عرض مشاركة واحدة
قديم 17-02-2008, 09:08 AM
  #1
صالح العبيدي
عضو جديد
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 7
صالح العبيدي is on a distinguished road
Post الشيخ الجليل العلامة راشد بن خنين العائذي

اولاً اسمه وولادته:

هو العلامة النسابة الجليل الشيخ العالم راشد بن محمد بن رشيد بن خنين العائذي العبيدي القحطاني نسباً الحنفي مذهباً الخرجي موطناً من علماء نجد في القرن الثاني عشر الهجري، وكانت ولادته في الخرج خلال النصف الاول من القرن الثاني عشر الهجري.وفي مدينة الخرج نشأ ودرس مبادئ العلوم الشرعية واللغوية.

ثانياً انتقاله الى الاحساء:

سافر الشيخ راشد الى الاحساء في النصف الثاني من القرن الثاني عشر الهجري، وذكر الشيخ محمد بن خاتم الاحسائي في احدى اجازاته العلمية ان سبب انتقال الشيخ راشد هو انه كان معادياً لدعوة الامام محمد بن عبدالوهاب .ولما وفد الى الاحساء سكن فريق المرابدة في محلة الكوت وخالط كبار علماء الاحساء وجالسهم واستفاد من علومهم ونال اجازة حافلة في رواية كتب الحديث الستة عن العلامة عبدالله بن محمد العبداللطيف الاحسائي الشافعي عن العلامة المحدث عبدالله بن سالم البصري صاحب كتاب الامداد في علو الاسناد. وذكر المؤرخ الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل اسماعيل الاحسائي ان الحاج بكر بن احمد بن عبدالله البصري اوقف عقاراً وبيتاً له معروف ببيت الدوغاني على الشيخ راشد بن خنين مما يدل على مزيد فضله وعلو قدره ومحبة اهل الاحساء له.

ثالثاً انتقاله الى مدينة الزبارة:

الزبارة مدينة تقع بالقرب من الخليج العربي تم بناؤها سنة 1195ه كما ورد في احد مخطوطات علماء الاحساء، وسكنها عدد من التجار ومنهم التاجر الاديب احمد بن محمد بن رزق ت 1224ه وكان معروفاً بالكرم والشهامة ومحبة العلم وتقدير العلماء فسافر اليه الشيخ راشد وخالطه واصبح من اخص جلسائه واقرب ندمائه.

اعماله:

1- تولى القضاء في مدينة الدلم بالخرج قال الاستاذ عبدالعزيز البراك في ترجمته: ولي القضاء في الدلم في الحلة القديمة المعروفة بحلية وذلك في عام 1162ه 1167ه وكذلك في عام 1199ه.
2- التدريس من مدينة الزبارة: قال الشيخ عثمان بن سند في ترجمته:
درس فيها العلوم في منثور ومنظوم..وعمر فيها المدارس بعد كن دوراس.
3- التدريس في الاحساء


رابعاً: مكانته العلمية:

رزق الله تعالى الشيخ راشد علماً واسعاً، ونبوغاً في علوم اللغة وفهماً ثاقباً في كثير من العلوم الشرعية، وحفظ عدداً من المتون والمنظومات مثل منظومة الهاملية في الفقه الحنفي، والحماسة لابي تمام في الشعر، والرائية لابن وهبان.
وله مشاركة حسنة في كثير من العلوم فقد كان في الحديث ماهراً، وحافظاً لكثير من الاحاديث، واسناده في الرواية من المسانيد الاكابر حتى لقب بمالك في علو الاسناد.
واما الفقه الحنفي فهو يشبه الامام ابا حنيفة في قوة الاستنباط والقياس.
قال الشيخ عثمان بن سند في مدح العلامة الشيخ راشد بن خنين:


[poem=font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
العلم علم ابي حنيفة والدّها=كدهاء عمر والذكا كإياس
لو ابصر النعمان حسن قياسه=لقضى له بالفضل بين الناس[/poem]

ويعد من المتبحرين في علم النحو حيث احاط بمسائله، وحفظ كثيراً من نوادره وفتح كثيراً من مشكلاته الصعبة قال الشيخ عثمان بن سند واصفا الشيخ راشد بن خنين :اغرب في النوادر اللغوية حتى قمر فيها ومهر. واعرب عن المشكلات النحوية حتى خلناه اباعمر اذا نظر.
وقال في احدى قصائده واصفا الشيخ الجليل راشد بن خنين:


[poem=font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
وحسبك من إمام ألمعي=لقيت به إمام المكتين
وعمر النحو إلا ان هذا=إمامهم بكلتا الكوفتين[/poem]

خامساً تلاميذ الشيخ الجليل راشد بن خنين:

يعد الشيخ راشد بن خنين من العلماء الأدباء وقد أورد صاحب (سبائك العسجد) في ترجمة الشيخ عبدالعزيز بن صالح آل موسى أنه (تأدب على الشيخ راشد بن خنين وأخذ عنه النحو والمعاني)
وقد قرأ عليه علوم اللغة واصول الفقه والادب والبلاغة وعلومها عدد من علماء الاحساء والكويت منهم:
1 العلامة محمد سعيد بن عبدالله العمير الشافعي الاحسائي وقد اجازه في رواية كتب الحديث الستة، والاجازة لا تزال مخطوطة.
2 الاديب الشيخ عبدالله بن عثمان بن عبدالله آل جامع الحنبلي قاضي مدينة الزبارة.
3 الشيخ عبدالله الفلاح الشافعي الاحسائي.
4 الشيخ عبدالعزيز بن صالح الموسى المالكي الاحسائي.
ولا يتسع المقام لذكر بقية تلاميذه لكثرتهم.


سادساً شعره:

خلّف الشيخ راشد قصائد في الزهد والنصح والحث على فضائل الاعمال ومن شعره قوله:


[poem=font="Simplified Arabic,4,blue,bold,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,medium,gray" type=2 line=0 align=center use=ex num="0,black"]
عليك بتقوى الله ما استطعت يا فتى=وخذ كل ما اتاك خير الخلائق
وعما نهاك انته وجنب جميعه=تنل فرجاً عند اشتداد المضايق
ولا تبتدع فالشر في كل بدعة=ومن يبتدعها لا تصله بدانق
وبين السما والارض لو طار عابد=وسار على وجه المياه الدوافق
فزنه بميزان المطهر شرعه=فان وافق الشرع الشريف فوافق[/poem]

سابعاً: حقيقة موقفه من الدعوة السلفية والدولة الناشئة

بما أن العالم الشيخ راشد بن خنين لم ينل حقه في كتب التاريخ والتراجم، الأمر الذي أحاط موقف الشيخ راشد بن خنين من الدعوة السلفية بشيء من الغموض وعدم الفهم لدى الباحثين.

عاش الشيخ راشد بن خنين - رحمه الله - في الفترة التي شهدت بزوغ وانتشار الدعوة السلفية على يد المجدد الشيخ محمد بن عبدالوهاب - رحمه الله - في القرن الثاني عشر الهجري، وحيث إن الشيخ ابن خنين كان على خلاف مع الشيخ ابن عبدالوهاب في بعض المسائل المذهبية التي يسوغ فيها الخلاف بحكم انتماء ابن خنين للمدرسة الحنفية فيما كان الشيخ ابن عبدالوهاب من اتباع المدرسة الحنبلية.والملاحظ أن ذلك الخلاف وإن بدا أول الأمر شديداً قياساً بأثره المتمثل في إبعاد الشيخ ابن خنين من بلده إلى الأحساء، إلا أنه لم يتجاوز تلك المسألة ودليل ذلك خلو رسائل الشيخ محمد بن عبدالوهاب وردوده من ذكر الشيخ ابن خنين ضمن طائفة المخالفين والمناوئين للدعوة السلفية الذين بلغوا في نجد وحدها أكثر من عشرين عالماً أو طالب علم وفي مقدمتهم عبدالله المويس من حرمه وسليمان بن سحيم من الرياض، بل إن الشيخ ابن خنين قد اشتغل في الإحساء بعد أن انتقل إليها بالتدريس والتجارة ولم يركب موجة الهجوم على الدعوة السلفية كغيره من علماء الأحساء آنذاك كالقاضي عبدالله بن عبداللطيف والمشايخ محمد بن عفالق وابن مطلق وابن فيروز.

قال عنه البسام: (أدرك في العلوم الشرعية وصار من كبار فقهاء المذهب الحنفي، واشتهر في قطره بالعلم والإطلاع، وقد ولي قضاء الدلم في فترات متقطعة ما بين 1162هـ إلى سنة 1200هـ ( ومضى يقول: (ولما قام الشيخ محمد بن عبدالوهاب بدعوته السلفية لم يرتح لها، ورأى أن ما يطبق فيها من النصوص الكريمة على جهال ذلك الزمن لا ينطبق عليهم، وإنما تطبق في حق من لا يدين بالرسالة المحمدية إطلاقاً، أما هؤلاء الذين يعترفون بأصل الرسالة، فعملهم إما سائغ شرعاً، وإما أنه لا يصل إلى درجة الخروج من الملة المحمدية، أو أنهم يعذرون لجهلهم، وبسبب هذا الخلاف منه جرى ترحيله من بلده إلى الأحساء الذي لم يدخل في ذلك الزمن تحت الحكم السعودي) انتهى.


وقد شهد عصر الشيخين أوج الصراع بين أمراء الخرج من آل عثمان ومن يدور في فلكهم كآل بجادي من جهة وأمراء الدرعية من آل سعود من جهة أخرى، ولا يستبعد أن الخلاف بين الشيخين قد أذكى جذوة الخلاف بين الخرج والدرعية، ذلك أن العلاقة بين البلدتين قبل الدعوة السلفية كان يسودها الود بل الحلف، وشاهد ذلك ما ذكره المؤرخون في أحداث عام 1098هـ وهي صولة أهل حريملاء وابن مقرن وزامل آل عثمان على سدوس، وذكر الفاخري الحادثة ونص على أنه (محمد بن مقرن راعي الدرعية) كما أن ابن بسام ذكر الحادثة بقوله (وفيه سار أهل حريملاء ومعهم محمد بن مقرن أمير بلد الدرعية وزامل بن عثمان العايذي أمير الخرج وتوجهوا إلى سدوس وهدموا قصرها وخربوه).

ويبدو أن الخلاف المذهبي بين الشيخين - رحمهما الله - أثر بدوره على العلاقة ا****************دة بين آل عثمان وآل سعود، باعتبار منزلة كل منهما ونفوذه عند أمير البلدة، إلا أن الخلاف بين الشيخين لم يؤثر في علاقة ابن خنين بالدولة السعودية وشاهد ذلك هو إشارته في نبذته التاريخية عند حديثه عن نسب آل سعود إلى أن الإمام في وقته هو عبدالعزيز بن محمد بن سعود، إلى أن قال: (وبه - أي الإمام عبد العزيز - تشرفت قبيلته على الإطلاق) انتهى، قلت ولو كان الشيخ ابن خنين يكن العداء والكراهية للدولة السعودية لما قال كلامه السابق الذي أكد فيه أن قبيلة بني حنيفة على الإطلاق قد شرفت بكون الإمام عبدالعزيز منها.


وقد توفي العلامة الجليل الشيخ راشد بن خنين في العقد الأول من القرن الثالث عشر بعد رجوعه من الزبارة في قطر إلى الإحساء ودفن فيها رحم الله الشيخ راشد بن خنين رحمة واسعه وأسكنه فسيح جناته.
الصور المرفقة
 
صالح العبيدي غير متواجد حالياً