بسم الله الرحمن الرحيم

الاخوة الكرام .. اعتذر عن التاخير لاسباب خارجة عن الارادة ، و ذلك لسفري إلى إمارة دبي و عودتي اليوم فجرا ، فالسموحة منكم .

الشبهة الثالثة
تكفيرهم لابس الصليب مطلقا

قلنا لهم : و هل من دليل غير ما ذكرتم في تكفيركم الحكام و تجويز الخروج عليهم ؟
قالوا : الادلة كثيرة (!؟) و منها : انهم – أي الحكام – قد لبسوا الصليب
قلنا لهم : و اين حصل ذلك منهم ؟
قالوا : عندما يلتقون بحكام الدول الكافرة فيلبسونهم الاوسمة و فيها الصليب ، و هذا مشهور عن الملك فهد بل كل حكام دول الجزيرة !
قلنا لهم : رحم الله فهدا و زايدا و عيسى و حفظ الباقين منهم و رزقهم البطانة الصالحة ... آمين
والرد على ما تقولون من ثلاثة أوجه :
الاول : لا ينبغي تصديق كل ما ينقل عن المسلمين ، لا سيما إن اريد به ايقاع الكفر على من ثبت إسلامه باليقين.
و لا سيما اذا كان الناقل فاسقا او مجهولا – فضلا عن الكافر –
قال تعالى ( إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين ).
الثاني : أنه ليس كل لبس للصليب يعد كفرا
فمع ان عمله قد يكون معصية إلا أنه لا يكون كفرا في جميع الاحوال.
قال الإمام البخاري : بابٌ ، إن صلى في ثوب مصلَّب او تصاوير ، هل تفسد صلاته .
و هنا لم يخطر في بال البخاري – رحمه الله – ان لابس الثوب المصلَّب كافرا بل ناقش قضية صحة صلاته بالثوب المصلبَّ من بطلانها و لو كان كافرا لحكم بالبطلان ابتداءً
بل وافق ابن حجر البخاري في الشرح ( صحيح البخاري ، كتاب الصلاة ، باب رقم 15 )
الثالث : انه – و على سبيل التسليم – لو قيل بالتكفير، فليس كل واقع في الكفر يكون كافرا فقد يكون اللابس له مكرها أو متاولاً أو جاهلاً.
قال شيخ الاسلام ابن تيمية : فليس كل مخطيء كافرا لا سيما في المسائل الدقيقة التي كثر فيها نزاع الامة ) اهـ الفتاوى 16/434 .
قال الامام الالباني : ليس كل من وقع في الكفر – من المؤمنين – و قع الكفر عليه و احاط به . اهـ الصحيحة رقم 3048.

فيا اخوة لنا قد ضلوا طريق الصواب مع نيات صالحات ، هل بسبب مسائل وقع الخلاف فيها يسوغ الخروج على الحكام
و تنزعون يد الطاعة
و تشقون عصا المسلمين؟!
فهل انتم منتهون ؟!

اخوكم ابو فارس القحطاني
عصر يوم الجمعة 19/8/1426هـ
إمارة ابوظبي حرسها الله و حكامها الكرام من الفتن ... آمين .