إنهم لا يعرفون شيئاً عن عدد الألوان ولا عن التوقيت ولا أدني معلومة عن كيفية خلق الدنيا بأكملها.

تُعد قبيلة "البيراها" التي تعيش في غابات البرازيل الممطرة أكثر شعوب العالم تخلفاً وعدم دراية بالحياة المادية علي وجه الأرض.

فهم يعيشون حياتهم بطولها وعرضها وسعادتها "كاملة الدسم"، أنهم يعيشون لحظتهم وليس لديهم أي تخطيط للحياة المستقبلية البتة.

غير أن لغتهم البسيطة - المكونة من ثلاثة حروف علة وسبعة أو ثمانية حروف ساكنة -

تبدو أشبه بالضجيج في هذا العالم الذي أصبح يعج باللغات الرصينة الناعمة.

يقول البروفيسور دان ايفريت من جامعة مانشستر: إن هذه اللغة تم تشكيلها بواسطة نمط الحياة التي يعيشها أفراد

قبيلة البيراها أكثر من كونها لغة ذات قواعد تتحكم فيها نحواً وصرفاً كما هو حال اللغات التي تسود

العالم والتي تتطور بالتدرج حتي وصلت إلي حالها التي هي عليها اليوم.

وقال البروفيسور أيفريت: "إنهم محصورون في الحديث عن الأشياء التي يعرفونها فقط، وهي الأشياء التي يعيشون في محيطها".

وكان ايفريت قد حاول قبل ذلك تعليم هؤلاء الناس الحساب، ولكنه يئس من ذلك بعد مرور عدة شهور.

وقال: إنه عجز تماماً عن تعليم أي منهم أن يحسب إلي عشرة أو يجمع عدداً أو يطرحه من واحد فقط.

وكان أفراد قبيلة البيراها قد بدأوا تعلم القراءة لما وجدوا فيها من متعة،

ولكنهم توقفوا عن حضور الدروس محتجين أنهم كانوا يحضرون فقط لكي يستمتعوا بوجودهم جميعاً في مكان واحد، فضلاً عن أنه كان