عرض مشاركة واحدة
قديم 23-05-2011, 10:57 AM
  #5
حيان ف
عضو
 الصورة الرمزية حيان ف
تاريخ التسجيل: Apr 2011
المشاركات: 62
حيان ف is on a distinguished road
افتراضي رد : يا باغي السعادة اقبل

بركة العمل في الإِخلاص وإِن قل العمل

إِذا أخلص العبد النية وعمل عملا صالحا ولو يسيرا فإِن الله يتقبله ويضاعفه.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"لقد رأيت رجلا يتقلب في الجنة، في شجرة قطعها من ظهر الطريق، كانت تؤذي المسلمين"-راوه مسلم-

وفي رواية:
"مر رجل بغصن شجرة على ظهر طريق، فقال: والله لأنحين هذا عن المسلمين لا يؤذيهم، فأدخل الجنة".
فبإِخلاصه مع يسر العمل أدخله الله الجنة برحمته.

وتأمل في المرأة البغي التي عملت أعمالا قبيحة، ثم، عملت عملا يسيرا في أعين البشر،
وهو سقاية كلب، وليس إِنسانا، فغفر الله لها بذلك العمل اليسير مع سوء عملها من البغي
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"بينما كلب يطيف* بركية* قد كاد يقتله العطش إِذ راته بغي من بغايا بني إِسرائيل، فنزعت موقها*
فاستقت له به فسقته، فغفر لها به" -متفق عليه-.بالنية الصادقة تنال ثواب العمل وِِإِن لم تعمل
 
الكرم من صفات رب العالمين، والعبد إِذا أحسن القصد ولم تتهيأ له أسباب عمل الصالحات،
فإِنه يؤجر على ذلك الفعل وِإن لم يعمله كرما من الله وفضلا،
يقول جابر بن عبدالله رضي الله عنه:
كنا مع النبي صلى الله عليه وسلم في غزاة فقال:
"إِن بالمدينة لرجالا ما سرتم مسيرا ولا قطعتم واديا إِلا كانو معكم حبسهم المرض"
وفي رواية:
"إِلا شركوكم في الأجر"
-رواه مسلم-

ورواه البخاري عن أنس قال: رجعنا ن غزوة تبوك مع النبي صلى الله عليه وسلم فقال:
"إن أقواما خلفنا بالمدينة ما سلكنا شعبا ولا واديا إلا وهم معنا حبسهم العذر" .


ويقول النبي صلى الله عليه وسلم عن الرجل الذي لا مال عنده وينوي الصدقة
ويقول:
لو أن لي مالاًًًً لعملت بعمل فلان،
قال عنه النبي صلى الله عليه وسلم:

"فهو بنيته فأجرهما سواء"
-رواه الترمذي، وقال حديث حسن صحيح-


وفي صحيح البخاري ومسلم عن ابن عباس رضي الله عنهما عن
النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه تبارك وتعالى قال:
"إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بين ذلك فمن هم بحسنة فلم يعملها
كتبها الله عنده حسنة كاملة و إن هم بها فعملها كتبها الله عشر حسنات
إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة".

فالمسلم يجعل نيته في كل خير قائمة،
يقول عمر ابن الخطاب رضي الله عنه:
"أفضل الأعمال صدق النية فيما عندالله " .
ومن سره أن يكمل له عمله فليحسن نيته، فإن الله يأجر العبد
إذا حسنت نيته حتى باللقمة.
يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
" ولست تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت عليها حتى اللقمة
تضعها في فيّ امرأتك".
-متفق عليه-

يقول زبيد اليامي:
" انو في كل شيء تريد الخير حتى خروجك إلى الكناسة".
ويقول داود الطائي:
" رأيت الخير كله إنما يجمعه حسن النية".
وكان السلف الصالح يحثون على حسن النية في كل أمر صالح،

يقول يحيى بن كثير:

"تعلموا النية فإنها أبلغ من العمل".
العمل الصالح لا يقبل إلا بالإخلاص، وبدون إخلاص يرد العمل ولو كثر،
والإخلاص مانع بإذن الله من تسلط الشيطان على العبد
قال سبحانه عن إبليس:
(قَالَ فَبِعِزَّتِكَ لأغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ إِلاَّ عِبَادَكَ مِنْهُم الْمُخلَصِينَ)
[ص:82-83]


والمخلص محفوظ بحفظ الله من العصيان والمكاره،
قال سبحانه عن يوسف عليه السلام:
(كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَآءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ) [يوسف:24]
وبالإخلاص رفعة الدرجات وطرق أبواب الخيرات،

يقول النبي صلى الله عليه وسلم:
"إنك لن تخلف فتعمل عملا تبتغي به وجه الله إلا ازاددت به درجة ورفعة". -متفق عليه-
في الإخلاص طمأنينة القلب وشعور بالسعادة وراحة من ذل الخلق.

يقول الفضيل بن عياض:
"من عرف الناس استراح"
إذا عرف أنهم لا ينفعونه ولا يضرونه استراح من الناس.
كيف أكون مخلصا لله في جميع أعمالي؟

الشيطان يتعرض للإنسان ليفسد عليه أعماله الصالحة، ولا يزال المؤمن في
جهاد مع عدوه إبليس حتى يلقى ربه على الإ يمان بربه وإخلاص جميع
أعماله له وحده،
ومن أهم عوامل الأخلاص:

1-الدعـاء:
الهداية بيد الله والقلوب بين أُصبعين من أصابع الرحمن يقلبها كيف يشاء،
فالجأ إلى من بيده الهداية وأظهر إليه حاجتك، وفقرك، واسأله دوماً الإخلاص
وقد كان أكثر دعاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه:
"اللهم اجعل عملي كله صالحاً، واجعله لوجهك خالصاً، ولا تجعل لأحد فيه شيئا".


2_إخفـاء العمل:
كلما استتر العمل مما يشرع فيه الإخفاء كان أرجى للقبول وأعز في الإخلاص،
والمخلص الصادق يحب إخفاء حسناته كما يحب أن يخفي سيئاته؛
لقوله عليه الصلاة والسلام:
(سبعة يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله إمام عادل، وشاب نشأ في عبادة الله،
ورجل قلبه معلق بالمساجد، ورجلان تحابا في الله اجتمعا عليه وتفرقا عليه،
ورجل دعته امرأة ذات منصب وجمال فقال إني أخاف الله، ورجل تصدق بصدقة
فأخفاها حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، ورجل ذكر الله خالياً ففاضت عيناه". -متفق عليه-
يقول بشر بن الحارث:
" لا تعمل لتذكر، اكتم الحسنة كما تكتم السيئة".

وقد فضلت نافلة صلاة الليل على نافلة النهار واستغفار السحر على غيره؛
لأن ذلك أبلغ في الإسرار وأقرب إلى إلاخلاص.

3- النظـر إلى أعمال الصالحين ممن هم فوقك:
في أعمالك الصالحة لاتنظر إلى أعمال رجال زمانك ممن هم دونك في المسابقة
إلى الخيرات، وتطلع دائماً إلى الإقتداء بالأنبياء والصالحين
يقول سبحانه:
(أُولَـٰئِكَ الَّذِينَ هَدَى اللَّـهُ ۖ فَبِهُدَاهُمُ اقْتَدِهْ ۗ )[الأنعام:90]


واقرأ سير الصالحين من العلماء والعباد والنبلاء والزهاد، فهو أرجى
لزيادة الإيمان في القلب.

4-احتقـار العمـل:
آفة العبد رضاه عن نفسه، ومن نظر إلى نفسه بعين الرضاء فقد أهلكها،
ومن نظر إلى عمله بعين العجب قلَّ معه الإخلاص، أو نزع منه
أو حبط العمل الصالح بعد العمل،

يقول سعيد بن جبير:
"دخل رجل الجنة بمعصية، ودخل رجل النار بحسنة، فقيل له: وكيف ذلك؟
قال: عمل رجل معصية فما زال خائفاً من عقاب الله من تلك الخطيئة
فلقي الله فغفر له من خوفه منه تعالى، وعمل رجل حسنةً فما زال معجباً
بها ولقيَ الله بها فأدخله النار".


5- الخـوف من عـدم قبـول العمـل:
كل عمل صالح تفعله احتقره وإذا عملته كن خائفاً من عدم قبوله.
ولقد كان من دعاء السلف
"اللهم إنا نسألك العمل الصالح وحفظه"

ومن حفظه عدم العجب والفخر به؛ بل يبقى الخوف من عدم قبوله معلقاً،
يقول سبحانه:
(وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِن بَعْدِ قُوَّةٍ أَنكَاثًا تَتَّخِذُونَ أَيْمَانَكُمْ دَخَلًا
بَيْنَكُمْ أَن تَكُونَ أُمَّةٌ هِيَ أَرْبَى مِنْ أُمَّةٍ إِنَّمَا يَبْلُوكُمُ اللَّـهُ بِهِ وَلَيُبَيِّنَنَّ
لَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مَا كُنتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [النحل:92]

وروى الإمام أحمد والترمذي أن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت:
"يارسول الله:
(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءاتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ) [المؤمنون:60]
هوالذي يسرق ويزني ويشرب الخمر وهو يخاف الله عز وجل؟
قال:
"لا يابنت أبي بكر الصديق، ولكنهم الذين يصلون ويصومون
ويتصدقون وهم خائفون ألا يتقبل منهم".

قال ابن كثير في تفسير قوله تعالى:
(وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَآ ءاتَوا.....) [المؤمنون:60]
"أي يعطون العطاء وهم خائفون وجلون أن لا يتقبل منهم؛ لخوفهم أن يكونوا
قد قصروا في القيام بشرط الإعطاء".
والإخلاص يحتاج إلى مجاهدة قبل العمل وأثناءه وبعده.

6-عـدم التأثـر بكـلام الناس:
الرجل الموفق هو الذي لا يتأثر بمدح الناس فإذا أثنوا عليه خيراً
إن فعل طاعة لم يزده ذلك إلا توضعاً وخشيةً من الله، وأيْقَنَ بأن
مدح الناس له فتنة، فدعا ربه أن ينجيه من هذه الفتنة، فليس
أحد ينفع مدحه ويضر ذمه إلا الله، وأنزل الناس منزلة أصحاب
القبور في عدم جلب النفع لك ودفع الضر عنك،

يقول ابن الجوزي:
"ترك النظر إلى الخلق ومحو الجاه من قلوبهم بالعمل وإخلاص القصد
وستر الحال وهو الذي رفع من رفع".

7_استصحاب أن الناس لايملكون جنةً ولا ناراً:
إذا شعر العبد بأن الذين يرائي لهم سوف يقفون معه في المحشر
خائفين عارين أدرك أن صرف النية لهم في غير محله حيث لم يخففوا
عنه وطأة المحشر؛ بل هم معه في ذلك الضنك، فإذا علمت ذلك أن إخلاص
العمل حقه أن لا يصرف إلا لمن يملك جنةً وناراً.

فعلى المؤمن أن يوقن بأن البشر لا يملكون جنةً يقدمونك إليها،
ولا قدرة لهم على إخراجك من النار لو طلبت منهم إخراجك منها؛
بل لو اجتمع البشر كلهم من آدم إلى آخرهم، ووفقوا خلفك،
لما استطاعوا أن يقدموك إلى الجنة ولو بخطوة واحدة،
إذاً لماذا ترائي البشر وهم لا يملكون لك شيئاً؟


قال ابن رجب:
"من صام وصلى وذكر الله، ويقصد بذلك عرض الدنيا، فإنه لا خير
له فيه بالكلية؛ لأنه لا نفع في ذلك لصاحبه؛ لما يترتب عليه من
الإثم فيه ولا لغيره". أي ولا نفع فيه أيضاً لغيره.

ثم إن الذين تزين عملك لهم من أجل أن يمدحوك لن تُحَصِّلَ مُرادَك منهم؛

بل إنهم سوف يذمونك، وتفضح عندهم، ويُلْقى في قلوبهم بغضك،
يقول عليه الصلاة والسلام:
"من يرائي يراء الله به" -راوه مسلم-

أما إذا أخلصت لله أحبك الله وأحبك الخلق،
قال سبحانه:
(إِنَّ الَّذِينَ ءامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَـنُ وُدًّا) [مريم:96] أي محبة.

8-تذكـر أنك في القبر بمفـردك:
النفوس تصلح بتذكر مصيرها، وإذا أيقن العبد أنه يوسد اللحد منفرداً
بلا أنيس، وأنه لا ينفعه سوى العمل الصالح، وأن جميع البشر لن
يرفعوا عنه شيئاً من عذاب القبر، وأن الأمر كله بيد الله،
حين ذاك يوقن العبد أنه لا ينجيه إلا إخلاص العمل لخالقه وحده جل وعلا.

يقول ابن القيم:
"صدق التأهب للقاء الله من أنفع ماللعبد وأبلغه في حصول استقامته،
فإن من استعد للقاء الله انقطع قلبه عن الدنيا وما فيها ومطالبها"........................يتبع............. .........يتبع..................
حيان ف غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس