
اعترافات مثيرة لقائد فتحاوي بتعذيب المقاومين
[frame="1 80"]
اعترافات مثيرة لقائد فتحاوي بتعذيب المقاومين
الأربعاء 19, مايو 2010
لجينيات ـ نشرت صحيفة "هاآرتس" العبرية مقابلةً لها مع اثنين من أبرز المناضلين القدامى في مدينة جنين في الضفة الغربية المحتلة، اللذين تخليا فيما بعد عن سلاحهما المقاوم، وباتا رهان جيش الاحتلال الصهيوني ويتلقيان رواتب من السلطة نظير تخليهما عن المقاومة، وهما الشقيقان جمال وزكريا الزبيدي.
وقالت الصحيفة إن المدينة التي كانت بؤرةً للمقاومة حوَّلها اليأس من مدينة للاستشهاديين إلى مدينة للموتى، مشيرةً إلى أن السلام الاقتصادي الذي يطبقه رئيس "حكومة" رام الله غير الشرعية" حوَّل أبناء هذه المدينة -التي دخلت التاريخ الفلسطيني من أوسع أبوابه بسبب صمودها البطولي في وجه العدوان الصهيوني- إلى "أموات يأكلون ويشربون ويتحسَّرون على واقعهم، حتى إن بعض مناضلي المدينة الذين شاركوا السيد الزبيدي في زنازين الاحتلال، تحوَّلوا إلى أدوات في يد الأمن الصهيوني يتولون مهامَّه القذرة، مثل اعتقال المناضلين وتعذيبهم.
وأضافت: "جنين باتت العنوان الرئيسي للمواطن الفلسطيني الجديد؛ الذي يعمل السيد فياض الآن على تشكيله وفق مواصفات السلام الاقتصادي، فقمة الأماني بالنسبة إلى الكثير من أبناء هذه المدينة هي الانضمام إلى قوات دايتون الأمنية التي تتخذ من جنين مقرًّا لها".
وتقول: "جمال الزبيدي المقاتل الشرس يعترف في اللقاء نفسه بأن كل من كان يقاوم في الماضي، أو يفكر في المقاومة حاليًّا يتعرَّض للاعتقال والتعذيب على أيدي أجهزة أمن دايتون، ويقول إن "الشاباك"، جهاز الأمن الداخلي "الإسرائيلي"، لم يفعل ما تفعله أجهزة أمن السلطة بالمعتقلين المناضلين، مثل التعذيب حتى الموت، فمن يذهب إلى زنازين تحقيق السلطة ينتهي في المستشفى في اليوم التالي هذا إذا لم يفارق الحياة".
ويؤكد الزبيدي أن فياض يفتخر بأن الأوضاع الاقتصادية تتحسن في الضفة الغربية، ويعطي أرقامًا للنموِّ تصل إلى 5% سنويا، ولا يمر يوم دون أن يفتتح مصنعًا أو مزرعة أو طريقًا جديدًا أو إلقاء خطاب في مؤتمر للاستثمار وسط زفة تلفزيونية غير مسبوقة، معتبرًا ذلك بمثابة عملية غسل مخ للمواطن الفلسطيني في الضفة الغربية تجري وفق مخطط مدروس وضعه خبراء غربيون في هذا المضمار؛ للإيحاء بأن المقاومة لم تأتِ للفلسطينيين بغير الخراب والدم والجنازات والدمار الاقتصادي، وما يجري في قطاع غزة من فقر وبؤس وحرمان ومعاناة هو البرهان الأبرز في هذا الصدد.
وبيَّنت الصحيفة أن الزبيدي الذي أغلق هاتفه النقال، وبات يعيش على راتب شهري مقداره 1500 شيقل (حوالي 400 دولار)، مثل الكثير من المناضلين السابقين، ويؤكد أن المناضلين لم يحاربوا من أجل فتح شارع أو راتب طوال السنين الماضية، وليس من أجل كل هذا سقط آلاف الشهداء، ولا من أجل هذا أصبح الكثيرون معوَّقين ولا من أجل هذا يوجد 10 آلاف معتقل في السجون.. فعلاً لم يقدم الشعب الفلسطيني هذه القافلة الطويلة من الشهداء والأسرى من أجل بناء مستشفى أو توسيع مدرسة، أو من أجل أن يركب بعض المسؤولين في السلطة سيارات جيب حديثة فخمة وسط رهط من الحراس.
ويضيف: "إن أكبر مأساة يعيشها الشعب الفلسطيني حاليًّا أن يقوم من حارب الاحتلال بالتنسيق معه، فمن المفارقة أن رئيس جهاز الأمن الفلسطيني كان حتى الأمس القريب في زنازين الاحتلال، وصار يطارد زملاءه السابقين ويعذبهم.
المركز الفلسطيني للإعلام[/frame]