
اربع عاملات سعوديات يتزوجن سائقهن !!! جريدة الوطن على غرار طرزان
أحمد الشعلان - الحياة - 30/11/2005م
نشرت صحيفة «الوطن» السعودية يوم الاثنين الماضي، أن أربع سعوديات يعملن في قرية نائية، تزوجن سائقهن حتى يتسنى لهن الإقامة في مكان قريب من عملهن، وذكرت الصحيفة ان النسوة الأربع وهن من منطقة الباحة (جنوب غرب المملكة) أعجبن بالسائق لما يتمتع به من «أخلاق حميدة»، وقررن جميعاً العيش سوياً في القرية التي يدرّسن فيها، لتفادي «إرهاق الرحلة اليومي».
الخبر صدم الكثيرين، ومن بينهم مراسل صحيفتنا «الحياة» في الباحة علي الرباعي، الذي أجرى تحقيقاته الواسعة التي شملت مسؤولاً قضائياً في محكمة الباحة هو مساعد رئيس المحكمة الشيخ محمد المهيزع، الذي وصف الخبر بأنه مختلق، معتبراً إياه من قبيل الفبركة الصحافية المعتمدة على خيال واسع ومجنح، ومن شهود النفي أيضاً موظفو الإدارة في محاكم الباحة والعقيق وبلجرشي، الذين لم يتقدم لهم طوال سنوات عملهم عريس واحد اقترن بأربع نساء في عام واحد، ومديرة الإشراف التربوي في تعليم البنات في الباحة شريفة حاسن، التي أبدت أسفها لتلك الإشاعات.
خبر «الوطن» يحمل جاذبية كبيرة للنشر، فقصة الزواج الرباعي مذهلة، للدرجة التي نقلتها وكالة «رويترز» في الحال، ومنها الى مئات وسائل الإعلام في كل مكان في العالم، وأكتب للقارئ وأمامي قائمة ناشرين، بدءاً من «الإندبندنت» و «سكوتسمان» و «الخليج تايمز» وصحيفة «الديلي ميرور»، مروراً بـ «الإكسبريس الهندية»، و «تورنتو صن» و»إدمونتون» الكنديتان، وصولاً إلى «ستار» الجنوب أفريقية.
إن صح الخبر، وهو أمر مشكوك فيه، فلا حول لنا ولا قوة، وإن تراجعت الصحيفة، وهو المتوقع، فقد لا يجد النفي صدى إعلامياً كالذي أحدثته القصة، ولن يتراجع كتاب أعمدة بادروا بالتعليق في الحال، كما في صحيفة اسمها «كلانتون» في ألاباما في الولايات المتحدة، غمز أحد كتابها واسمه كلنت جونز سائق الباحة بما يعني «مين قدك»، ولن تصحح «الميرور» اللندنية عنوانها «توصيل اقتصادي»، وهناك ما يكفينا ويزيد من صور مشوهة لدى الغرب عن وضع المرأة في بلادنا.
لا ألوم الصحيفة في كلتا الحالين، وكل وسائل الإعلام، كبيرة كانت أم صغيرة، معرضة لمواقف مثل هذه، إلا ان المقلق أن شق الباحة أكبر من أية رقعة.