عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2010, 03:46 PM
  #5
أبوسحمي
موقوف
تاريخ التسجيل: Nov 2004
المشاركات: 1,983
أبوسحمي has a reputation beyond reputeأبوسحمي has a reputation beyond reputeأبوسحمي has a reputation beyond reputeأبوسحمي has a reputation beyond reputeأبوسحمي has a reputation beyond reputeأبوسحمي has a reputation beyond reputeأبوسحمي has a reputation beyond reputeأبوسحمي has a reputation beyond reputeأبوسحمي has a reputation beyond reputeأبوسحمي has a reputation beyond reputeأبوسحمي has a reputation beyond repute
افتراضي رد : ملامح لسيرة وشخصية قحطانية (1)

أخواني السادة الكرام في كل مكان - المحترمين -

السلام عليكم جميعا ورحمة الله وبركاته وبعد
ما ان تم بث هذا الموضوع بعاليه عن الدكتور عبدالوهاب بن سعيد القحطاني الا وبدأت الرسائل التي تتضمن أسباب الاستفتاح بهذه الشخصية وتقديمها على غيرها، لذلك فأني أجيب الجميع بأن جميع أخواني القحاطين عزيزين على قلبي وأكن لهم التقدير والاحترام، ولكن موضوع هذه الشخصية جاهز للنشر، كما أنه رجل قد شق طريقه التعليمي والعملي والثقافي والأعلامي بكل جد وأجتهاد وكون نفسه بنفسه، حيث أعاد الى ذاكرتنا سيرة أجيال آباءنا العصاميين الذين ضربوا أروع الأمثلة في تكوين أنفسهم بأنفسهم، ودليل صحة وموثوقية كلامي ما كتبه الدكتور عن نفسه في المقال التالي:

جريدة اليوم
الأثنين 1431-02-17هـ الموافق 2010-02-01م العدد 13380 السنة الأربعون
________________________________________

ذكريات الفانوس
د. عبد الوهاب القحطاني

ولدت وترعرعت في قرية صغيرة جنوب المملكة تعرف بالبصرة، وهي قرية لم يتجاوز عدد سكانها آنذاك 100 نسمة يعتمدون على الزراعة والمواشي. تقع هذه القرية الصغيرة على حافتي وادي"راحة" الذي يشطرها إلى جزأين، بحيث يصعب عبور سكانها من شرقها إلى غربها عندما يسيل الوادي. كانت حياةً جميلة ومتواضعةً وبسيطة لا تعرف التعقيد والصخب والتلوث البيئي وأصوات السيارات والآلات التي تحدث الضوضاء في أرجاء القرية. كان معلم القرية وافداً يميناً شافعياً يتقاضى لقاء تعليمه تلاميذ القرية التمر والقمح والذرة فهي العملة المعتمدة بين أفراد القرية الهادئة. كان الأستاذ أحمد جاداً وحريصاً على تعليمنا القرآن الكريم والسنة المطهرة وبعض مفردات الحساب مثل الجمع والطرح والضرب. وقد كانت الفلكة عقاب من لا يؤدي الواجب، ويالها من فلكة للذين يقصرون في أداء الواجبات المدرسية، حيث يقوم الأستاذ أحمد ـ يرحمه الله ـ بضرب الطالب بعصا من الخيزران على راحة القدمين. وقد كان كاتبكم من أكثر الطلاب حرصاً وشغفاً بالعلم فلم امر بتجربة الفلكة ما جعل بقية الزملاء الذين مروا بها ينبذونني وزميل آخر من دائرة الاصدقاء لتميزنا عنهم. أما وسيلة تنقل الأستاذ أحمد ـ أكرمكم الله ـ فقد كانت "الحمار" الذي كان أداةً لوفاته، حيث سقط من فوق ظهره ومات بعدما غادرت البصرة إلى المنطقة المقسومة عام 1964. وقد يكون كبر سن الاستاذ أحمد ـ يرحمه الله ـ عاملاً كبيراً في وفاته.
كنا نتجمع ليلاً حول فانوس صغير يضاء بالكيروسين للقراءة وأداء الواجبات لأن الكهرباء لم تصل إلى قرية البصرة إلا بعدما غادرتها إلى المنطقة المقسومة بين المملكة والكويت، بناءً على طلب من عمي عبد الوهاب الذي ألح على والدي ـ يرحمهما الله ـ للالتحاق بالمدرسة النظامية في قرية الوفرة الصغيرة التي كان معظم سكانها من السعوديين الذين غادروا المملكة طلباً للرزق. كانت مدرسة الفانوس في البصرة ذكريات جميلة ومؤثرة في حياتي العلمية بالرغم من قسوة الظروف المعيشية آنذاك، لكن في نظري أن المكافحين يولدون في بيئة وظروف قاسية. وقد شعرت بالحزن الشديد بعدما علمت بتدمير قرية الوفرة أثناء غزو العراق الكويت، بضربها بالقنابل المدمرة التي تحملها طائرات بي 52 أثناء تحرير الكويت. فقد أصبحت خبراً بعد أن كانت علماً. وقد تبعني الفانوس في قرية الوفرة لمدة سنتين، لكن علي الحميدان ـ يرحمه الله ـ اشترى مكائن توليد الكهرباء لتزويد القرية بالكهرباء في الليل، وبالتالي وافقت شركة جيتي للزيت (اليوم هي شركة شيفرون السعودية) على دفع فواتير الكهرباء، بل ومد المقاول علي الحميدان ـ يرحمه الله ـ بالدعم الفني المحدود لتزويد مساكن موظفيها بالكهرباء. كان جيراننا من كل منطقة ومدينة وقرية في المملكة من معظم مدن وقرى الجنوب والقصيم والرياض ووادي الدواسر والأحساء والقطيف ومكة المكرمة والمدينة المنورة وجدة والطائف وسكاكا والجوف وعرعر وطريف وجازان. إنها بحق كانت قرية مثالية للتعاون والألفة والمحبة بين جميع السعوديين بشتى مناطقهم وقبائلهم.
كتبت هذه السيرة المختصرة رداً على سؤال ابنتي وجد عندما سألتني عن السنوات الأولى من طفولتي ودراستي ما شجعني على كتابة هذا المقال ليعلم شبابنا أن الحياة كفاح وصبر ينتهي ـ بإذن الله ـ إلى النتائج التي يعمل الإنسان على تحقيقها، وأن النجاح يبدأ بخطوات متواضعة وواثقة وجادة.

فهذا ما تم نشره في هذه الصحيفة بقلم الدكتور (دون زيادة او نقصان).

أخوكم/ أبو سحمي

التعديل الأخير تم بواسطة أبوسحمي ; 17-02-2010 الساعة 03:51 PM
أبوسحمي غير متواجد حالياً