عرض مشاركة واحدة
قديم 25-04-2011, 03:53 AM
  #1
سعيد شايع
.::قلم من ذهـب::.
 الصورة الرمزية سعيد شايع
تاريخ التسجيل: Dec 2009
الدولة: الجبيل
المشاركات: 972
سعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud ofسعيد شايع has much to be proud of
افتراضي { بدلوا نعمة الله كفرا .. } (3)

والآن نقف متدبرين متأملين لآية عظيمة ، قال الله تعالى فيها
{ ألم تر إلى الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار جهنم يصلونها وبئس القرار
وجعلوا لله أندادا ليضلوا عن سبيله قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار }
ألم تر إلى هذا الحال العجيب .. حال الذين وهبوا نعمة الله ممثلة في هذا القرآن العظيم
ثم في سنة رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ نعمة تدعوا إلى الإيمان والمغفرة
ثم إلى جنة عرضها السموات والأرض. . والله إنها لأعظم نعمة ، قال الله عنها
{ اليوم يئس الذين كفروا من دينكم فلا تخشوهم واخشون }
يئسوا أن يبطلوه أو ينقصوه أو يحرفوه ، لماذا؟
لأن الله كتب له الكمال وسجل له البقاء
رغم ما كاد أعداؤه له ابتداء من المنافقين وعلى عمق جهالة أهله به في بعض العصور
إلا أن قوة الإسلام وتوسعه الله على أهله وإعزازهم موجود في طائفة منصورة ، تعرف هذا الدين
وتعمل به وتناضل من أجله ويبقى فيها كاملا مفهوما قولا وعملا ، حتى تسلمه إلى من يليها
صدق الله وعده في يأس الذين كفروا ومكر الذين مكروا ، وظلم الذين ظلموا ، وفشل الذين يصدون عن سبيل الله
فكان المؤمنون أجدر بأن يرضون ما رضيه الله لهم ، فلا يبالوا بالمخالفين والمخذلين
بل يتخذون هذا الدين كله منهجا للحياة كلها ، وكلما مر بهم يوم عرفة تذكروا تلك النعمة التي
نزلت بها الآية المبينة لما بقي من الأحكام التي أبطل بها الإسلام بقايا مهانة الجاهلية وخبائثها وأوهامها
والمبشرة بظهور المسلمين على المشركين ظهورا تاما لا مطمع لهم في زواله ولا حاجة معه إلى
شيء من مداراتهم أو الخوف من عاقبة أمرهم ، قال تعالى
{ اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا }
قال ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ
( أخبر الله نبيه والمؤمنين أنه قد أكمل لهم الإيمان فلا يحتاجون إلى زيادة أبداً , وقد أتمه فلا ينقص أبداً
وقد رضيه فلا يسخطه أبداً )
وقال البيضاوي ـ رحمه الله ـ في قوله { اليوم أكملت لكم دينكم } ( بالنصر والإظهار على الأديان كلها
{ وأتممت عليكم نعمتي } قال: بالهداية والتوفيق )
أخي المسلم: لا تجد في السنة أمراً إلا والقران قد دل على معناه دلالة إجمالية أو تفصيلية
وقد فسرت عائشة ـ رضي الله عنها ـ ذلك بأن خلق رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ القرآن واقتصرت
في خلقه على القرآن , فدل على أنه قوله وفعله واقراره راجع إلى القرآن , لأن الخلق محصور
في هذه الأشياء ، ولأن الله جعل القرآن تبياناً لكل شيء ، فيلزم من ذلك أن تكون السنة
حاصلة فيه في الجملة , فالسنة إذن في محصول الأمر بيان لما فيه , وذلك معنى كونها راجعة إليه
وجملة القول: أن الله أكمل الدين بالقرآن وبيان نبيه ـ صلى الله عليه وسلم ـ للناس ما نزل إليهم فيه
ما صح من بيانه لا يعدل عنه إلى غيره ، وما بعد سنته نور يهتدي به في فهم أحكامه
ما فعله أصحابه ـ رضي الله عنهم ـ من بعده وساروا على هديه ، وممن تبعهم في هداهم
فمن رغب عن سنتهم ضل وغوى , ولم يسلم من أتباع الهوى.
تابع معي .. سلسلة { بدلوا نعمة الله ... }.
__________________

عــــش مـــع الـــقــرآن .... تــعــش الــــحــيــاة
سعيد شايع غير متواجد حالياً  
رد مع اقتباس