معالم في عاصفة الحزم للشيخ عبدالرحمن بن محمد آل عاصي
معالم في عاصفة الحزم
الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان الا على الظالمين وصلى الله وسلم على نبيه الأمين وعلى آله وأصحابه أجمعين أما بعد:
فهذه معالم مهمة وارشادات جديرة بالاهتمام ونحن في خضم أحداث العملية المباركة التي سميت بعاصفة الحزم أحببت أن اضعها بين يدي القارئ الكريم لتكون علامات يسترشد بها:
المعلم الأول: من توفيق الله للأمة أفردا وجماعات أن تتحد وتأتلف نصرة للمظلوم وردعاً للظالم ففي الحديث الصحيح " المسلم للمسلم كالبنيان يشد بعضه بعضا" وما هذه العملية المباركة الا تلبية لطلب هذ الشعب الوفي الأصيل والله تعالى يقول: (( وان استنصروكم في الدين فعليكم النصر الا على قوم بينكم وبينهم ميثاق)) الانفال:72
المعلم الثاني: أن هذه العملية هي جهاد شرعي صحيح اكتملت فيه شروطه؛ فهي تحت راية ولي أمر المسلمين، وهدفها هو إعلاء كلمة الله تبارك وتعالى، ونصرة المظلومين، والقدرة عليه، وبناء على ذلك فكل النصوص في الكتاب والسنة الدالة على الجهاد فهي تنزل عليه وتأخذ أحكامه.
المعلم الثالث: ان يكون مقصود من هذه العملية هو اعلاء كلمة التوحيد وهو نصرة التوحيد واهله وخذلان الشرك والباطل وأهله، وأن لا يكون المقصود منها الوطنية او القومية او العصبيات الجاهلية " من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله حتى يرجع".
المعلم الرابع: اجتماع الناس والتفافهم حول قادتهم وعلماءهم في مثل هذه الأحداث هو المتعين لما فيه من وحدة الصف والكلمة وإغاظة الأعداء والمنافقين لقوله صلى الله عليه وسلم: " عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد ومن أراد بحبوحة الجنة فعليه بالجماعة".
المعلم الخامس: النصر هو من عند الله وحده، فلابد من ترسيخ هذا في قلوب العامة والخاصة قال تعالى: (( وما النصر الا من عند الله العزيز الحكيم)) [سورة آل عمران:126]، فلن نهزم الناس بطائراتنا ولا بجيوشنا ان لم يرد الله ذلك : ((وما رميت اذ رميت ولكن الله رمى)) [سورة الأنفال:17].
المعلم السادس: الحذر من نشر الشائعات أو بث الرعب أو التخذيل بين الأمة فهي صفة المنافقين قديماً وحديثا ًوالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: "كفى بالمرء كذباً أن يحدث بكل ما سمع"
والمرجف هو الذي يفت في عضد المسلمين وجيشهم بنقل الأخبار المحزنة وتحطيم معنويات المجاهدين وقد نص أهل العلم على تعزيره تعزيراً بليغاً حماية للمجتمع من شره.
المعلم السابع: المرابطون في هذه الأيام من جنودنا البواسل على جبهات البلاد الداخلية والخارجية؛ كلهم يرجى لهم أجر الرباط في سبيل الله الوارد في النصوص ومن ذلك قول النبي صلى الله عليه وسلم:" رباط يوم في سبيل الله خير من الدنيا وما عليها.." وقوله أيضاً: " رباط يوم وليلة خير من صيام شهر وقيامه وان مات جرى عليه عمله الذي كان يعمل وأجري عليه رزقه وأمن الفتان" يعني : فتنة القبر.
والرباط في سبيل الله عده بعض أهل العلم أفضل من الجهاد لأن الرباط حقن لدماء المسلمين وحفظ لهم والجهاد اراقة لدماء المشركين والأول أعظم، قال: صلى الله عليه وسلم " رباط يوم في سبيل الله خير من ألف يوم فيما سواه من المنازل" قال المناوي: والحديث يدل على أن الرباط أفضل أ.هــ
فطيبوا بهذه الاحاديث نفساً أيها المرابطون.
المعلم الثامن: أن حرب هؤلاء الحوثيين هي حرب عقيدة ودين لا حرب سياسة ومصالح كما يصورها البعض ممن لم يتدبر القرآن ولا السنة النبوية.
اللهم انصر عباد الموحدين ومن نصر هذا الدين واخذل الطغاة والمشركين.
عبدالرحمن بن محمد بن علي آل عاصي
المستشار الشرعي
ورئيس مجلس ادارة المكتب التعاوني للدعوة والارشاد بعريعرة
31-03-2015, 11:26 PM
تعليمات المشاركة
المواضيع المتشابهه
العرض العادي
