عرض مشاركة واحدة
قديم 31-01-2005, 12:20 AM
  #1
ابن شويه
عضو فعال
 الصورة الرمزية ابن شويه
تاريخ التسجيل: Oct 2004
المشاركات: 562
ابن شويه is a jewel in the roughابن شويه is a jewel in the roughابن شويه is a jewel in the roughابن شويه is a jewel in the rough
Post قحطان وعتيبة / شجاعة ومروءة

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله وكفى والصلاة والسلام على نبيه المصطفى

اخواني مراقبي ومشرفي واعضاء وزوار شبكة قحطان المحترمين

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اما بعد

موضوع اعجبني ولعله يعجبكم

قطفته من احد المواقع وفي اخره يظهر مرجعه

[frame="1 80"]
إذا كانت الحروب القبلية قائمة على قدم وساق منذ العهد الجاهلي في جزيرة العرب
فقد بلغت أوجها بين قبيلتين كبيرتين في قلب الجزيرة العربية وهما (عتيبة وقحطان)
كانت الغزوات بينهما مستمرة والحرب سجال يوما لعتيبة ويوما لقحطان وكم وقع بينهم من المعارك الدامية وكم قالوا شعراءهم من القصائد الحماسية والأراجيز الحربية ورغم هذا كله نجدهما بقدر مايتنافسون في الحرب والصراع القبلي نجدهما يتنافسان على الرجولة والمروءة ويتسابقون على التسامح والكرم والفضل وفعل الجميل

فقد غزا غزواٍ من قبيلة عتيبة على قبيلة قحطان
وصبوا غارتهم على إبل الفارس (جعفر بن عبود) شيخ عشيرة ا لمسعود من قحطان ، وعندما صاح الصايح إمتطى الفارس جعفر صهوة جواده وتوشح بسيفه ولحق بالغزاة الذين أخذو إبله وكونه فارسا لايشق له غبار وثقته بنفسه عظيمة جداً فلم يخبر من ربعه أحد لأن الغزو قليلون حسب رأيه وبقدرته رد إبله لوحده
وعنما لحق بالغزو وصال وجال بين الفرسان وأوشك على رد الأبل , تبدل الموقف أمامه فقد كان الشيخ الفارس الشهير محمد بن هندي شيخ عشيرة برقاء من عتيبة قد حضر ومعه فرسان كثيرون العدد وإنضموا الى الغزاة الذين أخذو الأبل ، مماجعل الفارس جعفر في موقف عصيب للغاية واحاطوا به الفرسان من كل جانب
ولم يكن أمامه إلا أن يستسلم لهم كأسير حرب ، بعد أن رأى القوة التي بهره عدد فرسانها
لم يستطع بن عبود أن يفعل شيئاً ، فقد غلب على أمره رغم شجاعته وتاريخه الملئ بالبطولات ، فإعتقلوه وساروا به الى الشيخ الفارس محمد بن هندي بن حميد ، وعندما رأه مقبلاً بين الرجال الذين أسروه قام بن هندي من فوق الشداد وإستقبله مرحباً به وكأنه ضيفاً عزيزاً ، قائلاً له مرحبا ومسهلا يابن عبود ، خلوا سبيله يارجال فهذا رجل شهم وفارساً عظيم وهو الأن ضيف وليس أسير وعندما سمع الفارس جعفر بن عبود هذا الكلام من بن هندي تهلل وجهه وإنفرجت سريرته , وعرف أنه قد نجا وأنه أمام رجل كريم وشهم , بعد أن إيقن بأنهم سوف يقتلونه كما جرت العادة بينهم في الحروب لآنه لم يكن أسير بالمعنى الحقيقي , ولكنه مقاتل تم إعتقاله تحت ظلال السيوف وهو مشهراً سيفه لقتل أعداءه فماكان من جعفر بن عبود إلا مقابلة التحية بمثلها ,
فتعانقا الرجلان الكبيران وجلسا معاً والشداد بينهم وقدمت القهوة العربية ونحرت الذبائح وتبادلوا أطراف الحديث ، حيث دار بينهما الحوار التالي:

محمد بن هندي : حيا الله جعفر الفارس الشجاع

جعفر بن عبود : أبقى الله محمد الفارس الشهم

محمد بن هندي : سمعنا عنك الكثير ياإبن عبود وهذه فرصة أن نراك فيها بيننا في هذا اليوم

جعفر بن عبود : كيف تراني وأراك ونحن لانلتقي إلا على صهوات الخيل ودخان بنادقنا ولميع سيوفنا وغبار المعركة يحجب الشمس ؟ لقد تمنيت أن أموت في هذه المعركة ولاتراني أسيراً بين يديك يأبن حميد

محمد بن هندي : أنت لست أسيراً أبداً , أنت ضيف عزيز وسوف نرد لك جميع إبلك وفرسك وسيفك يابن عبود

جعفر بن عبود : وهل تتشفي مني بهذا يإبن حميد ؟
لقد أسرنا منكم الكثير في معاركنا الماضية ولن يهداء لي بال حتى أراك عندي في مجالس قحطان أسيراً أتشفى بك كما تتشفى بي اليوم


وهنا يبتسم إبن هندي ويقول : هذا ليس تشفياً ياجعفر ، وأنا أعرف قصة فارسكم قنيفذ بن لبده الذي غنم من خيل عتيبة عشرين فرساً وأكثر ، والحرب بيننا سجال يوماً لكم ويوما لنا ، وأنت اليوم ضيفي لاأسيري

وهنا هدأت ثورة الغضب عند جعفر وقال : نعم يابن هندي الحرب بيننا سجال وأنا أعرف مدى شجاعتك وكرمك وشهامتك العربية ومقامك الجليل
وأرجو أن نراك ضيفاً لاأسيراً كما تمنيت سابقاً ، لأنك تستحق التكريم على شهامتك وإكرامك


محمد بن هندي : ماسوينا إلا الواجب يابن عبود ، فحنا رغم حروبنا نعرف قدر بعض ونحترم بعض

جعفر بن عبود : صدقت ياشيخ ، وأنت يابن هندي من أعقل الرجال ، ومن دهاة العرب وحكماءهم ، أما بخصوص الفرس والأبل فلن أقبلها منك يابن هندي فقد أخذت من المفلا وسوف نأخذ عوضها منكم من المفلا أيضاً

محمد بن هندي : يبدو أنك لازلت مغتاظاً يابن عبود

جعفر بن عبود : نعم وتمنيت أن تصاب فرسي أو أصاب أنا حتى أجد عذراً في أسري عند عشيرتي

محمد بن هندي : ألم يسبق لكم أن أسرتم أحدا من عتيبة ياجعفر؟؟

جعفر بن عبود : نعم سبق أن أسرنا منكم الكثير وأنت خابر يامحمد

محمد بن هندي : أجل واحده بواحده ياجعفر

وهنا تجلت أمام جعفر معاني الرجولة من الشيخ محمد بن هندي الذي أكرمه وعفى عنه وأخذ يلاطفه بالكلام وهو الفارس العظيم الذي يستطيع ان يقتله في الحال ولن يضره شيئاً , وقال في نفسه ، لقد أسبغ إبن هندي علي جميلاً كبيراً لن أنساه وله في رقبيتي ديناً لاأستطيع وفاءه

ثم إلتفت الى إبن هندي وقال ، لقد غمرتني بكرمك ياشيخ محمد ، ولن أقبل الأبل والفرس إلا بشرطين توافقني على أحدهما

فقال إبن هندي ماهي هذه الشروط ياجعفر؟

قال جعفر أن تقبل دعوتي لك لزيارتنا لنتمكن من إكرامك كما أكرمتني بشهامتك واخلاقك الأصيلة ، أو تقبل الأبل والفرس هدية مني لك

فقال إبن هندي أجل مادام الأمر كذلك فأنت الأن تختار وأنا ماعندي مانع

فقال جعفر أختار أن تقبل دعوتي بإسم عشيرتي وتزورنا ياشيخ محمد

قال الشيخ محمد بن هندي لقد قبلت ذلك شرط أن تقبل الفرس والأبل

قال جعفر أما الأبل فقد قبلتها ، وأما الفرس فهي هدية مني لك ياشيخ

وهنا قدمت الولائم وتناولوا الطعام ثم دارت القهوة العربية بعد ذلك ثم تعانقا الأثنين عناقاً حاراً وقدم جعفر الفرس للشيخ محمد بن هندي وأخذ منه موعداً للزيارة

هذا هو الخلق العربي الأصيل ، وهذا هو الأصل الموجود في معادن العرب الذي سيبقى مابقيت الدنيا

بقي أن نقول ان هذه القصة ومثيلاتها من قصص الحرب والشجاعة والشهامة دارت في زمن التطاحن القبلي ، قبل أن يجمع الله شتات هذه الأمة على يد البطل الموحد العظيم الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن طيب الله ثراه .
نسأل الله أن يديم علينا نعمة الأمن والأمان والرخاء أنه العلي القدير .


عن كتاب (من شيم العرب) لمؤلفه فهد المارك 0 ج 4
[/frame]

اخوكم ابن شويه
__________________


[frame="1 80"]][][§¤°^°¤§][][استغفر الله][][§¤°^°¤§][][[/frame]
ابن شويه غير متواجد حالياً