عرض مشاركة واحدة
قديم 01-04-2007, 11:24 AM
  #4
حرقي العرين
..:: قلم من ذهب ::..
تاريخ التسجيل: Dec 2006
الدولة: فيلادلفيا
المشاركات: 297
حرقي العرين has a spectacular aura aboutحرقي العرين has a spectacular aura aboutحرقي العرين has a spectacular aura about
افتراضي رد : التشــنــــــــــــــــــج الفكــــــــــــــــــــري.. مسبباته .. طرق علاجه .. آثاره

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة معيض بن صميع
مرض التشنج الفكري


بات مايعرف بالتشنج الفكري أمرا واقعا وملموسا في المجتمعات التي يكثر بها البدائيون


الذين لم يغادروا حدود مضارب القبيلة أو مايعرف بالقرية وإن حصل وقدر لهم أن يغادروا ذلك الوطن المحدود بحدود


قبيلة كذا وكذا فهم يغادرون وهم مغلقون أبصارهم ومشمعين عقولهم بالشمع الأحمر الشيوعي والذي يصعب كسره أو


إزالته ، إن هؤلاء المرضى لايرون إلا مايراه شخص ألهوه وأخذوا قوله على أنه هو القول الفصل حتى ولو خالف كتاب


الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، متناسين أن الثوابت هي ثوابت والمتغيرات والثانويات هي أمور قد يصيب الإنسان

الموافق للأول من شهر ابريل لعام 2007 للميلاد
يامرحبا بكاتب يمتطي صهوة جواد المعرفة ويحطم بقلمة كل المحاولات اليائسه لثنية عن تسطير الدرر

التي نستمتع بمشاهدتها فضلا عن قراءاتها
.

إن علينا أن نستحضر أن هذا الانغلاق مصدره الفكر، ولهذا ينبغي أن يكون علاجه بالفكر أيضاً، فلا يفل القلم إلاّ القلم،

ولا يقاوم الشبهة إلا الحجة، ولا يعارض كلام اللسان بكلام اللسان.

اخي الكريم :يجب الاستمرار في مقاومة التشنج الفكري بالحوار الموضوعي بعيدا عن المزايدات ذات الطابع الشخصي

وانني وكثير من المتابعين لكم نعلم بعظم المسئولية والامانه التي اضطلعتم بها لاشك ان ريـاح التغيير والتوجـه إلى

المستقبل تلف الدنيا كلها، وعالمنا العربي والإسلامي لن يكون استثناء يتمرد على تلك الحقيقة، ولنتذكر أن الظواهر،

ما نحب منها وما نكره، قد صارت عابرة للحدود، متنقلة عبر القارات وأن يشيع جو الحرية، ونرحب بالنقد، ونحيي روح

النصيحة في الدين، ونقول ما قال عمر رضي الله عنه: مرحباً بالناصح أبد الدهر، مرحباً بالناصح غدواً وعشياً.. رحم الله

امرءاً أهدى إليّ عيوب نفسي!

وهكذا كان ابن الخطاب رصي الله عنه، يشجع ويؤيد كل ناصح له أو مشير عليه، أو ناقد لتصرف من تصرفاته.

قال له رجل: اتق الله يا أمير المؤمنين.. فأنكر عليه بعض الحاضرين، ولكن عمر قال له: دعه، فلا خير فيكم إذا لم

تقولوها، ولا خير فينا إذا لم نسمعها!

وخطب يوماً فقال: أيها الناس من رأى منكم فيّ اعوجاجاً فليقومني، فقال له رجل: والله لو رأينا فيك اعوجاجاً لقومناه

بحد سيوفنا.. فلم يغضب عمر من قوله، ولم يأمر بحبسه أو التحفظ عليه أو التحقيق معه، بل قال له في ثقة وارتياح:

الحمد لله الذي جعل في المسلمين من يقوِّم اعوجاج عمر بحد سيفه!!

وفي جو الحرية تظهر الأفكار في النور، فيمكن لأهل العلم مناقشتها، وتسليط أضواء النقد عليها، فتثبت وتبقى، أو

تختفي وتذهب، أو تعدّل وتهذب، بدل أن تظل في ظلام السراديب التحتية، تلقن بلا مناقشة، وتطرح بلا معارضة،

وتتفاقم وتستفحل يوماً بعد يوم، حتى يفاجأ الناس بها، وقد شبت عن الطوق، ولم يشهدوا قبل ذلك ولادتها ولا طفولتها.

إنما الواجب مخاطبة العقول المبلبلة حتى تستقيم، وطول الحوار بالحسنى حتى يزول اللبس، ويتضح الصبح لذي عينين !

والامل ينبغي ان يكون في تكوين وعي إسلامي رشيد، يقوم على فقه مستنير لأحكام الإسلام.. فقه ينفذ إلى الأعماق

ولا يقف عند السطوح، ويهتم باللباب قبل الاهتمام بالقشور.. فقه يرد الفروع إلى الأصول، والجزئي إلى الكلي

والظني إلى القطعي، ويأخذ الأحكام من المنابع الأصلية، غير مكتف بالقنوات الفرعية.

وإيجاد مثل هذا النوع من الوعي والفقه أمر ليس بالهين، وتحويل الإنسان من فكر اعتنقه وآمن بصحّته - صواباً كان أم

خطأَ و يحتاج إلى جهد صادق، وصبر مصابر، واستعانة بالله .

(والانغلاق الفكري ليس كما يشاع بأنه خروج عن المألوف فكل الأديان السماوية كانت خروجاً عن ما ألفه الناس

وهنا يورد توصيف للمنغلق فكريا

1- أن المعتقدفي غير الثوابت الاساسية صادق ومطلقاً وأبدياً.

2- ان مايراة برؤيته يصلح لكل زمان ومكان.

3- لا مجال لمناقشته ولا للبحث عن أدلة تؤكده أو تنفيه.

4- المعرفة كلها بمختلف قضايا الكون لا تستمد إلا من خلال هذا المعتقد دون غيره.

5- إدانة كل اختلاف عن المعتقد.

6- الاستعداد لمواجهة الاختلاف في الرأي أو حتى التفسير بالعنف.

7- فرض المعتقد على الآخرين ولو بالقوة اذا سمحت لة الضروف

إن احتكار الحقيقة والحق الأوحد في التمتع بالبقاء والحياة هو بمثابة الإرهاصات الأولية للمجازر التي شهدها ويشهدها

عالمنا المعاصر، حيث تنشأ الاختلافات الدينية والعرقية والمذهبية المتعصبة وتتحول لمجادلات عقيمة وسلوكيات ثأرية

ناقمة.

إن االمتشنج والمنغلق ذو الفكر الأحادي يعيش في قمقم نرجسية فكرية تحوم حوله هالة قدسية تصبغ حياته في طيف

واحد منحوت بالإيمان والعدل والحق الخالد، وبفضل ذلك سيتوصل إلى تغيير العالم وإنقاذه من ويلاته على طريقة

الفانوس السحري إلى اجتلاب الفردوس والنعيم لبني البشر، إن ذلك من شأنه أن ينهض فكرة إسقاطية في عقل

المتعصب تريحه من كل شبهات الضعف والقصور البشري الذي يحيطه طالما ظل في هوس الظنون بالهيمنة الفكرية

لمنطقه وفكره وعقيدته.

خلاصة:

إن التشبث بالرأي الأوحد وتأكيد صحته المطلقة هو خطأ كبير لأن الإنسان ولكونه إنساناً يعجز فهمه عن إدراك الكثير

من أسرار هذا الوجود وأنه ككائن بشري ممتنع عن الكمال فقد كانت هناك (حقائق) في عصر ما تبين أنها (أوهام) في

عصر آخر)


اكرر لكم الشكر والتقدير
حرقي العرين غير متواجد حالياً