أحمد أبو دهمان القحطاني : سراة عبيدة في ذاكرته


المجلس الـــــعــــــــام للمواضيع التي ليس لها تصنيف معين

 
قديم 02-03-2006, 01:37 PM
  #1
صبي_السراة
موقوف
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 47
صبي_السراة is on a distinguished road
افتراضي أحمد أبو دهمان القحطاني : سراة عبيدة في ذاكرته

يقول الأستاذ أحمد أبو دهمان القحطاني

" كان الجنوب عنواناً للماء والخضرة والوجه الحسن، اختفى الأخير بعد ان سلّم الناس مفاتيح مزارعهم للعمال والأجانب من كل اللغات، وبعد ان احتلت الخادمات مواقعهن حتى في تربية الأطفال، ثم اختفى الثاني اي الخضرة، بعد ان اختفى الماء، ويفسرون هذا الجفاف الذي يحيل الأشجار إلى حجارة بأنه جاء نتيجة لسوء معاملة العمال الأجانب، تسألهم عن بعض الشواهد على سوء المعاملة، فتسمع ما لا تطيق سماعه الجبال.

تسمع ما يكفي لإغراق البشرية خجلاً من ذاتها. تتساءل كيف نبتت ونمت هذه الوحشية المرعبة لدى الناس، وكيف تجرؤ "مدرّسة" أحرقت وجه خادمتها بالمكواة لأن المسكينة أحرقت جزءاً من ثوب زوجة المدرسة.


من أين خرج هذا الجيل المسكون بالعنف والنوم. هل خرج من رحم الاستهلاك. هل خرج من رحم التعليم أم من أين أتى وإلى أين يتجه؟


في الصيف، حيث قضيت أسبوعين مع الأهل. كان هاجسي ان أرى شجرة خضراء. تشردت كثيراً في القرى التي أعرفها. للجفاف وجه كالح ومخيف.


الأشجار تشبه الحديد، تود لو تسقيها بروحك، وخلال تشردي عثرنا على قرية خضراء كالواحة في صحراء مجدبة. تذكرت كل القرى القديمة التي اختفت. تذكرت الأغنام والرعاة والغناء والنساء، دلنا عليها عامل باكستاني، سألته كيف اختص الله هذه القرية بالبقاء، فأخذنا الى سدّ صغير بدائي أقامه أهل هذه القرية على نفقتهم، و جدناه مملوءاً بالماء والتراب الذي سيجتاح السد قريباً. وضع الناس عليه ماكنات لسحب المياه الى مزارعهم التي بدت كالحلم أو الجنة في وسط هذا اليباب. وتذكرت كم صرخ كتّابنا من اجل بناء سدود صغيرة مماثلة لهذا السد. حتى لا نظل نتفرج على مياه الأمطار وهي تغادرنا إما الى البحر الأحمر او الى صحراء الربع الخالي لتطفئ ظمأه.
"

----------------------------------------


التعليق :



نعم للأسف لقد أختفى الماء واختفت الخضرة واختفى الجمال , وهبت علينا قيم الصحراء بقسوتها وقبحها وهمجيتها وجلافتها , فانتزعت من مرعي وظافر وحسن وحسين وسعد وسعيد ومن فاطمة وهيلة وزهرة حسناء وهدباء كل جميل , لقد حولتهم الى كائنات متوحشة خائفة.

يذكر أهل السراة قبل أكثر من 30 سنة أن الغيل ( ويعني الماء العذب الذي يجري في الوادي بلا انقطاع) كان يقط ( يعني يمشي ) في الوادي بلا انقطاع , وكانت الجبال مكسوة بالخضرة والزهر والورد حتى كانت البنت التي ترعى تحط على راسها مكعس ( يعني طوق من الزهور والريحان) والرجال يحط تحت عقاله مشقر من ريحان خصوصا اذا راح للمسجد يوم الجمعة.

يتذكر أهل السراة أن الأسرة والقرية والجماعة يعرفون بعضهم فردا فردا , ذكر أو أنثى , يقابل سعيد هيلة وهي تعلي ( يعني تسقي الماء للزرع) فيسلم عليها ويسألها عن أي شيء , وهي تقول مثلا : والله ان تعشى عندنا ذا الليل ., واذا جاءهم للبيت فما أحد يستغرب .

يتذكر أهل السراة وأهل الجنوب بشكل عام أن الواحد ما يتزوج الا وحدة قد حبها وعرفها , ويعرفون ايش معنى الحب النقي الجميل وايش معنى ذيك الأشعار الجميلة التي يقولها العشاق .

كان الحيا ( ويعني المطر باللهجة الجنوبية) ما ينقطع بل يتذكرون أنه في عام 1395 ما انقطع الحيا الا لأوقات يسيرة ,

لم يكن الرجل الجنوبي يخاف من المرأة , ولم يكن هناك عقيلة الشك والريبة , ولذلك عاشوا حياة طيبة , حياة كلها خضرة وماء ووجه حسن .

كل ما نريده أن تعود السراة وأن يعود الجنوب كما كان , قبل هذا الغزو الأعرابي الهمجي .
صبي_السراة غير متواجد حالياً  
 


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع


الساعة الآن 05:35 AM

ملصقات الأسماء

ستيكر شيت ورقي

طباعة ستيكرات - ستيكر

ستيكر دائري

ستيكر قص على الحدود