عرض مشاركة واحدة
قديم 30-05-2005, 05:22 AM
  #1
الهـاجري
..:: شاعر ::..
 الصورة الرمزية الهـاجري
تاريخ التسجيل: Nov 2004
الدولة: الـــوفا والشـــكاله
المشاركات: 483
الهـاجري will become famous soon enoughالهـاجري will become famous soon enough
افتراضي الامير راشد بن عويضه بن شبعان رحمه الله وموقفه التاريخي

تعددت الحروب بين العجمان والإمام عبد الله بن فيصل آل سعود ولم يجد الإمام عبد الله بن فيصل بدا من القضاء على العجمان لكي يستتب السلام ويعم الهدوء .
وعلم العجمان بما ينويه الإمام عبد الله بن فيصل في شانهم فتفرقوا على القبائل لكي يأمنوا خطر الإمام
أما هيف بن حجرف وينتمي إلى قبيلة آل سليمان من آل ضروان فقد لجا إلى راشد بن عويضه بن شبعان . أحد أمراء بني هاجر ولجأ فلاح بن حثلين وجماعته الى الدويش أمير مطير ولجا البعض الآخر إلى عساف أبو ثنين أمير قبيلة سبيع .

وعلم الإمام عبد الله بن فيصل بالأمر .... فأرسل بعضا من جنوده للبحث عن العجمان المختفين وإحضارهم طوعا أو قسرا .
وانطلق جنود ابن سعود إلى عساف أبو ثنين والى الدويش واخذوا من كان لديهما من العجمان بعد أن وضعوا القيود الحديدية في أيديهم .
ولكن الجنود عندما اقبلوا على راشد بن عويضه بن شبعان وطلبوا أليه أن يسلمهم هيف بن حجرف ومن معه رفض..
فأصر على الرفض قائلا أن الموت عندي أهون من تسليمي هيف إليكم .
وعاد الجنود إلى الإمام عبد الله بن فيصل واخبروه برفض راشد بن عويضه تسليمهم هيف فغضب الإمام غضباً شديداً على راشد .
وعندما علم راشد بغضب الإمام منه ، اخذ عددا من الخيول الأصيلة وذهب ليقدمها إلى الإمام هدية وفداء لهيف.
وكانت العادة إن قبول الحاكم للهدية تعني العفو عنه .. ولكن الإمام قبل الهدية فأودع مهديها راشد بن عويضه
في السجن عقابا على عدم إطاعته أمره بتسليم هيف .
ودخل راشد السجن فوجده مزدحما بالسجناء.. ولم يعرف أحد منهم ولم يفسح أحدهم له مكانا بل على العكس ، لقد نظروا إليه في ازدراء ، وكانت ملابسه متواضعة لاتـنـم عن اصله وكرامة محتده .. ولم يكن أحدا منهم يتوقع أن يكون في مجيء هذا الرجل إلى السجن بشيرا للأمل والفرج .
ألقى راشد نظره حوله ثم انزوى وحده في أحد أركان السجن ، وجلس لا يحدث أحدا ولا أحد يحدثه . أما السجناء فقد جلسوا في جماعات كل أربعة أو خمسة منهم معا وتركوا صاحبنا وحده ، وحل وقت تناول طعام الغداء ، ولكان طعام السجناء لا يعدو قطعة من الخبز ، وقليلا من التمر أما اللحم فلا يقدم للسجناء إطلاقا .
جلس السجناء يتناولون طعامهم دون أن يعير أحدهم راشد التفاته أو يدعوه إلى مشاركتهم الطعام .. وفجاه دخل السجن حيث يجلس راشد عبدان من عبيد الإمام يحملان ذبيحة كاملة وضعاها أمام راشد وقالا له : ( تفضل.. هذا غدائك )
ودعا راشد جميع السجناء الى مشاركته طعامه فأجابوا دعوته في خجل بعد أن علموا بشخصيته ، وانه راشد بن عويضه الذي طالما سمعوا بأخبار كرمه وشجاعته وطيبة قلبه وشهامته .
ولم تمض ثلاثة أيام حتى كان الغضب قد زال وانقشع عن صدر الإمام، وأمر بإطلاق سراح راشد.. ولكن مدير السجن عندما جاء ليبلغ راشد نبأ صدور أمر الإمام بطلاق سراحه كانت في انتظاره مفاجأة. لقد رفض راشد مغادرة السجن قائلا: ( هل أمر الإمام بإطلاق سراحي وحدي أم معي اخوتي؟ ) . ودهش مدير السجن وقال لراشد : ( ولكنك دخلت السجن وحدك ولم يكن معك أحد ) وأجابه راشد : ( هذا صحيح .. لقد دخلت وحدي ولكن الآن صار معي اخوتي .. وهم جميع السجناء الذين في هذا السجن ) .
وذهب مدير السجن يبلغ الإمام بما حدث فقال الإمام : (أنني اعرف ماذا يقصد إليه.. لكن دعه بضعة أيام حتى يمل ويسام السجن ، ويطلب الخروج وحده ) .

ولكن الأيام مضت يوما اثر يوم حتى زادت على الشهر وراشد لا يحيد عن موقفه.. وبعد أيام عاد الإمام يرسل إليه مره أخرى طالبا منه مغادرة السجن.. فإجابة راشد : ( وكيف اخرج واترك اخوتي الذين يشاطرونني الطعام كل يوم.... ؟ )
وأرسل الإمام عبد الله بن فيصل يقول له : ( قل لنا من هم الذين يشاطرونك الطعام من بين السجناء؟) وأجاب راشد : ( كلهم .... كل السجناء الذين في هذا السجن اقرب من أهلي ) .
واصدر الإمام أوامره بإطلاق سراح كل من في السجن من السجناء فيما عدا سبعة صدر عليهم الحكم بالإعدام قصاصا لما ارتكبوه ... ولكن راشد أعاد الرسول إلى الإمام وقال له : ( قل للإمام أن يمنحني عطية بدون استثناء ... قل له أن السبعة الذين لم يشملهم عفوه هم أخص اخوتي . وأنني افضل الموت على الخروج بدونهم ) .
وعاد الرسول يبلغ الإمام عبد الله بن فيصل رسالة راشد ، وأيقن انه لن يغادر السجن دون باقي السجناء ، فأمر بإطلاق سراحه للجميع . ولكن راشد كان له طلب أخير .. لقد طلب من الإمام انم يمنح الجميع ثيابا جديدة لائقة حتى لا يغادروا السجن بثيابهم الرثة القديمة وإجابة الإمام إلى طلبة .
أما هيف بن حجرف فقد علم بان الإمام قد عفا عنه وان راشد قد عاد إلى أهله .. فانتقل إليه وبقى في جواره فترة من الزمن .
وقال ليل الملتقم أحد شعراء العجمان القصيدة التالية يمدح فيها راشد بن عويضه وموقفه النبيل .

[poem=font="Simplified Arabic,4,white,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="backgrounds/26.gif" border="none,4,gray" type=0 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وطبان وين اللي وزى بك من الناس=جيرانكم يا ذاهبين الحمايل
بلعون فراج خذا جملة أفراس=واقفى وعساف بعينه يخايل
خصوا على جيرانكم بدة الناس=وكل على جاره يدور النفايل
أما ابن شبعان لبس ثوب نوماس=دون القصير يسوق خيلٍ اصايل
عيا عليه بصامل العزم والباس=عيا عليه بمرهفات السلايل
بمصقل يهوي على ثومة الراس=على القدا وإلا عن الحق مايل
هواجر من عصر عاد على ساس=وعلى القبايل يكسبون النفايل
ظفران لمن دروعهن بالالباس=وكرمان لمن جف وبل المخايل
عندي لهم بيضاء على رؤوس الاطعاس=من باب هجر إلى قفار وحايل[/poem]وطبان : هو وطبان الدويش .... وعساف : هو عساف ابو اثنين
وفراج : هو رسول الأمام لهم
__________________
[poem font="Traditional Arabic,6,darkblue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=4 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
اللي يحقِّّر بالرجـال يحقَّـر=واللي يهاب من الرجال تهابه[/poem]
الهـاجري غير متواجد حالياً