بعت والله أشترى ......... هذه صحافتنا كما أرى

بســــــــــــــــــم الله الرحمن الرحيــــــــــــــــــــــــــــم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سأبدأ كما بداء (بروتس) قاتل قيصر وهو يخاطب الجموع الهادرة الغاضبة عليه ، لقتله أمبراطورهم ، فحينها قال أمام جموعهم وعيونهم التي تكاد أن تكون جمراً يتوقد ناراً :

أيها الرومانيون أتعدوني بالصبر قليلاً على سماع ما أقول من حلو الكلام ومرة ، إكراماً لموقفي وإكراماً للعدل .
أنا لا أريد أن أخدعكم ولا أعبث بعقولكم وأهوائكم بل أريد منكم أن تنظروا إلى قضيتي نظرة الحذر المتيقظ الذي لا يعطي هوادة ولا يلقي قياداً لأني لاعتقد أن في زاوية من زواياها كميناً أخاف أن تقع عليه العيون .
أيها الرومانيون إن كان بينكم صديق لـ(قيصر) يحبه ويذوب حزناً عليه فليسمح لي أن أقول له أيها الصديق الكريم أن قاتل قيصر يحب قيصر أكثر منك .
أيها القوم والله لو كذبت الناس جميعاً ما كذبتكم فأعلموا أني ما قتلت قيصر لأني كنت أبغضه ، بل لأني كنت أحب روما اكثر منه . كان قيصر مستبد طماعاً بالأمر من دونكم فقتلته .
ففي ساعة واحدة منحته دمعي وقلبي وخنجري .

فهل هناك من بين قرُائي ألان من سيسمع مني ويصبر على حلو كلامي ومرة إلى أن أتي على أخره ، فحينها قلت حجتي أن كانت لي أو علي ، وكشفت مقصدي والله هوا المقصد ، وبينت لكم من أمري ما أريد إظهاره ، فليس عندي من دونكم ما أخفيه أو أخافه . ألا غضبة من لا يفهم مقصدي ومرامي ، فيعوزه الفهم وهوا مِن مَن يهمني أمره ، أو مخالفاً لرأيي يسوقه شططه عن وداً تقادم عُهده ، فيميل عن الاختلاف إلى الخلاف .

أيها الأخوة والأخوات لعلكم شعرتم بعد هذه الضربات ، المتتابعات ، المتلاحقات ، والموجعات ، على أمة الإسلام ، وظهور أثارها وتأثيراتها ، وخروج من خرج معلقاً على الأحداث من أهلها ، كلاً على وجهه لا يلون على شي ، سوى ما يظهرون مما كان يبطنون خلف ستار سريرتهم ، بلى تروي أو تمحيص وبطريقةًً غير شعورية ، فمنهم من أخرج من أمره ما أخرج ، فإذا به يريد أصلاحاً حقاً ، ولكن كمن يريد أصلاح الزجاج المتكسر بالمطرقة ، فوجد الحل والهدف ولكن وأعوزته الوسيلة لذلك .

ومنهم من غضب وتنمر ولا يلام في ذلك ، ولكن زاد من غضبه حين رأى من يخالفه حأسر الرأس أمامه ، بعد أن كان متخفياً خجلا ، فغضب غضبتاً أخرجته من حالة الاعتدال ، إلى ألميل والاختلال ، فأرشده حنقه حين ضاع رشده ، إلى مكان قصياً من أهله ، حيث لم يعد يسمع إلى صوت نفسه الغاضبة ، وضاع عبر المسافة صدى صوت كل مشفِق ومصُلح ،و ذاب قلب كل محب على جلمود قلب ذلك الغادي .

ومنهم وفي الشط الأخر ، وفي أقصى ما يكون من هذا ، (فئة) واحدهم راكعاً لكل واقف ، لم يتغير من أمرة شي ، كأن الحوادث التي طرقت وقعت في كوكباً آخر ، غير الكوكب الذي يعيش فيه ، ولازال على حاله ، وكل ما تغير من أمره هوا ذلك الواقف (المعبود لديه) ، فكان هذا في سابق عهده راكعاً (لأله) قريب واقفاً بجواره وأما الآن - فهوا راكعاً أيضاً - ولكن (لآلهة) تقف خلف المحيط أومن حيث يأتي الملاك الحديدي ، الذين يحمل أطنان من العذاب والدمار لإخوة له .

ومابين البين من هذان تكثر المراتب والمنازل ، فمُقل ومسُتكثر ، يتأرجح عقل المُتابع بين هذان الموقفان ، وكأنه لا يوجد في الأمر رشداً ، ولا مقصداً قصَداً ، ولا لراتع بحثاً عن خبر ، إلى ساحُلاً بلقع ، أو جرفاً هيال ، وما كأن بينهن سراه .

وسبب هذا التضاد الخطير هو من جرى من ولي حقاً من حقوق المسلمين فأستبد به من دونهم وهوا ذلك الذي يملك وسيلة التعبير وآلية إظهار الرأي الوسط المعتدل ، ولكن لحاجتاً في نفس يعقوب يحجبه ، كما تحجب الحقائق من عيون طلابها ، ليظهر لناس ما يريد إظهاره فقط ، فكأن رمسيس الثاني (فرعون موسى) عاد ليقول لنا ( مآ أريكم إلا مآ أرى ومآ أهديكم إلا سبيل الرشاد) .

أيها الأخوة والأخوات لو قلب الناظر نظرة ذات اليمين وذات الشمال لعاد نظره له مذهولاً لِما يرى ولِما لا يدع مجالاً لشك بأن السعوديين أكثر العرب استخداماً للمواقع ألحواريه من ساحات ومنتديات ، وأن الحليم لَيلجم . والفطين ليسقط في يده جرى هذه النتيجة المخالفة لكل استقراء و استنباط لتفسير هذه الحاله ،
فلا خدمة الإنترنت جآت لنا قبل كل العرب ، ولا نحن أكثر شعوب العرب عددا متقنين لهذه الخدمة ، ولسنا أرفه شعب عربي . فما اسر في ذلك ، وما الدافع وما السبب .

أنه ومع الأسف الشديد دليل على أننا من مَن يرى أن صحافته وأعلامه لا يعبر عنه ولا عن طموحه ولا يتتبع أمره فيحزن لحزنه ويبهج لمبتهجة . بل أن هناك من لا يثق بكل ما يدور ويدار في الإعلام السعودي .

لقد رأينا أن أغلب المنتديات الحوارية يمتلكها فكراً معتدل ومحافظ ، مع وجود أقلاماً ظهرت بحلية أبداع قل نظيره ، وهي عند العامة وكثير من النخب ، أكفى ممن تصلب أسماءهم فوق أعمدة صحفنا ، التي يكاد يسيطر عليها قلة من الناس أقل ما يقال عنها ، أنها من صنف ذلك الراكع سالف الذكر .

أيها لأخوه ولأخوات ، أن صوت الاعتدال ، والذي ينشده طالبه من أعلام بلادة ووطنه ، لهوا مطلب عزيز ، وقد وصل إلى حد العوز في الحصول عليه ، وأصبح المواطن كظامئ ماء في هواجر السموم ، في صحاري البيد ، حيث يضيع الذكي والبليد ، وأصبح أو كاد أن يكون الرأي المنصف نادر الوجود ، لا يحُصل عليه بسهولة ويسر ، فاتجهت الجموع الهادرة ألجبه ألمحافظه سليمة النفس معفاة العقل ، وآلتي تطلب رأياً منصفاً وخبراً لم تتلاعب به الأهواء والمصالح ، فذهبت للإنترنت ،على خطورته وشروره ، وطلبوا الأمن بجوار ألمخوفه ، والحقيقة في عالماً يموج بالباطل موج الطوفان بسفينة نوح (عليه السلام) .

أن الصحافة السعودية هي ألمسئوله عن الاختلال وعدم وجود منطقتاً وسطي ورأياً وسط . وموقفاً وسط (ألوسطيه) التي غيبت عن قصد ليكون الإنسان آما هنا أو هناك آما راكعاً مع الراكعين أو في مكان قصياً في أحد جحور تورا بورا .

وما تلك الهجمات على علماءنا ، ورجال صادقوا الله ما عهدوا ، في حفظ الديانة والعقيدة من الاندثار ، وحموها من التحريف والتمييع حيناً ، ومن التعسف والشطط بها حيناً أخر ، متمسكين بمنهاج ألوسطيه ، ومنهج السلف الصالح ، إلى محاولة من هؤلاء لدفع علماءنا لخيارات غير منصفه وعادله باستفزازهم والتجني عليهم ، وهوا دليلاً قاطع بأن القوم يعيشون حربهم وأم معاركهم من خلف مقاعدهم الوثيرة وبسيوفهم الخشبية وهم مطمأنون من النقد ، ومن جهد مقارعة الحجة بالحجة بعد ما نهبوا كل منبر وكل متنفساً وسدوا كل طريق لتعبير و أبداء الرأي الآخر ، وكأنهم يقولن بلسان حالهم ما قاله نزار قباني عليه من الله ما يستحق( أني خيرتك فاختاري ) ومنها وهوا موطن الشاهد ( لا يوجد منطقة وسطئ بين الجنة والناري ) .

نحن نعلم ويعلم كل عليم بخفايا مجتمعنا ، ومدارك و متارك شئونه أن الصحافة بوجه خاص والإعلام بوجه عام بجميع وسائله ، ليس ذلك الموجه الموثوق به في مجتمعنا ، كما أن صحافتنا ليست صاحب الكلمة الفصل في التوجيه ولإرشاد ، بل أنها ترمز في العقلية الشعبية لمجتمعنا بناقل الكذب والنمام المحترم ، فأي ما خبر يرد منها ولا يروق لنا ، فما علينا إلى أن نرد عليه مستهجنين ومكذبين له بقولنا (كلام جرائد) وهذا دليل على انعدام الثقة بها وبما تورد من أخبار .

لازال ولله الحمد ، مركز توجيهنا وإدارة فكرنا ، من مكانان مصونان ، لم تطل عليهم يد صاحب هوى ، وهي المنابر والمدارس ، وقد حافظ عليها مجتمعنا برجال صالحين يحفظونها حفظ البخيل لماله ، ويحرصون عليها حرص الغيور لعرضه ،

فما حديثنا فيما سبق عن خطراً مدلهم بل عن حقاً لم يحصل عليه طالبه . ونحن في مأمن من الشرور ولكن نريد أن ندفع عنا إزعاج الناعقين . وأفك الكذابين ، وتفاني من يفني عمره في شهوة ، يقدم عليها ، وقد اسود وجهه فلا يستحي ولا يستحى منه .
نريد أن نأخذ على يد الجاهل فنأطره على الحق أطرى حتى لا نلعن كما لعن غيرنا .وكذالك نعبر عن ذواتنأ .

ولكم تحياتي