70 نقطة تقف أمام مؤشر الأسهم السعودية لاختراق تحدي مستوى 7777

السوق تصعد لليوم السادس على التوالي وتكسب أمس 2.3% وسط ارتفاع 51 شركة

الرياض: محمد الحميدي

يبدو أن مؤشر سوق الأسهم السعودية، بات قاب قوسين أو أدنى من استنفاذ القوة الدافعة لاختراق المقاومات القوية التي تجاوزها في الأيام الماضية، إذ أن التوقعات تشير إلى تراجع السوق لعملية جني أرباح وشيكة مع الارتفاعات المتعاقبة للمؤشر العام، التي استمرت لليوم السادس بعد أن صعد في تداولات الأمس 2.3 في المائة.
ولفت محللون إلى أن السوق تسير حاليـا تحت مظلة انتعاشــة الشركات القيادية التي تقوم بعملية الدفع للمؤشـر العام، في مقـابل ركود في الشركات الأخرى، وهـو الأمــر الذي يـزيد من فرضية توجـه المؤشـر العام لاستهلاك طاقـة الـدفع لديـه وقـرب مرحلة جني الأربـاح. وتفسيـرا لذلك، يمكن وصف ما يحدث في سـوق الأسهم بأن مصادر القـوة والطاقة التي تحرك المؤشر العام المتمثلة في الشركات القيادية قاربت على ملامسة نقاط مقاومة قوية جدا لأسعارها، ستواجه عدم مقدرة قوى الشراء المجازفة والشراء عند ملامستها، وبالتالي ربما ستتراجع أسعار تلك الشركات التي بدورها ستقوم في سحب المؤشر العام وإخضاعه للتراجع لضرورة جني الأرباح.

وأقفل سوق الأسهم أمس كاسبا 173.7 نقطة، ليقفل المؤشر العام عند 7707 نقاط، تم خلالها تداول 170.7 مليون سهم، بلغت قيمتها الإجمالية 9.4 مليار ريال (2.51 مليار دولار)، نفذ عبر 236.5 ألف صفقة، صعدت معها أسهم 51 شركة، مقابل هبوط أسهم 17 شركة من أصل 86 شركات يتم تداول أسهمها في السوق، إضافة لتعليق أسهم شركتين لتعاظم خسائرهما. وهنا، يقول سليمان الجربوع، وهو محلل فني لمؤشرات الأسهم، إن الأسهم السعودية ستكون أمام تحدي تخطي أقوى حاجز مقاومة عند 7777 نقطة، والتي وبحسب القراءات الفنية لنقاط فيبوناتشي، أشهر الآليات الفنية لقياسات أداء أسواق المالي، فإن سوق الأسهم ربما لن تستطيع اختراق نقطة المقاومة المذكورة، مشيرا إلى أن سياسة صعود المؤشر باعتماد على الأسهم القيادية تزيد من توقع الهبوط.

وأضاف الجربوع في حديث لـ«الشرق الأوسط» أن اعتماد السوق على الصعود بقوة وطاقة الشركات القيادية خلال الأيام الماضية ستكون الفيصل في توقع الهبوط، بعد وصول أسعار تلك الشركات أمام حواجز مقاومة من الصعب تخطيها، مفيدا بأن ركود الأسهم المضاربية وعدم استفادتها أو مشاركتها في عملية الصعود تزيد من احتمالية وصـول المؤشر لمرحلة استنفاذ القوة الدافعة.

وزاد الجربوع أن قراءة نقاط فيبوناتشي الشهيرة، تدعم توجه المؤشر نحو الهبوط لضرورة جني الأرباح، بعد وصول أسعار الشركات القيادية، المحرك الفعلي لصعود المؤشر في الفترة الماضية، نحو السقف الافتراضي الأقصى والتي قاربت على ملامسته. وقال الجربوع «استطاع المؤشر تجاوز حواجز مقاومة قوية بدأها فعليــا بتخطي مستوى 7040 نقطة، ثم تعدى مستوى 7150 نقطة، وحتى تداولات الأمس، مما يعني أنه جني الأرباح ربما يكون في حدود 400 نقطة متوزعة جراء سرعة الارتفاعــات الماضية».

من ناحيته، أشار لـ«الشرق الأوسط» خالد الجوهر الرئيس التنفيذي لشركة جمال وخالد الجوهر للاستثمار، إلى أن سوق الأسهم السعودية استطاعت تجاوز المناطق الخطرة المتمثلة في مستويات تحت 7000 نقطة وبداية ظهور إشارات ايجابية، لكنها ضعيفة لا بد من تأكيدها في الفترة المقبلة.

واقترح الجوهر، التي تعد منشأته من أقدم الشركات العاملة في نشاط الأسهم والتداول في السعودية، لتأكيد تجاوز مراحل الخطر عبر عدد من الآليات من بينها تنويع الاستثمارات بدخـول الشركات المستهدفة لتدعيم وتعزيز مكونات السوق، وثانيا ضرورة ارتفاع معدل السيولة الداخلة على السوق لتقوية الموثـوقية في الشركات، وبالتالي في السوق ككتلة.

وأوضح الجوهر أن توجه السيولة في هذا التوقيت لأسهم الشركات القيادية، يأتي تأكيدا على إغراء مستوياتها السعرية الحالية رغم ارتفاعاها في الفترة الأخيرة، إلا أن استمرارية الارتفاع تزيل التخوف النفسي عند المستثمر، خصوصا بعد اعتلاء أسهم «سابك» مستوى 100 ريال، مما يدفع المستثمرين إلى محاولة الدخول على مراحل في سوق الأسهم السعودية.

وفي رؤيتـه، أبان إبراهيم بن عبد الرحمن الربيش وهو محـلل مالي سعودي، أن الثلاثة الأسابيع الماضية، وحتى انتهاء تداولات الأمس، شكلت وضوحا في الرؤية التحليلية لواقع السوق حاليا والتي ربما ارتضت مستوى 7000 نقطة كقـاعدة قويـة، لافتا إلى أن السمة الإيجابية تمثلت في حركة الصعود الهادئة، والتركيز على اكتسـاب النقاط بحرفية وانتقائية.

وأوضح الربيش أن ما يوضح ذلك هو التوجه والاهتمام بالشركات القيادية والشركات ذات العوائـد المالية، مؤكدا أن ذلك يظهر مدى التركيز على حقن مكونات السوق بالأمان المطلوب، والقناعة بما آلت إليه مستويـات التصحيح والأجواء الجديدة المحيطة بالسوق.

وزاد الربيش في حديث لـ«الشرق الأوسط» بأن المرحلة المقبلة ستكون جديدة على سوق الأسهم، وستكون بالتأكيد متفائلة جدا، بعد الأداء الجيد والمميز في سلوك المؤشر العام وتعاطي المتداولين بالمتغيرات الجديدة في السوق.


الشرق الأوسط