سبحان الله

المبدع دائم مبدع

مقالة رائعة جداً للمبدع جعفر عباس

عن قضية فتح وحماس

بعنوان:

مقامة حماسستان وفتحستان

أكتب هذه السطور، النابضة بالبهجة والحبور، يوم الجمعة 15 يونيو، الذي تعرضت فيه غزة لإعصار غونو، ولكنه كان من النوع الحميد، فقد نجم عنه حادث سعيد، تمخضت حواء الفلسطينية، وأنجبت بعد عملية قيصرية، المولود الذي طالما انتظرناه، عبر عقود حفلت بالأنين والآه.. في الحقيقة أنجبت توأما، ولكن الجاهلين يعتبرون ذلك مأتما.. يا جماعة عندنا الآن بدل الفلسطين الواحدة فلسطينان، إحداهما حمساوية والأخرى فتحستان.. طوبى للمقاتلين الأشاوس، الذين انتصروا على ما دبره الصهاينة من دسائس، فخلال أسبوع واحد قتلوا من إخوتهم أكثر مما قتلت إسرائيل، خلال نصف عام من القصف والتنكيل.. والجامعة العربية – عيني باردة- لا تترك شاردة ولا ورادة، إذ تحركت على الفور، كما فعلت مع قضية دارفور، وقررت تشكيل لجنة لتقصي الحقائق، لتفرغ من مهمتها في دقائق.. ففي غضون شهر واحد، سيكون تقرير اللجنة مطروحا على الموائد (الدقيقة والشهر عند العرب سيان، تماما كما يستوي في نظرهم الخنساء ورزان).. وإلى ان تفرغ اللجنة من مهمتها الخطيرة، قد تقوم دولة ثالثة في نابلس ورابعة في البيرة. يقولون ان غزة ستصبح تحت حكم طالبان، بينما يستفرد بالضفة الغربية جماعة محمد دحلان، كل ذلك لا يهم، لأننا سنودع النكد والغم.. ولتمت اسرائيل كمدا، بعد ان قرر الفلسطينيون أن سيفهم لن يدخل غمدا.. سيضرب عنق كل من اسمه محمد أو ياسين، بعد ان تعذرت محاربة الياهو وكوهين.. ما شاء الله على العرب، أهل الشعر والخطابة والطرب.
الغريب في الأمر هو ان كل مبارياتنا الدموية، تنتهي بالتعادل لتعود الأمور «كما هي»، ويقال ان كثرة التكرار، تعلم أغبى الكائنات ألا وهو الحمار، ولكننا لا نتعلم من أخطائنا، ولا نحاول تجويد بذلنا وعطائنا.. كل خلاف بيننا يستوجب سفك الدم، أو الاختطاف والحبس واللّجم .. ونتقاتل وندك بيوتنا دكا دكا، ثم، وبكل قلة حياء، نقول ان ذلك من فعل أمريكا.. هل يعقل ان شخصا شاهد ما حدث مؤخرا في غزة، سيصدق أن اسرائيل يمكن أن تقتل معزة؟ الفلسطينيون منحوا اسرائيل صك البراءة، أمام المجتمع الدولي الذي لم يعد يحسن القراءة.. فالصور التي على الشاشات.. كانت أبلغ من كل الصيحات والبيانات!

(انتهت المقالة)

وش رايكم يا جماعكم في هذا الإبداع؟

تحياتي للجميع