودي"
فالشطر الأول غير موزون وحين تقول:
"عربجي وأتعب على البيت القوي وأقدر وأجيده ....................."
فالشاعر الحق يأتيه الشعر بسهوله ولا يتعب عليه .
ثم أتت شاعرة مبرقعة فعرفها الجميع إنها المبرقعة , فألقت قصيدة , فقال النابغة: معانيك قوية وألفاظك جزلة ولكن حين تقولين:
"وحدي وصلت العز لآخر موانيه**أنثى ولكني عن ألفين رجّال"
فقد أخطأتي في الشطر الأول خطأين , فالأول قلتِ "وحدي" والكثير قبلك وبعدك وصلوا للعز والثاني "لآخر موانيه" فالعز ليس له حد ولا ميناء.
ثم جاء علي بن الحمري فألقى قصيدة طويلة , فأثنى عليه النابغة وقال : أنت شاعر لا تجارى ولكن حين تقول :
كيف أصب عروق دمي في جسدها ** كيف أخلي ديرة الوصل معموره
عروق دمي ؟!!!!!!!!!! أظنك تقصد دم عروقي لكن جل من لا يسهو.
ثم أتت شاعرة أظنها الراسية فألقت عدة قصائد فأَعجب النابغة بشعرها وقال : هل تقربين لتلك العجوز " يقصد بخّوت"؟ قالت: نعم هي عمْتي (يعني عمّتي) فقال : شعركِ يًشبه شعرها ولكن حين تقولين :
"راح الغلا لعنبو جدك على جدي *** لعنبو الغلا واللي يجيب طاريّه"
"هذا اللي حصّله جدّكِ منك؟؟!!"
ثم جاء شاعر آخر فألقى قصيدة جميله قلت من هذا يا حسن؟ قال :هذا ضيدان بن قضعان , فقال النابغة : لولا أني سمعت ابن جدلان قبلك لقلت أنت أشعر من سمعت, ولكن حينما ذكرت شعراء المعلقات السبع بقولك:
الأعشى وعمرو وطرفة بن العبد والعبسي ثبات**والنابغة وابن ربيعة وابن أبي سلمى زهير
فها أنا أمامك وقد ذكرتني معهم ولكني لست منهم,ثم انك لم تذكر امرؤ القيس وهو أشهرهم جميعاً .
وفجأة قام حسن جارالله وألقى قصيدة رنّانة أمام النابغة فنظرت إليه متعجّباً وقلت : منذ متى تقول الشعر يا حسن وأنا أعهدك " ما تركب كلمتين "؟؟ فابتسم ونظر إليّ وقال : لا تنسى أننا في حلم.
__________________
الأكفان بلا جيوب