عرض مشاركة واحدة
قديم 12-09-2005, 07:39 PM
  #1
مخاوي سهيل

.: مشرف ســـابق :.

 الصورة الرمزية مخاوي سهيل
تاريخ التسجيل: May 2005
الدولة: السعودية
المشاركات: 1,500
مخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond reputeمخاوي سهيل has a reputation beyond repute
افتراضي رحلتي إلى اليمن......( انطباعات خاصة )

تركنا محافظة سراة عبيدة مع شروق شمس العاشر من يوليو الماضي وامتطينا صهوة "لاند كروزر" متوجهين إلى محافظة ظهران الجنوب حيث وصلنا الحدود السعودية"علب" مبكراً ، كان علينا لزاماً أن ننتظر الساعة والنصف ليتفضل علينا موظف الجمارك بأخذ بيانات السيارة ويسمح لنا بالعبور،دقت الثامنة وغادرنا كشك الجمارك لتختم جوازاتنا بخاتم الخروج ، ليست سوى 3 دقائق فقط لنصل المنفذ اليمني "علب اليمني" ، لكن يبدو أن الوقت مبكراً ليحضر الموظفون ، طال انتظارنا هناك بعض الشئ ،ولكن الترحاب الذي قوبلنا به من قبل الأشقاء اليمنيون أنسانا الانتظار الممل ، ختم الجوازات ودفع 200 ريال سعودي ضريبة الدخول ، يسمح لنا بالعبور بالرغم أننا نحمل دفتر عبور"تربتك" وفي قرية مندبة (5كم في عمق الأراضي اليمنية)كان موعدنا مع المعصوب في مطعم لابأس به ، هناك تزودنا ببعض الفاكهة والوقود وواصلنا السفر إلى محافظة صعدة ثم العاصمة صنعاء حيث استغرق السفر 4 ساعات ، كنت ألاحظ في طريقنا حياتنا قبل 25 عاماً البيوت الطينية لازالت مسكونة والرعاة بالقرب من الطرق يراقبون شياههم وماعزهم الذي لم يذق طعم الشعير المستورد ، هناك فتاة تحمل قربة ماء وأخرى تحمل حطباً وجميعهم بكامل حشتهم بدءً من اللبس المحتشم وغطاء الوجه ، ليس هناك فرق في مظاهر الحياة في الريف اليمني وريفنا قبل أن تغزوه المدنية الحالية .



صلينا الظهر والعصر جمعا وقصراً ، اتجهنا إلى الشيراتون حيث أن أبا سالم "رفيق الرحلة" قد رتب حجوزاتنا هناك وأمضينا ليلتنا في جناح جيد، مع الفجر الأول كنا على موعد مع منبه الجوال الذي أيقضنا من مرقدنا ، أدينا الصلاة جماعة في الجامع الكبير بالقرب من باب اليمن ، وانطلقنا إلى قلب اليمن الأخضر، لا تغمض عينك وأنت ذاهب إلى إب ؛ فقد تفقد إحدى الحلقات من السلسلة الجبلية المغطاة بالخضرة والجمال وأنت سائر في طريقك إليها ، تلك المنطقة التي تحول عينيك إلى غابة خضراء وأشياء من جمال لا ينسى ، فهذه المدينة المكسوة بالاخضرار تتمدد على مساحة من الأراضي وتفترشها الأشجار والحصون والقلاع والمدن الجبلية ، وتلتحف بالسحب ويغمرها المطر الذي لا تنقطع زيارته عنها معظم أشهر السنة .
إب .. قلب اليمن الأخضر ، الذي لا يتوقف عن العمل والحياة ، هنا مدن ازدهرت وكتبت فصولاً من تاريخ مضى يحلم اليمنيون بأن يعود ، هنا سكنت أروى بنت أحمد الصليحي وحكمت من قصرها الفخم كل أرجاء اليمن ، وهنا كانت ظفار عاصمة الدولة الحميرية التي سادت لزمن ثم بادت .

النجد الأحمر ، يريم ، جبلة ، العدين ، الشعر وذي السفال مناطق إبية تشمخ بإباء وكبرياء ، فلدى أهل إب الحق في أن يفخروا بأن امرأة عظيمة كأروى بنت أحمد الصليحي حكمت اليمن من قصرها في جبلة ، فاليمن ، وكما يقول البعض هو " بيت العرب القديم كل نقطة فيه لا تخلو من تاريخ " ، لذا فإن محافظة إب تعتبر من أهم المحطات التاريخية التي تحكي قصة تأريخ اليمن قبل الميلاد وما بعده وفي عصور الدولة الإسلامية ؛ فقد كانت عاصمة الدولة الحميرية مثلما كانت عاصمة الدولة الصليحية ، وفيها واحدة من أهم تجارب التاريخ الإنساني في الحكم أثناء حكم الملكة أروى بنت أحمد الصليحي .

دخلنا إب فوجدناها فاتحة أذرعها ومدنها الخضراء تحتضنك كطفل صغير يدهش لهذا التناغم الهائل بين الإنسان والطبيعة ، على الرغم من أن الأول بدأ يتمرد على الطبيعة ، بعد أن غمر مساحتها الخضراء بقوالب الأسمنت المسلح والمباني المبعثرة على قمم الجبال دون ترتيب .
تنزل إلى إب قادماً من صنعاء فتفتح لك يريم أذرعها لتستقبلك ثم تودعك في طريقك إلى المدينة بمنحنيات وتعرجات الطريق المحاط بالأشجار الخضراء ومنازلها الملونة المصنوعة بأسلوب وطراز المعمار الصنعاني القديم تنم خصوصية أبناء المنطقة .
المناظر المحيطة بالطريق بحزام أخضر تجعلك تنسى المخاطر التي يمكن أن تبرز لأي راكب في طريق يتلوي كالثعبان وأنت تقصد مدينة إب وجبلة وذي السفال والعدين وما وراء العدين ، قبل أن تلامس أطراف مدينة تعز ، حيث تبقى هذه المناطق من أجمل المناطق الساحرة التي لا يمكن لعين تتكحلها أن تنساها .
في إب تبقى القرى المعلقة على الجبال وعلى طول الطريق الملتوي تحكي قصة إنسان كتب تاريخاً من العذاب بنفسه ، لقد لجأ العديد من القرويين إلى قمم الجبال الشاهقة هرباً من مشاكل الثأرات القبلية ، فبنى قرى ومدناً بعيدة عن الأرض ، وفضل الارتحال إلى أماكن تغيب عنها قوانين الغاب ، إلا أن هذه القوانين تعود مجدداً لتتشكل في القرى المعلقة ، فتحصد الثارات عشرات الضحايا في صورة من صور العبثية التي تطال كل شيء .

سويسرا العرب

العديد ممن يزور إب يخرج بانطباع مفاده أن هذه المدينة أحد أسرار الله في الأرض ، لقد وضع فيها سحراً من الجمال والطبيعة لا تجدها في أية منطقة يمنية أخرى ، بل أن البعض يصفها بأنها " سويسرا العرب " ؛ ففيها من المقومات الطبيعية ما يجعلها من أهم المدن السياحية في البلاد ، إذ أن المدينة يمتزج فيها عبق التاريخ بجمال الحاضر .
إب المدنية تطل من ربوة مرتفعة على مدن صغيرة جميلة تتناثر كحبات اللؤلؤ نهاراً وليلاً ، ضجيج المدينة الصاخب بحكم موقعها كعاصمة جامعة لكافة مناطق إب لاتجعلك ترغب كثيراً في البقاء فيها وتفضل مغادرتها إلى إحدى البقاع الخضراء التي تتوزع المنطقة وما أكثرها وما أجملها .
في العدين مثلاً تجد نفسك وأنت في الطريق إليها كأنك خارج من معركة مع الأمطار والسحب التي تدنو في كثير من الأحيان إلى ما فوق رأسك بقليل ثم تعاود الصعود ، وفي الطريق إلى العدين الجميلة والخلابة لا تستطيع أن تقاوم الرغبة في النزول من السيارة لتبتاع شيئاً يقدمه سكان القرى المنتشرون على طول الطريق الممتد والملتوي بشكل مخيف ، ثم أن هناك الشلالات والعيون الصغيرة التي تخترق الجبال في اكثر من منعطف نحو العدين التي تعد موطناً مريحا لوباء الملاريا ؛ في هذه المناطق ترتفع نسبة الإصابة بهذا الوباء القاتل الذي يحصد سنوياً عشرات الضحايا ، على الرغم من الجهد الحكومي والدولي لمكافحة هذا الوباء .

صعدنا إلى قرى لا تصلها السيارة فقد تسلقنا إليها راجلين لكن دون تعب أو شعور بالممل ، هناك يعيشون أناس لا يعرفون من المدينة سوى جلب الأدوية عندما يمرضون ، فالكل يعيش حياة الأجداد ، إذ كيف لسيارة تصعد إلى هذه القمم على صخور ملساء يصعب السير فيها ، وتكون مغامرة حقيقية .
الناس في العدين يعيشون حياة بسيطة ، يمرض البعض منهم فلا تتمكن سيارة الإسعاف من نقله إلى اقرب مستشفى فيموت ويدفن دون أن يبلغ عنه السلطات المحلية ، الماء صار عملة صعبة وكذلك إحضار غاز الطبخ ، وبالكاد يستطيع الأهالي توفير ما يلزم من ضروريات الحياة ، كالبطانيات والفرش وغيرها ، أما بالنسبة للمدارس فإن مدرسة واحدة تكفي لكل مراحل الدراسة صغاراً وكبارا على السواء ، والفتيات لا يحق لهن التعليم بعد الوصول إلى الصف السادس ، لكنهن والأولاد على السواء يضطررن إلى توفير سبل العيش من خلال جلب الماء من أماكن بعيدة ، فيما الأمهات ينشغلن بجلب الحطب وتجهيز الغذاء ، أما الرجال فيتوزعون على الحقول في الوديان التي تكون في الغالب بعيدة عن أماكن سكناهم .

البحث عن الموجود

من المفارقات التي يسجلها الزائر لمناطق إب هو افتقاد الناس لمياه الشرب على الرغم من أن المدينة مكسوة بالاخضرار من أعلاها إلى أسفلها ، الناس هنا يحلمون بمشاريع توفر لهم مياها نظيفة ، إلا أن هذا الحلم يعتبر في حكم المستحيل فالماء ليس متوفراً في هذه المناطق ، بخاصة التي تقع على قمم الجبال ، إذ لا يتوفر فيها غير البرك المكشوفة التي يتحول فيها لون الماء إلى اللون الأخضر ، وتكون مرتعاً للطفيليات التي تسبب الأمراض والأوبئة للأطفال الذين يكونون مضطرين لشرب ماء هذه البرك أو السباحة فيها .
الحكومة غير قادرة على توفير حنفية لكل بيت فهذه المهمة ستكلفها مليارات الدولارات وتحتاج إلى سنين طويلة من أجل تنفيذها ، لذلك فمثل هذا الطموح ليس وارداً في خطط الحكومة ، إلا أن أهالي بعض المناطق في إب وغيرها من المناطق اليمنية يحاولون تحقيق هذا الحلم عن طريق إنشاء مشاريع أهلية يتولون تمويلها والإشراف عليها بأنفسهم .
في قرية الغضيبة وهي إحدى مناطق العدين كنا على موعد مع عذاب الطبيعة فقد تسلقنا جبلاً لا تصله إطارات " الوحش الحديدي " إذ لا تتعايش الصقور الملساء مع السيارات حتى وإن كانت من الحجم الكبير ، فقد أوصلتنا سيارة صالون إلى منتصف الطريق إلى القرية الموبوءة بمرض الملاريا ، وتركتنا نزحف فيما تبقى من الطريق على أيدينا بمساعدة أرجلنا .
في الطريق كان الوضع يدعو إلى الشفقة على أناس يعيشون حياة أخرى ، المياه تجري في السواقي وتروي الأرض لكنها لا تستطيع أن تروي ضمأ الإنسان المتعطش لماءٍ نظيف .. إنها الإمكانيات التي تعجز عن إيصال مياه السواقي إلى حنفيات المنازل .

معركة البحث عن المياه معركة دامية في مثل هذه القرى ، حيث تتباعد كل قرية عن الأخرى بعشرات الكيلومترات ، لهذا فإن هذه المعركة اليومية لايخوض فصولها سوى الصبايا اللواتي يتركن مقاعد الدراسة ويتجهن إلى حيث مواقع الآبار الذي توفر ماءً لبعض القرى المجتمعة في مكان يتوسط هذه القرى ، وعند هذه الآبار يجتمعن الصبايا في ثيابهن المزركشة ليملأن جرارهن ويغسلن بعض الملابس الخاصة بأفراد الأسرة ثم يعدن بما تيسر من الماء يقطعن أحياناً أكثر من خمسة كيلومترات صعوداً وهبوطاً في جبال صعبة التضاريس .
إن الماء يتوفر في كل أنحاء البلاد ، إلا أن العبث يطال كل شيء هنا ، فالمتنفذون هم الذين لديهم القدرة على حفر آبار خاصة بهم يحرمون بقية الأهالي من الحصول على ماءٍ نظيف ، والمشاريع الأهلية التي ينفذها الأهالي على نفقاتهم الخاصة لا تصمد طويلاً أمام الخلافات التي تدب بين أعضائه ، أما الحكومة فإن مشاريع المياه التي تقوم بتنفيذها ، قليلة جداً لا تلبي الاحتياج المتزايد للماء .
ولعل تجربة مشروع المياه في منطقة ذي السفال في إب دليل على ذلك ، فعلى الرغم من أن مشروع المياه قد غطى معظم القرى فيها ، إلا أن الخلافات بين الأهالي على إدارته أبطل المشروع ويهدد بإحالته إلى التقاعد .


جسور أروى

من المناطق التي لاتجعلك تنساها بعد زيارتها منطقة ذي السفال ؛ فهده المنطقة لا تجد شبراً من الأرض إلا وسيطر عليها الإخضرار ، العديد من القرى المتناثرة تتوزع الجبال والسهول ومبانيها تحتل بعض القمم الجبلية والسحب الممطرة لا تنقطع عن زيارة أهل المدينة الذين يكتوون بظروف المنطقة الصعبة .
هناك تختلط روائح الزرع في الأراضي بأمطار مدرارة تهطل دون توقف ، والمزارع في ذي السفال ، كما هو في العديد من المناطق الجبلية يحرص على استغلال نعمة الله في أرضه ويسقي الزرع في كل ألوانه بما فيه القات الذي صار يزحف على كل المنطق في إب الخضراء .
لا تكاد تسير بضعة أمتار عن مزرعة قات حتى تجد مزرعة أخرى ، لقد جلب القات لليمنيين الشقاء والتعاسة معاً ، فقد صاروا غير قادرين على الاستغناء عنه ، لأنه يدر ربحاً لا بأس به على من يقوم بزراعته ، لكنه يستنزف الماء بطريقة غير معقولة .
أحد المهتمين بزراعة القات يقول إن مزرعته تدر عليه ربحاً خيالياً ربما يصل إلى المليون ريال في العام ، وإذا ما أحسن رعايته فإن هذا المبلغ قد يتضاعف مرتين ، وكشف هذا المزارع سراً يجعل محصول القات ينمو للقطاف والبيع ثلاث مرات في العام ، ويكمن هذا السر في تغذية نسبة القات بمبيد كيماوي يجعل نسبة القات في العام تنبت في أربعة اشهر وأقل ، إنها " الحاجة أم الاختراع " ، حيث يحرص مزارعو القات في اليمن على تطبيقها بشكل كبير جداً ، لكن جمال الطبيعية في ذي السفال يجعلك تحبس غضبك من هذا المزارع الذي يتحايل على القات بواسطة المبيد ، فالمنطقة تعج بالمناظر الخلابة والجميلة ففي أي مكان تتلفت إليه تجد أثراً يذكرك بالماضي .
ففي هذه المنطقة تتبع أثار الملكة أروى بنت أحمد الصليحي التي حكمت البلاد من عاصمتها جبلة ، وتدل الجسور المشيدة منذ أيام هذه الملكة وحتى اليوم على أن مملكتها كانت عظيمة ومزدهرة ، فهذه الجسور لا تزال قوية بما فيه الكفاية ، ولا يزال أهالي ذي السفال يحرصون على عدم المساس بها ، لأنها تذكرهم بتاريخ يأملون أن يعود ذات يوم .
جسور الملكة أروى ليست الوحيدة الشاهدة على ازدهار دولة هذه الملكة التي كانت تملك قصراً بغرف على عدد أيام السنة ، بل في أماكن الراحة التي كان يستريح فيها الجمالة الذين ينقلون البضائع من مملكتها ومنها إلى بقية مناطق اليمن وهذه الاستراحات وتعرف باسم السمسرة لا تزال تنتصب على أعلى القمم الجبلية في منطقة ذي السفال .
" كأن التاريخ يحكي قصة " ، هكذا يمكن أن يخرج الزائر من ذي السفال والعدين وجبلة وغيرها من مناطق إب الخضراء ، إلا أن هذا التاريخ لو عاد لن يغفر لليمنيين ما بددوه من إرث ثقافي وحضاري في صراع عبثي مع الزمن عنوانه " القات " .
لقد زحف القات إلى كل مزرعة يمنية وصار السيد الأول والوحيد في التحكم بمصير أكثر من 18 مليون شخص ارتهنوا لسطوة هذه الشجرة الخبيثة منذ سنوات طويلة .

للأمانةهناك 3 صور من تراث اليمن مأخوذة من مواقع إلكترونية يمنية

أترككم في رعاية الله وترقبوا الجزء الثاني من الرحلة في ظفار العمانية
__________________
ليست مشكلتي إن لم يفهم البعض ما أعنيه.
وليست مشكلتي .. إن لم تصل الفكرة لأصحابها.
هذه قناعاتي .. وهذه أفكاري
وهذه كتاباتي بين أيديكم
أكتب ما أشعر به .. وأقول ماأنا مؤمن به
أنقل هموم غيري بطرق مختلفة
وليس بالضرورة ماأكتبه يعكس حياتي ..الشخصية
هي في النهاية .. مجرد رؤى لأفكاري.
مع كامل ووافر الحب والتقدير لمن يمتلك وعياً كافياً
يجبر قلمي على أن يحترمه
مخاوي سهيل غير متواجد حالياً