رأيت تهاني العيد في مجالسنا يوم 27 رمضان ....

أحسست باستغراب ... يشوبه حرقة ...

ومن باب حسن الظن باخوتي ... ليس هذا فرحا بوداع ضيف كريم ... وبمعنى الكلمة ... كرييييم ....

وانما هو من باب ... ترحيب بضيف قادم ... تفرح له حتى القلوب المكلومة ... بله المسرورة ...

*******************

لكني ... وفي هذه الاثناء ... وفي وسط تلك المشاعر المتلاطمة ...

هالني منظر ... ووالله احزنني ...

رأيت أخوات شقيقات ... فيهن من الجمال ... الكثير ...

وفيهن من البهاء ... الشيء الغزير ... وهنا يخون الوصف في نقل حقيقة الصورة ...

شقيقات عزيزات لسن يتيمات !!!! فلم يفقدن أبا ولا أما ... ابدا !!!

رأيت تدافع الخُطّاب للحظوة باحدى هؤلاء الشقيقات ...

وقد بذل كل منهم ما يراه مهرا كافيا لاحداهن !!

ورأيت من أولئك الخُطّاب صورا من المحاولات المتنوعة ...

للظفر باحدى تلكم الحسناوات ...

وكان مما أذهلني تفاني بعض هؤلاء الخُطّاب ...

لارضاء وليِّ الحسناوات للظفر باحداهن !!!

كما ان مما أضحكني ( وأحزنني في الوقت نفسه ) بعض هؤلاء الخُطّاب ...

من طريقته الباردة في تودده .. ومن حجم عطائه البخس !! حتى انني شعرت أنه ساخرا !!

وكان الخُطّاب كلهم ... يهدفون الى كنز مع احدى هؤلاء الشقيقات بالدرجة الاولى ...

فضلا عن الظفر باحدى أولئك الحسان ... التي ستملأ كيان الخاطب دفئا وسعادة ...

**************

وفجأة جاءت الاخت الاخيرة ... عفوا اليتيمة ...

ولم تكن تلك الاخت باقل من شقيقاتها ... جمالا وبهاء ... كلا والله ...

لكن نظرة الخُطّاب لها ... انها يتيمة !!!

واذا بالخُطّاب على وتيرتهم ... يقدمون لها اجمل عبارات الود .. والحنان ...

لعل الظفر بها يحين ...

وقد تكون صاحبة الكنز ... فنعم الظفر ...

لكنني لما كنت قريبا من المشهد .. امعنت فيه النظر ...

فشاهدت بأم عيني ... ان الخُطّاب قد اختفى نصفهم او اقل بقليل !!!

فاستغربت حظها !! وادهشني عزوف بعض أولئك الخُطّاب !! ...

وسألت من يعرفها جيدا ..

هل هي يتيمة ؟!!

فقال : لا والله ... لكن معاملة الناس لها كذلك !!

فقلت : فهل تقل عن شقيقاتها جمالا .. او دلالا.. او بهاء .. او حسنا ؟!!

فقال : لا والله ... ما أعر ف انها أقل من شقيقاتها ... بل ...

فقاطعته : بل ماذا ؟!! وماذا تقصد ؟!! وكيف ؟!!

فقال : رفقا بي يابدوي ...

بل ... والله انها تمتاز عن شقيقاتها .. بزيادة في جمالها وحسنها وبهائها ودلالها ..

وبأضعاف مضاعفة !!

فانها تزيد عن شقيقاتها بزيادة دلال ... وبشاشة محيا ... وكرم ذات يد ...

( ولا يشاركها في هذه الزيادة الا اختها التي قبلها ... وحين غياب هذه اليتيمة فقط ..

اما اذا حضرت فلا تشاركها ... )

وهذا كله غير الكنز الذي يطلبه الخُطّاب ...


ومع ذلك ... فهي يتيمة في نظر الكثير من الخُطّاب !!! وقد زهدوا فيها ...

وعندها ... فكرت تفكيرا سويا ... فما فهمت !!!

( فعلا احيانا اهل الغباء والبلاهة في راحة ... )

فلما رآني صاحبي ... ورأى دهشتى .. وحيرتي .. أشفق علي ...

وقال : تعال افهمك يا ...

يا إبني ...

" قد وعد الله عباده الصائمين ... في هذا الشهر الكريم انه يعتق منهم في كل ليلة ، ما الله به عليم ...

فاذا كانت الليلة الاخيرة من هذا الشهر ( ليلة ثلاثين من رمضان ) ...

أعتق قدر ما قد أعتق في كامل الشهر .... "

أفلا تستحق هذه الليلة اليتيمة ( في نظر الخُطّاب ) ... ان يعتنى بخطبتها ؟!!

حتى وان لم يكن الكنز معها ؟!!

فقلت : يا ويحاه ... ما هي والله بيتيمة .. هي والله عزيزة ...

واليتيم من فرط في خطبتها ....


اللهم تقبل منا صيامنا وقيامنا ... واجعلنا من الفائزين دوما وابدا ...
.

__________________

اي والله

اليتيم من فرط في خطبتها

والله مقصرين ولكن نسأل الله أن يعفو عنا وأن يقبلنا

وأن يعاملنا بما هو أهله فهو أهل الجود والكرم والإحسان

نسأله سبحانه أن يقبلنا في هذا الشهر الكريم وأن يجعلنا من عتقاء النار

أسلوب رائع وشيق أخي نسناس

سلمت أناملك

__________________

جزاك الله خير

__________________
[poem=font="MS Dialog,6,darkblue,bold,italic" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="1,black""]
لا صار حلمك في يد الوقت والناس
لا الناس تفرح لك ولا الوقت يرحم !

أغسل يدك من حلمك بموية اليـأس
وأهرب بلا حلمك .. عسى بس تسلم[/poem]

جزاك الله خير على الموضوع الاكثر من رائع ..

والله انحن مقصرين نسأل الله السلامة ..

ونسأله أن يختم لنا رمضا بالقبول والرضوان ..

__________________

الله ياخذنا بعفوه وأحسانه



جزاك الله خير يا نسناس

__________________



لأستشاراتك القانونية أضغط هنا
لوجه الله تعالى

الاخ الحبيب ... ال معمر

اهلا بك ... ومن العايدين ...

وعلى دعائك ... أقول : آمين ..

شكرا لمرورك وثنائك العطر ...

اخوك ،،،

__________________