
يا باغي السعادة اقبل
بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله اخوتي في الله اني احبكم في الله
فهذه مقتطفات مختصرة في موضوعات متنوعة تعين العبد للوصول الى شاطئ السعادة وعلى هذا النهج سار الائمة الاعلام في مؤلفاتهم كابن القيم في كتابه( الفوائد) و(بدائع الفوائد) وابن الجوزي في( صيد الخاطر) وابن حزم في (مداواة النفوس) اسال الله ان ينفعنا بها ويجازي صاحب الكتاب خير الجزاء
قيل للسعادة اين تسكننين؟
قالت في قلوب الراضين
قيل فيم تتغذين؟
قالت من قوة ايمانهم
قيل فيم تدومين؟
قالت بحس تدبيرهم
قيل فيم تستجلبين؟
قالت ان تعلم النفس انه لن يصيبها الا ما كتب الله لها
قيل فيم ترحلين؟
قالت بالطمع بعد القناعة و بالحرص بعد السماحة وبالهم بعد السرور
السعـادة جنة الأحلام ومنتهى الآمال، كل البشر يناشدها وقليل من يدركها،
ومع اختلاف العباد ومعايشهم وتباين وسائلهم وغايتهم وتنوع لغاتهم وأجناسهم،
ومع افتراق مشاربهم وطموحاتهم الا أنهم متفقون على طلب السعـادة؛
لتوجعهم من مكابد الحياة والآمها، لطمعهم في حياة سعيدة هنيئة لا أحزان فيها ولا هموم،
ونوال السعـادة منحة من الرحمن يهبها لمن يشاء من عباده
فمنهم من ينعم في جناها،ومنهم من يحرمها ويعيش في امانيها،
والموفق من هدي اليها فسلكها وخطى اليها وعمل لها وجانب مايضادها مما يجلب له الشقا..........اين اجد السعــــادة؟.........
ظن بعض الناس أن السعـادة في المال والثراء،
ومنهم من توهمها في المنصب والجاه ،
ومنهم من طلبها في تحقيق الأماني المحرمة،
والخلق في سعي حثيث لنيلها، وفي جد وتشمير لتحصيلها،
فمن مدرك لها ومن محروم منها، ومن بائس شقي توهم السعـادة على غير حقيقتها
فآثردنياه على دينه، وهواه على آخرته فجنى الوهم والهم وكابد المعيشة وقاسى الأحزان.
والسعـادة لن تنال الابتقوى الله عز وجل
بطاعته وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، والبعد عن المعاصي والسيئات، قال سبحانه
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ ءآمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيداً * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزاً عَظِيماً
قال شيخ الاسلام:
"الايمان بالله ورسوله هو جماع السعـادة واصلها"
فالحياة وما فيها من متاع لا سعادة فيها بلا تقوى.
قال الشاعر:
ولست ارى السعـادة جمع مال *** ولكن التقي هو السعيد
فتقوى الله خير الزاد وذخرا *** وعند الله للاتقياء مزيد..............
..........طــريــق السعــــادة:...........
لا سبيل الى السعـادة الا بطاعة الله، ومن أكثر من الأعمال الصالحة واجتنب الذنوب
والخطايا عاش سعيدا وكان من ربه قريبا قال سبحانه:
مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنثَى وَهُوَ مُؤْمنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً
قال ابن كثير:
"الحياة الطيبة تشمل وجوه الراحة من أي جهة كانت"
والسعـادة تزهو اذا حقق العبد توحيد ربه، وعلق قلبه بخاقه، وفوض جميع أموره اليه.
قال ابن القيم:
"التوحيد يفتح للعبد باب الخير والسرور واللذة، والفرح والابتهاج"
والسعـادة يكتمل عقدها بالاحسان الى الخلق مع ملازمة طاعة الله.
قال شيخ الاسلام:
"والسعـادة في معاملة الخلق: ان تعاملهم لله فترجو الله فترجو الله فيهم ولا ترجوهم في الله،
وتخافه فيهم ولا تخافهم في الله وتحسن اليهم رجاء وثواب الله لا لمكافأتهم وتكف عن ظلمهم
خوفا من الله لا منهم"
ومن ذاق طعم الايمان ذاق حلاوة السعـادة، وعاش منشرح الصدر مطمئن القلب ساكن الجوارح.
قال ابن القيم:
"وسمعت شيخ الاسلام ابن تيمية يقول:ان في الدنيا جنة من لم يدخلها لا يدخل جنة الآخرة،
وقال لي مرة ما يصنع أعدائي بي انا جنتي وبستاني في صدري ان رحت فهي معي لا تفارقني"
............المحروم من السعــــــادة..........:
الشقاء في اتباع الهوى باقتراف المعاصي والسيئات، ولذات الدنيا المحرمة مشوبة بالمضار،
وهي سبب الشقاء في الدنيا والآخرة قال سبحانه:
(وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا)
اي في شدة وضيق.
قال شيخ الاسلام:
" كل شر في العالم مختص بالعبد فسببه: مخالفة الرسول صلى الله عليه وسلم
او الجهل بما جاء به، وأن سعادة العباد في معاشهم ومعادهم باتباع الرسالة"
والفرار من الشقاء الى السعـادة يكون بالتوبة والانابة الى الله.
قال ابن القيم:
"ويغلق باب الشرور بالتوبة والاستغفار"
فاطرق أبواب التوبة وأوصد أبواب المعاصي لتذوق طعم السعـادة، فعافية القلب في ترك الآثام والذنوب على القلب بمنزلة السموم ان لم تهلكه اضعفته ومن انتقل من ذل المعصية الى عز الطاعة أغناه الله بلا مال وآنسه بلا صاحب والشقي من أعرض عن طاعة مولاه واقترف ما حرم الله.............يتبع....يتبع.....يتبع ...