عرض مشاركة واحدة
قديم 16-08-2007, 05:21 AM
  #6
السعدي
عضو مشارك
تاريخ التسجيل: May 2005
المشاركات: 195
السعدي is just really niceالسعدي is just really niceالسعدي is just really niceالسعدي is just really niceالسعدي is just really nice
افتراضي رد : الملك القحطاني ( من أعظم ملوك الدنيا )

الجزء الثاني



التفصيل في ذكر مناصب محمد بن أبي عامر :
كان محمد بن أبي عامر يعمل عند القاضي محمد بن إسحاق بن السليم , فلما طلب الحكم وكيلا لولده عبدالرحمن ذكر له حاجبه جعفر المصحفي عن محمد بن أبي عامر , فعرض مجموعة رشحوا لوكالة الطفل عبدالرحمن على صبح أم عبدالرحمن إختارت من بينهم محمد بن أبي عامر وكان ذلك في 9 ربيع الأول سنة 356هـ , فلما مات عبدالرحمن بفترة قصيرة بقي محمد في خدمة أم عبدالرحمن وكانت قد ولدت بهشام فصرف محمد إلى وكالة هشام في الرابع من رمضان سنة 359 هـ . ثم أضيفت لمحمد بن أبي عامر الخزانة وبعدها خطة المواريث في السابع من محرم سنة 358 , وفي عام 361هـ أوكلت لمحمد بن أبي عامر الشرطة الوسطى وأحبه الناس لما قام به من إصلاحات .

وقيل أيضا : أن سبب ظهور محمد واستفحال أمره كان خدمته للسيدة صبح البشكنسية , فإنه قد إستمال هذه المرأة بحسن تدبيره وخدمته لها , 0حتى استهواها وغلب على قلبها , وقد إجتهد محمد في برها فأبدع في هذا , وقد أهدى للسيدة صبح مجسم قصر من فضتة في وقت ولايته السكة , فتحدث الناس عن هذا القصر الذي لم تر العيون مثل من قبل , ووقع من قلبها موقعا لاشئ فوقه فتزيدت في بره وتكفلت بشأنه , حتى تحدث الناس بشغفها له .

ثم أن هناك من وشي بمحمد بن أبي عامر عند الخليفة الحكم بن عبدالرحمن الناصر وقيل له أن محمدا أتلف مال السكة , فأمر الحكم بإحضار محمد ومراجعة حساباته ليرى سلامته , فذهب محمد إلى الوزير إبن حدير وتسلف منه مايغطي النقص , فراجع الحكم الخزانة وأكذب من وشى به وازداد إعجابا بمحمد , وبعدها أعاد محمد بن أبي عامر المال للوزير إبن حدير.


وقد كان محمد بن أبي عامر آية في الذكاء والدهاء , ومحمد من بيت علم وفقه فأبوه زاهدا تقيا , وجده عبدالملك هو من من دخلوا الأندلس مع طارق بن زياد.وقد كان محمد حسن النشأة , ذوهيبة , فكانت بدايته تعلم القرآن والحديث والفقه والأدب , وقد تعلم على يد كثير من العلماء منهم أبي بكر بن معاوية القرشي راوية النسائي وعلى أبي بكر ابن القوطية وعلى أبي علي البغدادي وغيرهم من العلماء .

وفاة الحكم وتولي إبنه الخلافة :
وتوفي الحكم سنة 366 هـ وتولى إبنه هشام المؤيد بالله الخلافة وهو ابن 11عاما وأصبحت السلطة في يد الحاجب جعفر المصحفي إلى أن خلع هشام عن الخلافة سنة 399 هـ وقد تولى هشام الخلافة مرتين ,وقد كانت خلافته ضعيفة , كان منصرفا لتلاوة القرآن ودرس العلوم . وقد كان محمد بن أبي عامر هو من عقد الشهادة لبيعة هشام على الناس , فأوكل هشام جعفر المصحفي الحجابة وأوكل الوزارة لمحمد بن أبي عامر .

ثم إن محمد إستطاع أن يوقع بين الصقالبة والجاجب جعفر وبين أعدائه وتم التخلص من الصقالبة وبعدها صاهر محمد بن أبي عامر غالب الناصري شيخ الموالي فتزوج إبنته - وغالب هذا هو شيخ الموالي ووزير الدولة وقائد الجيوش وصاحب مدينة سالم وفارس الأندلس ,وخلال هذه الفترة كان محمد يدير الوصول للسلطة العليا , وقد كان محمد قد تولى جيش الحضرة , وقد كان بين غالب الناصري والحاجب المصحفي عداوة ومنافسة , وبعدها إتفق محمد بن أبي عامر وعمه ( أبو زوجته غالب الناصري ) على الإطاحة بالحاجب جعفر المصحفي وكان هذا في مدينة مجريط ( مدريد في المسمى الحالي ) , واتجه محمد وغالب لقتال النصارى , وغنموا وسبوا, وعاد محمد بن أبي عامر إلى قرطبة بالسبي والغنائم , فبعد صيته وأحبه الناس أكثر , وقل شأن المصحفي وعائلته , فأمر الخليفة هشام بصرف محمد بن جعفر المصحفي ( إبن الحاجب جعفر ) عن المدينة وأوكلها لمحمد بن أبي عامر , فضبط محمد المدينة و وقد كان أهل قرطبة يعانون كثيرا من الصقالبة واللصوص وغيرهم , فضبط ابن أبي عامر الأمور , فكشف الله عن أهل قرطبة مصائبهم بتولية محمد بن أبي عامر الأمور فأغلق الحانات وأتلف الخمور وقضى على أهل الفساد وأمنت المدينة , فشغف الناس حبا له , واستخلف محمد إبن عمه عمرو بن عبدالله بن أبي عامر المدينة , فسار على ماسار عليه أبن عمه محمد .

وبعدها قام محمد بن أبي عامر وغالب الناصري بالتخلص من الحاجب المصحفي ومن عائلته , وصرفت عائلة المصحفي عن ما كانت عليه وصودرت أموالها - وقد شبه الكثير من المؤرخين نكبة المصحفي بنكبة البرامكة - وقد قام محمد بن أبي عامر بقتل هشام بن أخي جعفر المصحفي الذي كان ألد خصوم محمد .
وبهذا لم يكن في الدولة من هو أعلى من محمد بن أبي عامر في السلطة سوى غالب الناصري , وماحدث أن غالب الناصري خاف من محمد بن أبي عامر على سلطته , فبعد إحدى الغزوات صعد غالب ومحمد إلى أحد القلاع , فجرى بينهما حوار , فسب غالب محمدا وقال له : ياكلب أنت الذي أفسد الدولة , وتحكمت في الدولة , فقام بسل سيفه ليضربه , فما كان من محمد إلا أن يلقي نفسه من فوق القلعة قبل أن يصاب بالضربة , فرحمه الله عز وجل بأن كان قد سقط على شئ منعه من الهلاك , فهرب محمد وأخذه أصحابه وعالجوه , فالتقى الجيشان في معركة قتل فيها غالب الناصري , وبهذا خلت الساحة لمحمد بن أبي عامر .

وبهذا خلت الساحة للمنصور الذي نصب نفسه حاجبا للدولة وحاكمها الفعلي , ليس للخليفة من الأمر من شئ إلا الأسم وبهذا وصل محمد إلى ماكان يريده وهو الحكم , محمد الذي بدأ فقط بعقله وعزيمته وتوفيق الله , فقد هيأ الله محمد بن أبي عامر الذي لقب بالحاجب المنصور ليصلح الدولة ويجاهد ويخضع النصارى للدولة الإسلامية ووصل لأماكن لم يصلها موسى بن نصير ولا طارق بن زياد .واستبد ابن أبي عامر في السلطة وقام بتصفية من أفسدوا في الدولة من قبل .
في عام 368 هـ أمر محمد بن أبي عامر ببناء قصر الزاهرة , لأنه خاف من الغدر في قصر الزهراء ونقل إلى قصر الزاهرة فتيانه وغلمانه , إلى أن إنتقل إلى القصر عام 370 هـ وشحن القصر بأمواله وأسلحته وأمتعته وأتخذ الدواوين والأعمال والكتاب والوزراء .


أما الجزء الثالث فهو فترة حكم محمد بن أبي عامر ( الحاجب المنصور ) وجهاده ضد النصارى.
__________________

السعدي غير متواجد حالياً