بسم الله الرحمن الرحيم
نحمد الله تعالى ونشكرة ونتوب اليه ونستغفرة ونشهد ان لا أله الا الله وحدة لا شريك له له الملك وله الحمد يحي ويميت وهو على كل شىء قدير ونشهد ان سيدنا ونبينا ومولانا محمداً عبد الله ورسولة أرسله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله فبلغ الرساله وأدى الأمانه ونصح الأمة وجاهد في الله حق جهاده قدوة الأولين والأخرين وإمام الأنبياء والمرسلين وخاتم النبيين صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وصحبة أجمعين صلاة وسلاماً دائمين إلى يوم الدين.
أما بعد ؛
فما شغلت حياة نبي من الأنبياء صلوات الله وسلامه عليهم حيزا واسعا من أهتمامات الدارسين والباحثين والمؤرخين كما شغلتها حياة نبينا الأكرم ورسولنا الأعظم محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم.
وذلك لاكثر من سبب وداع وضرورة.
إذ لم تتوقف سيرة حياته عليه الصلاة والسلام عند حدود السرد التاريخي والترجمة بل تعدت ذلك الى ماهو ابلغ واعظم.
فكونة صلى الله عليه وسلم خاتم النبيين ورسالته خاتنمة الرسالات السماوية اقتضت شمولا في الاحكام وهيمنة على المدار التاريخي في بناء الإنسان المؤمن منذ آدم عليه السلام.
وكذلك عالمية الرسالة وأسمية البعثة فإنه صلى الله عليه وسلم بعث الى الناس كافة وكان كل نبي يبعث الى قومه ؛((وَمَا أَرْسَلْنَكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107))) سورة الأنبياء. فكانت ( السنة )المطهرة أحد أبرز المعالم المحورية التي قام عليها كيان الأمة الأسلامية وما تفرع من قواعد وأسس في مختلف الشؤون العامة والخاصة وما أنبثق عنها من علوم ومعارف كانت فتحا هاما في ميدان الثقافة والحضارة.
فالسيرة والسنة صنوان متلاحقان متلازمان متكاملان لا ينفك أحدهما عن الأخر لأنهما في ذات بشرية واحدة أصطفاها الله تعالى وصنعها على عينة ثم أدبها ورباها فلما آن أوان نبوتها أوحى إليها فكانت مصدرا ونبراسا وقدوة .
ولقد أنكب عبدة الأبقار وعبيد الشهوه ومن تابعهم من أذنابهم في بلادنا وغيرها من البلاد بالخوض في هذه السيرة العطرة بما لا ينبغي وبما يؤجج نفوس كل المسلمين وبما لا يرضاه دين ولا عرف ولا عقيدة ونسيوا من يكونوا ومن هم .
ولكن حسبنا الله ونعم الوكيل ونسأل الله العلي القدير ان يرينا فيهم عجائب قدرته وأن يزلزل الأرض من تحت أقدامهم .
ولا ننسى ان نتقدم بالشكر الجزيل لمشرفنا القدير أبو مصعب ونقول بارك الله فيك وفي عملك فأنت دائما سباقاً للخير حفظك الله ورعاك.