قدم باحثون من جامعة كوين بإيرلندا دراسة للمؤتمر السنوي لجمعية الخصوبة في بريطانيا تقول إن للفياغرا أثرا سلبيا
على خصوبة الرجال.
وقد خلصت الدراسة الجديدة إلى أن الفياغرا لا تكتفي بتنشيط الحيوانات المنوية وإنما تهيجها بدرجة تجعلها تفرز مبكرا الإنزيمات التي كان من المفترض ألا تُفرز إلا عندما يلتقي الحيوان المنوي بالبويضة (الأنثوية)، لأن هذه الإنزيمات هي التي تساعد الحيوان المنوي على تذويب غشاء البويضة لإحداث التخصيب، ويؤدي تكرار ذلك إلى التأثير سلبا على خصوبة الرجال.
وقد لاحظ الباحثون الإيرلنديون من خلال تجارب على الفئران أنه انخفضت بصورة واضحة خصوبة إناث الفئران اللاتي تم تلقيحهن بواسطة ذكور الفئران الذين حُقنوا بجرعات من الفياغرا.
كما تأكدت نتائج البحث من خلال دراسة حالات 45 رجلا، كانت تؤخذ عينات من حيواناتهم المنوية بعد أن يُحقنوا بجرعة دوائية تعادل قرص الفياغرا فئة 100 مليغرام.
وتبين أن حوالي 79% من الحيوانات المنوية للرجال الذين تعاطوا الفياغرا تصل إلى البويضات "مستنفدة" (خالية) من الإنزيمات وغير قادرة على اختراق البويضة، والإخصاب.
وقد ختمت قائدة الفريق البحثي -الدكتورة شينا لويس- بحثها بالتأكيد على أن الفياغرا صُنع في الأساس لعلاج مرضى الضعف الجنسي، ولكن يبدو أن له أثرا سلبيا على الخصوبة، ويجب على الأطباء أن يتنبهوا لذلك.
لكن الأمين العام للجمعية الأوروبية للأدوية الجنسية جون دين قال إن النتائج المعملية لا تعكس بالضبط ما يحدث في الجسم، وبخاصة الحيوانات المنوية التي تصبح أكثر حساسية عندما يحدث تغير في البيئة من حولها.
وقد رد فريق البحث بأنهم حاولوا في بحثهم توفير ظروف معملية تضاهي تلك التي تحدث في الجسم، كما أنهم بصدد إجراء أبحاث على مرضى يقومون فعليا بتعاطي الفياغرا. وقد أوضحت النتائج المبدئية على 17 شخصا من هؤلاء أن الدواء يعمل على تهييج الحيوانات المنوية كما أشار بحثهم.
وقد اشتهرت أقراص الفياغرا منذ أنتجتها شركة فايزر الأميركية عام 1998 كعلاج للعجز الجنسي. وحققت أعلى مبيعات لدواء في تاريخ الولايات المتحدة الأميركية، حيث تشير الإحصاءات إلى أنها وُصفت لأكثر من 16 مليون رجل حول العالم، إضافة إلى الذين تناولوها دون وصفة طبيب.
وقد تم اكتشاف الفياغرا بمحض الصدفة عام 1994، عندما كان الدكتور إيان أوسترلوه وفريقه بشركة فايزر يجرون أبحاثا على مادة دوائية جديدة لعلاج الذبحة الصدرية وارتفاع ضغط الدم.
وقد وجد الفريق أنه من خلال متابعة الآثار الجانبية للدواء على المرضى لوحظ حدوث انتصاب عقب تناول الدواء. فحوّل الفريق وجهته من العمل على تطوير علاج للذبحة الصدرية وضغط الدم إلى آخر لعلاج العجز الجنسي.