(( أداب الســــــــــــــــــــلام ))
آداب السلام
السلام من الأعمال المشروعة ، التي جاءت الأدلة والنصوص من الكتاب والسنة ببيان مشروعيتها واستحبابها ، وبالحث عليها . ومما يتعلق بها من الآداب :
1 : إفشاء السلام :
فإن هذا مما أمر به الرسول صلى الله عليه وسلم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " أفش السلام ، وأطعم الطعام ، وصل الأرحام ، وقم بالليل والناس نيام ، وادخل الجنة بسلام " [ أحمد(2/323،295) وابن حبان(508) إحسان ، والحاكم (4/129) وصححه ، ووافقه الذهبي ، عن أبي هريرة . صحيح الجامع (1085) ]. فإفشاء السلام من الخصال الموجبة لدخول الجنة ، المورثة لها ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " أطعموا الطعام ، وأفشوا السلام ، تورثوا الجنان " [الضياء في المختارة عن عبد الله بن الحارث ، كما في السلسلة الصحيحة (1466) ] . وجعل إفشاء السلام سببا للسلامة في الدنيا والآخرة ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " أفشوا السلام تسلموا " [ أحمد (4/286) وابن حبان(508)إحسان ، وأبو نعيم في أخبار أصفهان (1/277) والعقيلي في الضعفاء (365) والبخاري في الأدب المفرد (979،787) عن البراء . صحيح الجامع (1087) ] . وجعله كذلك سببا لعلو المكانة في الدنيا ولآخرة ، فقال صلى الله عليه وسلم : " أفشوا السلام كي تعلوا " [الطبراني في الكبير عن أبي الدرداء ، كما في صحيح الجامع (1088) ] . قال:إفشاء السلام، ونشره في المجتمع، وإلقاءه على الناس من خير خصال الإسلام، فقال صلى الله عليه وسلم لما سئل: أي الإسلام خير ؟ قال : " تطعم الطعام وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف " [ البخاري (12) ومسلم (29) عن أبي عمرو ] . وهذا الإفشاء للسلام يشمل البدء بالسلام ، ورد السلام على من بدأ به ، وهو من الأمور التي تؤدي إلى المحبة والوئام بين أفراد المجتمع المسلم ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " أفشوا السلام بينكم تحابوا " [ الحاكم (4/168،167) وصححه ، ووافقه الذهبي ، عن أبي موسى . صحيح الجامع (1086) ]. وقال صلى الله عليه وسلم : " والذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أَوَلاَ أدلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم " [ مسلم (54) عن أبن عمرو ] .
2 : أن يبدأ المرء من لقيه بالسلام :
فإن هذا من حق المسلم على اخيه المسلم ، كما قال صلى الله عليه وسلم : " حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه ...." [مسلم (2162) عن أبي هريرة ] . وكذلك قال صلى الله عليه وسلم : " إذا لقي الرجل أخاه المسلم فليقل : السلام عليكم ورحمة الله " [ أحمد (3/482) وأبو داود (4084) والترمذي (2721) وابن السني (236) والنسائي في عمل اليوم والليلة (318/320) عن رجل من الصحابة . صحيح الترمذي (2189) ] وسئل صلى الله عليه وسلم : الرجلان يلتقيان ، أيهما يبدا بالسلام ؟ فقال : " أَولاَهما بالله " [ الترمذي (2694) وحسنه ، عن أبي أمامة . صحيح الترمذي (2167) ] .
3 : الحرص على استعمال تحية الإسلام :
وهي التحية التي شرعها الله تعالى لعباده ، والتي تعد شعارا للمسلمين ، وهي تحية الملائكة ، وتحية أهل الجنة ، وهي قول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لما خلق الله آدم ، ونفخ فيه الروح عطس ، فقال : الحمد لله . فحمد الله بإذنه ، فقال له ربه : يرحمك الله ياآدم ! اذهب إلى أولئك الملائكة – إلى ملأ منهم جلوس – فقل : السلام عليكم . قالوا : وعليكم السلام ورحمة الله . ثم رجع إلى ربه . فقال : إن هذه تحيتك وتحية بنيك بينهم . . . ." [الترمذي (3368) وحسنه ، وابن حبان (6134) إحسان ، والحاكم (4/263) وصححه ، ووافقه الذهبي ، وغيرهم ، عن أبي هريرة . صحيح الترمذي (2683) ] . فينبغي الحرص على هذه التحية ، وعدم العدول عنها إلى غيرها ، كما فعل بعض الناس الذين يعرضون عن تحية الإسلام ، ويستعملن غيرها ، فيقولون : صباح الخير . . . ونحوها .
4 : الحرص على إلقاء السلام كاملا :
فإن ذلك أعظم للأجر ، وأكمل وأحسن ، وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : السلام عليكم . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عشر " . وجاء آخر فقال السلام عليكم ورحمة الله . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " عشرون " . وجاء ثالث فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . فقال النبي صلى الله عليه وسلم : " ثلاثون " [أبو داود (5195) والترمذي ( 2689) وصححه ، عن عمران بن حصين . صحيح الترمذي (2136) ] يقصد بذلك الحسنات ، فكلما كان السلام أكمل كلما كان الأجر أعظم .
5 : وجوب رد السلام لمن ألقي عليه السلام :
فيجب على الإنسان إذا ألقي عليه السلام أن يرد السلام ، قال صلى الله عليه وسلم : " حق المسلم على المسلم خمس : رد السلام ، وعيادة المريض ، وإتباع الجنائز ، وإجابة الدعوة ، وتشميت العاطس " [ البخاري (1240) ومسلم (21629 عن أبي هريرة ] ويجزئ عن الجماعة الجالسين أن يرد أحدهم لقوله صلى الله عليه وسلم : " يجزئ عن الجماعة إذا مروا أن يسلم أحدهم، ويجزئ عن الجلوس أن يرد أحدهم " [ أبو داود ( 5210) عن علي . صحيح أبي داود (4342) ] .
6 : رد التحية بأحسن منها أو ردها :
وذلك لقوله تعالى { وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها } [ النساء : 86 ] ، وقد كان ابن عمر رضي الله عنهما يرد السلام بأكثر مما ألقي عليه ، فإذا قال له أحد : السلام عليكم . قال : وعليكم السلام ورحمة الله . وإذا قال له : السلام عليكم ورحمة الله . قال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته . وإذا قال له : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته . قال : وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ومغفرته .
7 : اجتناب تحية الموتى :
وهي أن يقال : عليك السلام يا فلان . بل يقول : السلام عليك . . . فإن النبي صلى الله عليه وسلم أتاه رجل فقال له : عليك السلام يا رسول الله ! فقال له النبي صلى الله عليه وسلم : " لا تقل : عليك السلام . فإن عليك السلام تحية الموتى " [ احمد (3/482) وأبو داود (4084 ) والنسائي في عمل اليوم والليلة (318) والترمذي (2722) وحسنه ، والحاكم (4/186) وصححه ، ووافقه الذهبي ، عن جابر بن سليم . صحيح أبي داود (4341). ].
8 : عدم التشبه بغير المسلمين في تحيتهم :
سواء كان التشبه بهم في حركاتهم ، أوفي ألفاظهم ، فإن مشابهتهم محرمة . وقد نهى عنها النبي صلى الله عليه وسلم حيث قال : " ليس منا من تشبه بغيرنا ، لا تشبهوا باليهود ولا بالنصارى . فإن تسليم اليهود الإشارة بالأصابع ، وتسليم النصارى الإشارة بالأكف " [الترمذي (2695) والطبراني في الأوسط كما في صحيح الجامع (5434) عن ابن عمرو . وانظر صحيح الترمذي (2168) ] ، وقال صلى الله عليه وسلم أيضا : " تسليم الرجل بإصبع واحدة يشير بها فعل اليهود " [ أبو يعلى (1870) والبيهقي في الشعب (8915) والطبراني ، والعقيلي ، عن جابر . صحيح الجامع (2946) ] فتحصل من ذلك تحري الإشارة بالأكف فقط ، أوبالإصبع فقط ،كما يفعل كثير من الناس لكن لو أنه اشار بيده مع إلقاء السلام بلسانه إذا كان الشخص بعيدا لكي ينبهه ، فإنها لا تدخل في هذا الباب – إن شاء الله - ومما يندرج في هذا الباب – وينبغي أن يحذر منه الإنسان – التشبه بغير المسلمين في ألفاظ سلامهم ، كمن يقابل أخاه فيقول له : بنحور ، أو جود مورننج ، أو بنسوار ، أو نحو ذلك ، فهذا لا يجوز بحال ، وهو مما يقع تحت طائلة الأحاديث المذكورة .
9 : عدم بدء أهل الكتاب وغير المسلمين بالسلام :
فإن هذا مما نهى عنه النبي صلى الله عليه وسلم ، فقد قال صلى الله عليه وسلم : " لا تبدؤوا اليهود ولا النصارى بالسلام ، وإذا لقيتم أحدهم في طريق فاضطروهم إلى أضيقه " [ مسلم (2167) عن عائشة ] . ولا يجوز معارضة حديثه صلى الله عليه وسلم وإرشاده بدعاوى فارغة ، كدعوى الوحدة الوطنية ، أو الأخوة في الوطن ، والمساواة بين أفراد المجتمع دون النظر على أديانهم ، ونحو ذلك .
10 : رد تحية غير المسلم بقول : وعليكم :
فإن نفرا من اليهود مروا بالنبي صلى الله عليه وسلم فقالوا له : السام عليك . فقال لهم : " وعليكم . . ." [البخاري (6024) ومسلم (2165) عن عائشة ] وقال صلى الله عليه وسلم : " إن اليهود إذا سلم عليكم أحدهم فإنما يقول : السام عليكم . فقولوا : وعليكم " [ احمد (2/114،19) وأبو داود (5206) والترمذي (1603) وقال : حسن صحيح . عن ابن عمر . صحيح أبي داود (4338) ] .
11 : يبدأ الصغير والقليل والراكب بالسلام :
وهذا كله مما أرشدت إليه الأحاديث النبوية الصحيحة في هذا الباب ، فإذا تقابل رجل مع أكثر من رجل سلم عليهم . أو مجموعة مع مجموعة أكبر منهم فعلى المجموعة الأقل أن يبدؤا بالسلام . وإذا تقابل صغير مع كبير يبدأ الصغير بالسلام . وإذا تقابل راكب مع ماش يبدأ الراكب بالسلام ، ويبدأ الماشي بالسلام على القائم ، والقائم يسلم على القاعد ، وراكب السيارة أو الدراجة يبدأ بالسلام على الماشي أو القاعد ، وكل ذلك قد أمر به النبي صلى الله عليه وسلم ، حيث قال : " ليسلم الراكب على الراجل ، وليسلم الراجل على القاعد ، وليسلم الأقل على الأكثر ، فمن أجاب السلام فهو له ،ومن لم يجب فلا شئ عليه " [احمد (3/444) وعبد الرزاق (19444) والبخاري في الأدب المفرد (ص 146) عن عبد الرحمن بن شبل . السلسلة الصحيحة (2199) ] ، وقال صلى الله عليه وسلم : " يسلم الصغير على الكبير ، والمار على القاعد ن والقليل على الكثير " [البخاري (6231) عن أبي هريرة ٍ ، وقال : " يسلم الفارس على الماشي ، والماشي على القائم ، والقليل على الكثير " [ احمد (6/19) والترمذي (2705) وصححه ، وابن حبان (497) إحسان ، والبخاري في الأدب المفرد (ص146) عن فضالة بن عبيد . صحيح الترمذي (2175) ]وإذا مر رجل كبير بعدد من الصبيان سلم علبهم كما سيأتي في الأدب الحادي والعشرون إن شاء الله ، وكذلك إذا كان الراكب كبيرا والماشي صغيرا سلم الراكب على الماشي . وإذا كان الماشي كبيرا والقاعد صغيرا سلم الماشي على القاعد .
12 : السلام عند مفارقة المجلس والخروج منه :
وبض الناس يغفل عن هذا الأدب ، فإذا دخل المجلس سلم ، ثم إذا خرج لحاجة فإنه لا يسلم ، وهذا خلاف السنة ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا انتهى أحدكم إلى المجلس فليسلم ، فإذا أراد أن يقوم فليسلم ، فليست الأولى بأحق من الآخرة " [أحمد (2/230) وأبو داود (5208) والترمذي (2706) وحسنه ، وابن حبان (494) إحسان . والحاكم ، وغيره ، عن أبي هريرة ، صحيح الترمذي (2177) ] وهكذا من باب أولى أن يعيد السلام إذا عاد إلى المجلس ثانية وإفشاء السلام يزيد المحبة كما سبق . خلافا لما يزعمه الجهال من أنه ينقصها ، فينبغي عدم إهمال هذا الأمر .
13 : التصافح مع السلام عند التقابل :
وهذا من آداب السلام التي ندب إليها الإسلام ، فإذا لقي المؤمن أخاه المؤمن فينبغي له إضافة على السلام أن يأخذ بيده ، ويصافحه ، فإن فعل هذا فله اجر كبير ، وهو مما يقوي المودة بين المسلمين ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان ، إلا غفر لهما قبل أن يفترقا " [ أحمد (4/303،289) وأبو داود (5212) والترمذي (2727) وحسنه ،وابن ماجة (3703) عن البراء . صحيح الترمذي (2197) ]. وقال صلى الله عليه وسلم : " إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه ، وأخذ بيده فصافحه ، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر " [ الطبراني في الأوسط (1/184/ح247) عن حذيفة . السلسلة الصحيحة (526) ونسبه لابن وهب وابن شاهين . ] وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ! الرجل منا يلقى أخاه ، أو صديقه ، أينحني له ؟ قال " لا " . قال : فيلتزمه ويقبله ؟ قال "لا " . قال : فيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال " نعم " [ الترمذي (2728 ) وحسنه ، وابن ماجة ( 2702) عن أنس . صحيح الترمذي (2195) فدل هذا الحديث على استحباب المصافحة ، وعلى عدم جوازالإنحناء ، كما يفعله البعض تشبها بالكفار ، وعلى عدم جواز المعانقة كما هي حال الكثير .
14 : إعادة السلام إذا حال حائل بين الشخصين :
وهذه سنة عظيمة ، لا يفعلها كثير من الناس ، وهي إنه لو كان شخصان يمشيان ، ثم افترقا حول جدار ، أو شجرة ، أو عمود ، أو غيره ، ثم التقيا بعد أن يجتازا الحائل ، فينبغي لهما أن يتبادلا السلام ثانية ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : " إذا اصطحب رجلان مسلمان ، فحال بينهما شجر أو حجر ، أو مدر ، فليسلم أحدهما على الآخر ، ويتبادلوا السلام " [ والبيهقي في الشعب (8860) عن أبي الدرداء . صحيح الجامع (355) ] .
15 : إذا دخل المسجد لا يسلم حتى يصلي تحية المسجد :
فإذا دخل المسجد ، وفيه ناس ، فإنه لا يسلم عليهم حتى يصلي تحية المسجد أولاََ كما يستفاد من حديث الرجل الذي صلى ركعتين ، ثم أتى النبي صلى الله عليه وسلم فسلم عليه ، فرد النبي صلى الله عليه وسلم عليه السلام ، وقال له : " ارجع فصل فإنك لم تصل " [ البخاري (757) ومسلم ( 397) عن أبي هريرة ] . ولم يأمره بالسلام قبل الصلاة .
16 : السلام قبل السؤال والكلام :
فلا يبدأ الشخص بسؤال إنسان عن شئ ، أو بتكليمه إلا بعد أن يسلم أولاَ ، لقوله صلى الله عليه وسلم : " السلام قبل الكلام " [ الترمذي (2699)عن جابر . صحيح الترمذي (2170) ] ولقوله صلى الله عليه وسلم : " السلام قبل السؤال ، فمن بدأكم بالسؤال قبل السلام فلا تجيبوه " [ ابن عدي في الكامل (5/291) وينحوه ابن السني في عمل اليوم والليلة (214) عن ابن عمر . السلسلة الصحيحة ( 816) ] .
17 : عدم السلام عند قضاء الحاجة :
فلا ينبغي إلقاء السلام على إنسان جالس على بول أو غائط ، ولا يجوز لهذا أن يرد السلام ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم سلم عليه رجل وهو يقضي حاجته ، فلم يرد عليه النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال له : " إني كرهت أن أذكر الله عز وجل إلا على طهر " [ مسلم (370) عن ابن عمر . والزيادة من قوله صلى الله عليه وسلم لأبي داود (17) عن المهاجر بن قنفذ ] .
18 : إعادة السلام ثلاثا ، خصوصا إذا لم يسمع :
فإن النبي صلى الله عليه وسلم : " كان إذا سلم سلم ثلاثا ، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثا " [ البخاري (6244( عن أنس ] ، ولا سيما إذا سلم الشخص على آخر بعيد عنه لا يسمعه .
19 : خفض الصوت بالسلام إذا دخل على نائمين :
فإن النبي صلى الله عليه وسلم كان يفعل ذلك ، حتى يسمع المستيقظين ، ولا يزعج النائمين ، فجاء أنه صلى الله عليه وسلم : " كان يدخل من الليل ، فيسلم تسليما لا يوقظ النائم ، ويسمع اليقظان " [ مسلم (2055) عن المقداد ] .
20 : إذا مر على مجلس فيه مسلمون ومشركون سلَم :
وذلك تعظيما لحق الإسلام ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم : " مر بمجلس فيه أخلاط من المسلمين واليهود فسلم عليهم " [ البخاري (6154) ومسلم (1798) عن أسامة بن زيد ] .
21 : التسليم إذا مر على الصبيان :
فإن هذا مما يؤلف قلوبهم ، ويطيب نفوسهم ، فإن النبي صلى الله عليه وسلم : " مر على صبيان فسلم عليهم " [البخاري (6247) ومسلم (2168) عن أنس ] وهذا من تواضعه صلى الله عليه وسلم . وللأسف فإنه يوجد من يستنكف عن فعل هذا . ويرى أن تسليم الرجل على الصغار يحط من شأنه ، وفعل الرسول خير رد على هذا .
22 : التسليم إذا مر على جمع نسوة :
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قد فعل ذلك ، كما في حديث أسماء بنت يزيد : - مر علينا النبي صلى الله عليه وسلم في جمع نسوة ، فسلم علينا -: [ أحمد (4/452) وأبو داود (5204) والترمذي (2697) وحسنه . والدرامي( 2/277) وابن ماجة (3701) عن أسماء بنت يزيد ، صحيح أبي داود (4358) ] وعند الترمذي ألوى بيده بالتسليم . ورغم أن البعض قد لا يتقبل ذلك لكنه فعل النبي صلى الله عليه وسلم ، فلا يلتفت معه إلى غيره .
23 : استحباب تبليغ السلام من شخص لآخر :
فإن النبي صلى الله عليه وسلم قال لعائشة : " إن جبريل يقرأ عليك السلام " [ البخاري (6253) ومسلم (2447) عن عائشة ] فقالت عائشة رضي الله عنها : وعليه السلام ورحمة الله . وقد أتى رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن أبي يقرئك السلام . فقال له : " عليك وعلى أبيك السلام " [ أبو داود (5231) عن رجل من الصحابة . صحيح أبي داود (4358) ] . ولا شك أن هذا يدخل في إفشاء السلام ، وتأليف القلوب ، وكل ذلك من مقاصد الشرع المطهر . وهو مما ينبغي الحرص عليه . فينبغي لكل مسلم أن يتأدب بكل ماجاء في هذا الفصل من آداب السلام ، فإن لذلك أعظم الآثار ، وأجملها ، سواء على الأفراد ، أو الجماعات . ولا ينبغي أبدا الاستهانة بهذه الآداب ، أو إهمالها ، وإلا حرم الناس خيرا كثيرا.
فهذا ما يسر الله به من الآداب المتعلقة بالسلام ، وعدتها ثلاثة وعشرون أدبا ، والحمد لله رب العالمين .
للاستزادة : فت الباري (11/5) وما بعدها ، صحيح مسلم بشرح النووي (14/199) وما بعدها ، الإحسان بترتيب صحيح ابن حبان (1/356) وما بعدها ، عمل اليوم والليلة لابن السني (ص78)وما بعدها سنن أبي داود (5/378) وما بعدها ، رياض الصالحين للنووي ت رياح والدقاق (ص289) وما بعدها ، وغير ذلك .
من موسوعة الآداب الإسلامية / لـ عبد العزيز بن فتحي السيد ندا