اليكم هذه السالفة التي توضح عاقبة التكبر والتغطرس عسى أن تعتبروا منها :

كان فيه واحد من اهل نجــــــــــد يسافر الى الهند متاجراً بمال غيره على سبيل المضاربة فنزل في شقة تقع فوق دكان خراز ، فكان يؤدذي الخراااز بما يصبه من ماء وقشر فاكهة وفضلات ، ورغم معاتبة الخراز له فقد أصر على فعله وتماديه وتذرع النجدي بأنه مستأجر وأن من إستأجر فقد ملــــك .



فسكت الخراز عنه فترة حتى تأكد أن النجدي نسي كلامهم ومجادلتهم ، فاحتال الخراز عليه ودعاه الى احدى المناسبات ، وقال له : أنت صاحب الحق ابتداء لأنك تسكن في مكان أعلى من مكاني . وأنت ايضا ضيفَ علينا .

فلما حضر الى المناسبة قال له الخراز : عندي قليل من الفلوس إلا أنني غير متفرغ للتجارة فأبدى النجدي الرغبة في مشاركته / فاشتروا حملة بصل ، بناء على مشورة الخراز لأن الحاجة الى البصل كبيرة في تلك البلاد ، ولأن الربح فيه مضمون ، فوضعا البصل في مكان ما ، فلما تيقن الهندي من أن البصل ذاب وتلف عرض على النجدي الذهاب اليه ليستخرجاه ، ويدبراه ، فلما جاءوا للمكان ورأى النجدي البصل ـ جزع جزعاً عظيما ، إشفاقا وخوفا على اموال غيره التي اخذها للمضاربة فيها بأمانة وثقة منهم .


فلما رأى الهندي جزع النجدي أعجب بحرصه على ذمته وكان قبل ذلك مستاءً من تصرفه المتغطرس عندما كان يرمي عليه الفضلات .

فقال له اذهب معي الى بيتي وأعطيك الحل هناك .

فلما ذهب معه الى البيت فتح له خزنة من ذهب : وقال هذا محصول جدي .


ثم فتح له خزنة ذهب ثانية وقال : هذا محصول أبي .

ثم فتح له خزنة ذهب ثالثة وقال : هذا محصولي أنا .

فدهش النجدي لهذه الثروة مع أن صاحبها خراز متواضع .

فأفاده الخراز بأن الثروة لا تصرف المرء عن مهنته ومهنة آبائه ويجب أن لا تدفعه الى التغطرس والتكبر والمظاهر الزائفه ، ثم أنبه ووبخه على سوء جواره وتغطرسه مع أن كل مافي يده فلوس قليلة لغيره تلفت في قيمة بصل !!!!


ثم أعطاه سلفا بدون فائده يتاجر فيه حتى يسترد رأس ماله .



وسلامتكم وسامحوني ان كنت اطلت عليـــــــــكم ......

__________________
[frame="1 80"][poem font="Simplified Arabic,4,black,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
يوم ان كل من عميله تبرا=حطيت الاجرب لي عميل مباري
نعم الرفيق الى سطا ثم جرا=يودع مناعير النشامى حباري[/poem]
الامام تركي بن عبد الله[/frame]