غربي ينتقد المسلمين والنار تلتهم ثيابه

عقلاء أوروبا ومعتدلوها يقعون اليوم في مأزق.

المأزق يتمثل في تفاقم حدة التيارات الأوروبية المتطرفة , وسحب أوروبا عامة الى مواجهات دينية وعرقية مع أوروبا نفسها ومع بعض الأطراف الخارجية.

قبل عدة أعوام , دق ناقوس الخطر في فرنسا عندما كاد حزب يميني متطرف بقيادة (جون ماري لوبين) أن يصل الى السلطة بسبب ضعف المشاركة الانتخابية مما استدعى حالة من الاستنفار العام في فرنسا انتهت بمشاركة انتخابية عالية لتعديل مجرى الانتخابات وتظاهرة عامة في باريس تشبه الى حد كبير تلك التي شهدتها عند فوزها بكاس العالم.

ثم اشتعلت باريس مجددا قبل عدة أشهر من العام المنصرم احتجاجا على تفاقم التمييز والعنصرية ضد المهاجرين الذين يشكلون نسبة عالية من السكان الأوروبيين ليس في فرنسا وحدها وانما في معظم الدول الأوربية. وكان المتطرفون الأوربيون وممارساتهم تجاه المهاجرين سببا رئيسيا في وقوع تلك الاحداث.

واليوم , تعاني الدنمارك كبلد اوروبي آخر من أزمة متفاقمة بسبب وصول صوت متطرف الى الصحافة ومحاولته تحقيق اختراق لبعض الخطوط الحمراء والتهجم على ديانة بأكملها انطلاقا من مبادئ عنصرية ودينية وعرقية متطرفة تتمثل في الكراهية للجالية الدنماركية المسلمة وكل امتداداتها الدينية والثقافية خارج الدنمارك.

في غضون ذلك , لم نشاهد كمسلمين (معتدلين) تحركا دنماركيا أو اوربيا عاما لمواجهة ذلك التطرف المتنامي بقدر مواز من الكثافة. وأولئك القلة من المعتدلين الذين تجرؤوا على شجب ذلك الخطأ الفادح والاعتراض عليه, قوبلوا بهجمة شرسة تشكك في ولائهم لبلدانهم وهناك من طالب بمحاكمتهم بتهمة الخيانة.

عقلاء أوروبا ومعتدلوها يتذوقون اليوم طعم المواجهة الحقيقية مع التطرف, ويعيشون ذات المأزق الذي كان ولا يزال يعيشه المسلمون المعتدلون في البلدان الاسلامية إبان أحداث سبتمبر وما بعدها.

كان الأوربيون والعالم الغربي عامة ولا يزالون ينتقدون وبشدة ضعف المجهودات التي يبذلها المسلمون المعتدلون لمواجهة التطرف وبعض الحركات الاسلامية التي تعادي الغرب , ومتطلبات الأوروبيين والغرب عامة كانت تزداد حدة بعد كل حدث متناسية صعوبة المواجهة وخطورتها وما يتطلبه ذلك من صبر واصرار وطول نفس.

يطالبون بمواجهة أشد مع المتطرفين المسلمين وبتفاعل أقوى من جانب المعتدلين, ويلحون على ذلك في كل مناسبة, في الوقت الذي كانت تشهد فيه بلدانهم نموا مطّردا للتيارات الأوروبية المتطرفة واختراقات متتالية من قبل تلك التيارات للهيئات الاعلامية والسياسية والاقتصادية وحتى الثقافية.

أريد أن اتساءل اليوم كمسلم معتدل : ماذا قدم الأوربيون والغربيون (المعتدلون) الى جهود مكافحة التطرف على المستوى العالمي ؟ ولماذا يحترف الأوربيون والغربيون مهنة التنظير علينا ؟

وهل مواجهة التطرف مهنة تختص بالمسلمين فقط ؟

إن العالم بأسره يعاني من التطرف ومن آثاره السلبية على الدول والمجتمعات , سواء كان دينيا أو سياسيا أو عرقيا , وهناك الكثير مما يجب عمله في كل دولة وكل مجتمع.

أريد اليوم أن أقول وبكل وضوح أن المسلم المعتدل هو أكثر شخصيات العالم شجاعة وإصرارا على مواجهة التطرف, وأنه يقدم الكثير من التضحيات في سبيل ذلك سواء كان سياسيا أو اعلاميا أو مثقفا أو شخصا عاديا يعمل بوضوح وإخلاص لمواجهة التطرف في مجتمه. وأن التضحيات التي يقدمها المسلم المعتدل قد تصل الى التضحية بحياته في الوقت الذي يتضح فيه أن المعتدل الغربي هو أقل الشخصيات العالمية مواجهة للتطرف في مجتمعه وأقلهم شجاعة وأكثرهم تنظيرا ولوما للآخرين.

متطرفونا ينسحبون الى مواقع خلفية , وتضعف قدراتهم وامكانياتهم يوما بعد يوم , وتنحسر قواعدهم الجماهيرية وقدراتهم المادية أمام الجهود المضنية والمستمرة التي تبذلها الهيئات والمنظمات الاسلامية (المعتدلة) بالاضافة الى الجهود الفردية للأشخاص. وعلى الجانب الآخر تزدهر التيارات المتطرفة في الغرب وتتنامى وتحصل على دعم جماهيري أكبر يوما بعد يوم.

متطرفونا يختبئون في الكهوف والمناطق الحدودية ويتواصلون مع جماهيرهم عبر الأشرطة المسجلة التي يتم تهريبها على طريقة مهربي المخدرات, ومتطرفوهم ينافسون على السلطة ويدخلون الانتخابات ويبسطون نفوذهم على السياسة والصحافة والاعلام.

متطرفونا حين يتفوهون بكلمة ما, ينتفض العالم الغربي شجبا واستنكارا (تماما كما حدث بعد تصريحات الرئيس الايراني) وهناك من يطالب بفرض عقوبات وحصار اقتصادي, ومتطرفوهم حين يخترقون كل الخطوط الحمراء لحرية الكلمة واحترام المهنة وعدم التعدي على الأديان والمعتقدات فإنهم يمارسون (حرية الرأي). ولا يتعدى ردنا مقاطعة بعض السلع الاستهلاكية التي تنتجها بلدانهم.

متطرفونا حين يقومون بعمل أخرق ما , فإن الرد الغربي يكون على شكل قنابل وصواريخ وحروب تأكل الأخضر واليابس وتنال من البريء قبل المذنب. ومتطرفوهم حين يقومون بعمل أخرق كغزو بلد مسلم فإن ردنا يكون على شكل مظاهرات, وشجب واستنكار, ومقاطعة اقتصادية تستمر لفترة وجيزة ثم تنتهي.

فليكونوا ممتنين لأننا نعبر عن غضبنا عن طريق (الجبنة) وعلى الأوربيين والغربيين الذي لا يفوّتون فرصة للتنظير لمواجهة التطرف أن يواجهوه اليوم كواقع في بلدانهم, وأن يتذوقوا آثاره وأن يخبرونا عن تجاربهم في مواجهته والتصدي له, وعلينا أن نطالبهم بأكثر مما يطالبوننا به وأن نحاسبهم جميعا على النتائج كما يحاسبوننا جميعا.

أنني أنتظر كمسلم (معتدل) ما سيقوم به الأوربيون , وسأستمر في المقاطعة للضغط على أولئك المنظّرين علّهم يقوموا بجهد أكبر في المستقبل, جهد يوازي ما أقوم به وأكثر منه لتمتعهم بمساحة من الحرية أكبر من حريتي , ولأن أنظمة بلدانهم تتيح لهم أن يقوموا بما يجب القيام به (لو أرادوا ذلك).

أو فليكفوا عن التنظير فنحن أعلم بأنفسنا ومجتمعاتنا, ونحن على ثقة تامة بأننا يوما ما سنصل الى حل مع (تطرفنا) وسنجد طريقة ما لتحجيمه وتقليص آثاره.

مشكور اخوى مو ضوع وكلمات طيبه ومفيده

اخوي الغالي


بن حيان التهامي


جزاك الله خيراً وكثر الله من امثالك


لانقول الا حسبنا الله ونعم الوكيل

نعم انتقدوا هذا الدين العظيم

وسخطوا من نبينا الكريم

ومزقوا قرآننا الكريم

وأسال الله الكريم

ان يرينا فيهم غضبه

__________________
« اللهم كما أحسنت خَلقي فحسن خُلقي »

شكراً لك اخي الكريم على هذا المشاركة الفعالة ولاهنت