بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم تسليما أما بعد ،

نقدم لكم نبذة مختصرة عن الرحال سالم مسفر بن عدوة آل سعد القحطاني الذي قام في رحلته ماشياً على الأقدام إلى مدينة الرياض ، رغم تقدم عمره ولكنه قطع تلك المسافة الطويلة في عناء ومشقة تعبيراً عن مشاعره النبيلة لملك الإنسانية حفظه الله.

رحل سالم بن مسفر الملقب بـ( إبن عدوة) مشياً على الأقدام متجهاً إلى الرياض ،وهو أحد الشخصيات المعروفة في قبيلة قحطان ومقطع حق قبائل آل سعد الجحادر قحطان ، وقد أنطلق في رحلته من منزله الكائن بالقرب من مركز عين قحطان شرق منطقة عسير في يوم 7/4/2007م وقد استغرقت رحلته 60 يوماً بلياليها ، وكان يرافقه كلاً من ابنه الشاعر عائض سالم ومحمد سالم ومسفر سالم و مسعود سالم، وصياد سالم ( رحمه الله) وعند وصوله إلى محافظة الدلم حضروا أولاده كلاً من : علي ، سعد ، عبد الله ، عبد المحسن ، ومرزوق وجمعاً من القبائل المحبين للرحال من قبيلة آل عدوه وآل خميسه وقبائل قحطان كما حضر جمعًا كبير من رجال آل شهوان من آل فطيح ربع الشيخ مبارك ذيب المهان وآل عازب، حيث أن بينهم وبين الرحال صلة قرابة ( خواله ) وقد كانت رحلة ( ابن عدوة) تعبيراً عن مشاعره وشكر خادم الحرمين الشريفين الملك/ عبد الله بن عبد العزيز آل سعود على دوره في حل الخلاف الفلسطيني بين حركة فتح وحماس في افضل بقاع الارض مكة المكرمة ووقف سفك الدماء ، وإيفاء بذلك نذر على نفسه أن يرحل رحلته الطويلة على قدميه متوجهاً من قريته ( عين قحطان) وبالرغم من تجاوز عمر( ابن عدوه) 77 عاماً إلا أنه يتمتع بصحة وعافية جيدة، وهو متزوج من أربع نساء ولديه من الأبناء 28 ، إلا أنه صمم على مواصلة مسيرته للوصول للرياض لتحقيق هدفه ، وأشارإلى أن الثناء والشكر لله سبحانه ثم للملك عبد الله لا يقاس إلا أنه بادر بالسير على قدميه مؤكداً أن بلاده التي كانت تعيش شظف العيش لا تزال هي مقر الأمة الإسلامية والعربية .
ويشير ابن عدوه إلى أنه حينما سمع عن الاقتتال بين الإخوة الأشقاء الفلسطينيين صدم مما حدث كونه كان يتابع كفاحهم ضد الاحتلال الإسرائيلي إلا أنه لم يتوقع أن تصل الأمور إلى أن يقتتل الإخوة فيما بينهم.
وعند انطلاق ( إبن عدوة) يوم الجمعة حتى وصل وادي الدواسر خلال خمسة عشر يومًا ثم واصل مسيرته عابراً بالسليل في رحلة تعد الأولى من نوعها على مستوى الوطن العربي ، ورغم تقلب الجو وحرارة الطقس ذكر لنا ابنه عايض أبن عدوه ويقول والدي تعود على شظف العيش طيلة حياته وتعود على الحرارة والبرودة والتقلبات الطقسية بشكل يضمن له المسير ومن دون خوف،مؤكداً أن حرارة الأرض بدأت تأخذ في الارتفاع ولكن لن تعيقه عن مواصله مسيرته أن شاء الله كونه متعوداً على ذلك من بداية حياته ، وحيث أنه يرتاح في اليوم أربع ساعات ينام فيها ، وكان شربه الماء الجوفي والقهوة العربية وأكله البر الجمري والتمر فقط .
وقد كان في رحلته يردد بعض قصائد جلالة وموحد هذه البلاد الغالية الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه وهو يقول:

وردوها هيت وأخطاها الدليلة
والمشارب عقب هيت مقضباتي
......................الخ.

وكذلك قصيدة ابنه الشاعر عائض ابن سالم ابن عدوه الملقب ( شاعر الجنوب ) على لسان والده الرحال ويقول:

قررت أنا ممشاي من مركز العين
ستين يوم في الطريق محسوبه
يا رجل بخليش في الأرض تمشين
متوجهين صوب صقر العروبة
.................. الخ

وحتى وصل إلى مقام سيدي خادم الحرمين الشريفين بمقر إقامته بمزرعته بروضة خريم وقد تشرف بالسلام على مقامه الكريم وألقى كلمته أمام الملك المفدى وقد أنصت الجميع للحديث الذي دار بين الملك حفظه الله والرحال وكان من أبرز ما قال الملك وهو مبتسماً هذا الرجل الذي كان لو ما تمتلك الدولة البترول هو الذي يقدر يعيش ويتكبد الكثير من التعب ويبقى صامداً أمام عقبات الحياة، وقد غمر ابن عدوه بمكرمه من خادم الحرمين الشريفين وقبيلته آل عدوة بمنحه هجرة السالمية شرق محافظة تثليث بالإضافة لمكافئة مالية من الديوان الخاص سنوياً .
وقد كان والده /مسفر بن عدوة رحمه الله له بصمات عند قبائل قحطان وغيرهم من القبائل المجاورة حيث أنه يتميز بالصدق والوفاء والكرم وحل الخلافات بين القبائل في وقته وكان يفرض فرض كحكم الشرع في وقتنا هذا علماًً بأنه لم يتعلم بل موهبه من الله سبحانه وبركة أنزلت في هذا الشيخ والفارس مسفر بن عدوة ،وقد سلك ابنه الشيخ والرحال /سالم بن عدوة طريقه وله مكانته عند قبيلته خاصة ، وعند قبائل قحطان عامة ، وغيرهم من القبائل مثل قبيلة يام وقبيلة سبيع وقبيلة الدواسر وقبائل أكلب وقبائل شهران وبلحارث وكافة قبائل بيشة وقبائل عسير ورجال الحجر المجاوريين لقبيله قحطان وبادية تثليث.
فنقول هنيئاً لقبيلة قحطان بمثل هذا الرجل الذي رفع سمعته وسمعة قبائله قحطان كافة ويهمه شؤون الأمة الإسلامية عامة والعربية خاصة ,
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،


مع تحيات الكاتب – سعد آل عدوة